مواضيع اليوم

العراق والكويت.. علاقة على لائحة الانتظار...د. فاطمة سلومي

رانيا جمال

2012-12-09 05:34:13

0

حينما أعلن الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، في يوم من أيام تاريخ العراق المعاصر بأحقية العراق بالكويت كمحافظة من محافظاته، تبعتها خطوة غير مدروسة لنظام صدام حسين، باحتلالها وإعلانها المحافظة التاسعة عشر، بذريعة إن الكويت تجاوزت الحصة المقررة من إنتاج النفط خاصة بعد انتهاء العراق من حربه مع إيران والتي كلفته خسائر كبيرة وصلت إلى ما يقارب 35 مليار دولار من السلع المدنية و11 مليار دولار من الأسلحة والعتاد، لتصل الحصيلة النهائية إلى 6 ،452 مليار ليخرج العراق مكبلاً بديون لا تعد ولا تحصى، واستمرار الكويت في المطالبة فيما بعد بالتعويضات، مما جعله يتأطر ودون منازع بالفصل السابع، ليتبعه الخلاف حول ميناء مبارك والأضرار التي يمكن إن تلحق به جراء إنشائه، وبين هذا التسلسل التاريخي، لأهم التطورات التي رافقت علاقة العراق بالكويت، نتطلع إلى رؤية مستقبلية وعلاقات جديدة، مبنية على احترام حسن الجوار، في الوقت الذي يتطلب من الكويت السعي، لخروج العراق من الفصل السابع من اجل أن يأخذ واقع ومستقبل العلاقات العراقية الكويتية، شكلاً ذات فائدة للطرفين متمثلاً بالتعاون المستمر بين البلدين، من منظور اقتصادي وأمني مشترك، يعزز الضمان الأهم لعلاقات سياسية طبيعية بينهما، لاسيما بعد الإقرار بترسيم الحدود، لذلك يجب النظر إلى مساهمة الكويت وقطاعها الخاص في اعمار العراق كمدخل إلى تعاون دائم ومتطور بين شريكين في التنمية، يدعم استقرار الطرفين ويبعد الخلاف الذي يتجدد بين مدة وأخرى، فعودة العلاقات في المرحلة الحالية ستكون نموذجاً في استبدال التوتر والتصريحات المتشنجة بأنشطة ومشاريع اقتصادية متبادلة تعود بالنفع على العراق المتضرر بالحروب والويلات أكثر من الكويت، خصوصا وان الأسواق العراقية في حاجة إلى السلع الرئيسة الضرورية، وهو ما يمكن تلبيته من السوق الكويتي وأسواق مجلس التعاون الخليجي، التي لها مخزون كبير في شتى القطاعات التجارية، وبالتالي يحقق للكويت استفادة كبيرة من المشاركة في اعمار العراق، ولعل لجوء العراق في المدة الأخيرة إلى الطرق الدبلوماسية والقانونية، يمثل الخيار الأمثل لحل كل المشكلات وحسم الملفات العالقة، بالرجوع إلى الاتفاقات الدولية لتعود المياه إلى مجاريها، ويعيش الشعبان الشقيقان في ود وسلام، ولكن يبقى السؤال الذي نطرحه في ذلك: هل العراق مهيء سياسياً، لبدء صفحة جديدة بعيدة عن الخلافات الداخلية التي ربما تنعكس بشكل أو بآخر على محددات علاقاته مع الدول الأخرى ونقصد الدول المجاورة ؟ خاصة وإن هناك أحزاباً وكيانات وشخصيات لا ترغب في أن يعود العراق إلى سابق عهده في علاقاته مع جيرانه، وتحديدا دولة الكويت.

http://beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=23059




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !