مواضيع اليوم

العراق بعد ست سنوات من الاحتلال الامريكي الفارسي .

عبد العراقي

2009-05-14 19:14:34

0

العراق بعد ست سنوات من الاحتلال الامريكي الفارسي .

    دولة مهلهلة  يحكمها اللصوص من كل الانواع,  فلصوص السياسة حاضرون  ,ولصوص الاموال  حاضرون , ولصوص الاخلاق حاضرون,  دولة مشرذمة  تحكمها المليشيات  من كل الانواع  فمليشيات  الاحزاب حاضرة, ومليشيات  دول الجوار حاضرة, ومليشيات الاكراد حاضرة , ومليشيات الجريمة حاضرة , الغائب  هو  قيمة الدولة ,الغائب  هي هيبة الدولة , الغائب  هو  القانون , الغائب هو  المواطن العراقي  البسيط  سنيا كان  ام شيعيا عربيا ام كرديا  او  من الاقليات الاخرى التي كانت ترسم صورة العراق  الواحد  العراق القوي العراق العظيم  عندما كان العراق  يحكم من  قبل  ابنائه  الاصلاء الذين ولدوا فيه وعاشوا فيه  وحاربوا من اجله ,هذا ما  هو عليه العراق اليوم  بعد  ست سنوات من الاحتلال الامريكي الفارسي  .

   عندما اراد الامريكان احتلال العراق   صدعوا رؤوسنا  بالدكتاتورية التي كانت  تحكم العراق  وضحكوا علينا وعلى العالم  بوعود الحرية والديمقراطية التي سيجلبونها للعراق  والذي  ستخلق من  مجتمعه   مجتمعا مدنيا  تحكمه القوانين المدنية  "الانسانية" بعد ان كان  يحكم  باسلوب الحزب الواحد والرجل الواحد  وقانون الدولة البوليسية , فاذا بهم   يضعون العراق  كله بايدي  رجال الدين الفاسدين ممن تربوا  في مدارس التطرف الشيعي الظلامي في قم   والتطرف التكفيري  الارهابي  ليخلقوا  وضعا طائفيا ابعد مايكون عن الديمقراطية او حقوق الانسان او المجتمع المدني الذي  كانوا يخدعونا به , فجاءوا  بنظام العصور الوسطى في الحكم ليحكموه بمصير  العراق وشعبه  , فبينما كان العراق   يعيش  كمجتمع واحد  في زمن " الديكتاتورية "  جاء الامريكان ليحللوه الى مكوناته الاساسية   فبنوا الدولة على اساس الطوائف  وبنوا العملية السياسية على اساس الطائفة والعرق  فحركوا  غرائز المتنفذين في الطوائف للتكالب  على الحكم   فدمر هؤلاء  الشعب  وسحقوه تحت اقدامهم  وهم يصارعون بعضهم  للحصول على اكبر قطعة من  وليمة "الحكم الديمقراطي" الذي  قدمها لهم الغباء الامريكي  والغدر الايراني الفارسي  .

فساد اداري ومالي   تخطى كل الحدود  المعروفة  على مستوى كل المفسدين على مر التاريخ  بحيث اوجد هؤلاء انقلابا  في مقاييس  الفساد العالمية فمؤشر  الفساد في العراق الجديد  تخطى الخط الاحمر  وكسر المؤشر ليسجل اعلى الارقام  في النهب  والهدر ,  فالارقام تشير الى اكثر من 250  مليار دولار  هي قيمة المال المنهوب من خزينة الدولة  خلال الست اعوام  التي تلت الاحتلال ,  . فاذا كان النظام السابق كما  يدعون قد صرف مليارات الدولارات من اموال الشعب ,فهو قد صرفها  على بناء الجيش  وبناء الصناعة وبناء المدن  وحماية ارض  العراق  من المعتدين  فماذا فعل هؤلاء   بهذه  ال 250 مليار دولار  هل بنوا  جامعة  ام هل بنوا بها مصنع ام هل  بنوا بها مساكن للاف العوائل العراقية التي تعيش في الخيم  وفي مجمعات  سكنية عشوائية من الصفيح  الساخن صيفا البارد شتاءا ام تراهم واجهوا بها اعداء العراق من امريكان  وفرس , ان  الحقيقة تقول انهم صرفوها على بناء المليشيات التي  دمرت العراق   وقتلت ابناءه ,وبناء الفلل الضخمة  وشراء الشوارع الكاملة في  عواصم الغرب  لحساب رجال الدين الديمقراطيين الذين  سلمتهم امريكا العراق , فهذا العراق  الذي تقول الدراسات العالمية انه يستطيع ان يعيل   اكثر  من 250 مليون انسان  بخيراته الوفيرة  يضيق الان  بمواطنيه الذين  لايمثلون  الا  عشر هذا الرقم , بعد  ان  تسبب رجال" القانون  والمجتمع المدني وحقوق الانسان "بتهجير اكثر من اربع ملايين انسان  عراقي ليتشردوا في  بلاد الغربة  وافقروا الباقين  حتى وصل مستوى الفقر في العراق الى مستويات الفقر في  بعض الدول الافريقية  الاكثر فقرا .

 

في اليابان وفي المانيا   حول الاحتلال الامريكي المجتمع الى  الاحسن  في غضون سنوات  قليلة من الاحتلال , فانبثقت الشركات العملاقة الى الوجود   واصبحت هذه البلدان  ورشة بناء ضخمة  بعد الاحتلال,  فلماذا لم يحدث  هذا في العراق  لماذا حدث  العكس بحيث اصبح العراق ورشة ضخمة للتخريب  والتدمير  مع ان المحتل واحد  وهو الامريكي  الذي يملك الصناعة العالمية والاقتصاد العالمي , هل المشكلة  في المحتل  ام في العراق , ام لان هذا  العراق عربي مسلم  ويجب ان يدمر  ويجب ان لاينهض ,  ام ان  المشكلة هي قرب هذا البلد من اسرائيل   الولاية الامريكية الشرق اوسطية المدللة , ام ان المشكلة تكمن في النفط الذي يطفوا عليه العراق ,فهذا النفط يجب ان يبقى اهله  مشغولون بدمائهم  ومشاكلهم  ليستمر  النهب المنظم لهذه المادة الستراتيجية التي تحرك العالم  وعلى راسه الدولة المحتلة  التي  تحسب خطواتها  التي  تجعلها سيدة على العالم  لاطول  فترة ممكنة وهذا النفط من اهم  مصادر القوة  لهذه الخطوات.

 فاذا كان النظام السابق ديكتاتوري فهل يمكن ان يكون النظام العراقي الحالي  ديمقراطي او حتى يقترب الى  مسافة مقبولة من حافات الديمقراطية ولا نحلم لنقول الديمقراطية الحقيقية ,ان هذا النظام  لايمكن ان يكون ديمقراطيا  لان رجاله ببساطة  لايفهمون  او يؤمنون باي  شيء  يمكن  ان يكون اسمه ديمقراطية   وهم يحكمون باسم الولي الفقيه   والمهدي المنتظر وخلفائه الذين لاينطقون عن الهوى  ............. .

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !