منذ أن وطأت قوات التحالف أو بمعني أدق القوات الامريكيه أرض العراق الا وكان أهم ما يشغلها هو حل كيان الدوله العراقيه وطمس مقوماتها وفي سبيل ذلك فككت القوات المسلحه العراقيه وحلت الشرطه وخربت الجهاز الاداري الحكومي لتصبح الدوله بلا مقومات تمهيدا لاعطاء العراق هويه وكينونه جديده وهي الهويه والكينونه التي لم تتضح بعد معالمها والكل بات منتظرا نهايه النفق الامريكي للعراق لتتضح الكينونه الجديده …
وفي سبيل ذلك كثرت التكهنات وما يهمنا الان هو احداها وهو التكهن بتقسيم العراق الي ثلاث دويلات .. كرديه في الشمال وسنيه في الوسط وشيعيه في الجنوب وذلك تطبيقا لنظريه الفوضي الخلاقه لجورج دبليو بوش الابن …
ومن خلال الرؤيه من هذا المنطلق نري أن ايران تحركت مبكرا ودعمت الشيعه في الجنوب بالعتاد والعده وكل شيئ حتي أن عبور الحدود بات في بعض المناطق بين العراق وايران صار أيسر من السفر داخل المدن الايرانيه …
ومن خلال الرؤيه أيضا من هذا المنطلق نري أن السعوديه أوجدت نوع من التقارب الداعم لمواقف سنه الوسط بل وظهرت أنواع متعدده من الدعم السعودي اللوجستي لهم …
ومن خلال الرؤيه أيضا من هذا المنطق نري أن تركيا أدركت الامور وتحركت في اتجاه اكراد الشمال وتقربت منهم متودده اليهم في محاوله لمحو الذكريات الاليمه للاجتياح التركي المتكرر للعديد من مناطقهم وملاحقه أتباع حزب العمال الكوردستاني التركي داخل أرض العراق وبدء صفحه جديده من العلاقات بالكثير من الاتفاقات الثنائيه مع الجار الكوردي منفردا "دون باقي العراق" …
وهنا يتأتي السؤال الملح وهو هل توافقت الجارات الثلاث الكبار ضمنيا علي أمر التقسيم وبدأت كل منها في اتخاذ خطوات فعليه نحو تكريس الامر بايجاد موطئ قدم ونفوذ داخل الدويله القادمه التي تخصها ؟؟
وهل فعلا التقسيم قادم لا محاله في نهايه النفق الامريكي وهو ما يدفع الجارات الثلاث لبدء التحرك مبكرا أم أن هناك توازنات تفرض علي الجارات الثلاث التحرك وعدم الصمت أو الوقوف موقف المتفرج علي الاحداث ؟؟
الاجابه الحقيقيه في يد واضع الاستراتيجيه الامريكيه المستقبليه والرؤيه الامريكيه لمستقبل المنطقه وما ستكون عليه فان كانت الرؤيه الاستراتيجيه هي التقسيم لصالح المصالح الامريكيه فالموضوع من السهوله بمكان فالتفجيرات والتفخيخات مازالت مستمره وحتي موعد انسحاب القوات الامريكيه من العراق لانها ملزمه كدوله احتلال بالمحافظه علي وحده وسلامه الارض العراقيه وبالتالي استمراريه الاوضاع ملتهبه يهيئ الامور لما بعد الانسحاب الامريكي من العراق ليشتعل العراق تفجيرات وتفخيخات وربما تعبر قوات من الجيران الحدود لحمايه بعض الفئات من "الاباده العرقيه" أو حتي مساندتها وينتهي الامر باعلان الانفصال ولا مانع من اجراء تصويت علي ذلك ليكتسب الشرعيه الدوليه …
فامريكا لم تحرك جيوشها وأساطيلها وتحرك العالم معها وتتكبد ميزانيتها التريليونات الهائله من الدولارات والالاف من أبناءها لاجل لاشيئ أو لاجل نفط العراق الذي لا يكفي ما أنفقته حتي الان ولكن هناك استراتيجيه طويله الامد للمنطقه بأسرها لم تتضح معالمها بعد للعامه ولكن يتم انضاجها علي مهل ورويه وان كان الاعتقاد أن العراق سيكون هو نقطه البدايه له فان كان التقسيم ينبع من تلك الاستراتيجيه فهذا يعني تقسيم ثروه العراق بين اكراد الشمال وشيعه الجنوب أما سنه الوسط فلن يحصلوا علي شيئ وبالتالي فالجهاد هو سبيلهم لاسترداد الوحده والثروه وهنا تبقي البؤره مشتعله وربما تريد استراتيجيه أمريكا أن يعيد التاريخ نفسه فعندما أقتتل المسلمون فيما بينهم وعلي أرض العراق قديما توقفت غزواتهم وفتوحاتهم وقتلوا من بعضهم البعض خلق كثير .. فهل الاستراتيجيه الامريكيه الجديده ترنوا الي ذلك …
وأخيرا أبتهل الي الله أن يقي العراق وأهله كل الشرور وأن يحفظ لهم وحدتهم وتماسكهم ويعيد اليهم عراقهم بأحسن مما كان …
مجدي المصري
التعليقات (0)