مواضيع اليوم

العراق والكويت..مرة اخرى!!

جمال الهنداوي

2011-05-15 11:49:49

0

قد لا يوجد ما يمكن تشبيهه باللقمة المحشورة في الحلق اكثر من المحاولات المتكررة ..عديمة الجدوى..لاسدال الستار على ذلك الماضي المتعب والمثير للغثيان الذي يجمعنا مع جيرة الكويت..وقد لا يمكن لنا ان نجد اصعب على النفس من مكابدة هوس التجاوزات المستمرة والمستمرئة من قبل البعض الذي يفترض ان نتشاطر واياهم رغيف النفط المر المغمس بالدم والرمال.. ومعايشة تلك الهواجس تتخذ صفة الواقع المعاش الملموس والتي تشكل ايحاءً يشبه بالضبط اختبار الشعور بالنوم وحجر صغير مدبب تحت فراشك..فهو وان لم يكن يقوى على قتلك..فمن غير الممكن تجاهل الازعاج والشعور بالضيق والانقباض الذي يولده في لياليك المسهدة..

نتفهم تماما ان يكون السجل الطويل المقلق للعلاقات العراقية - الكويتية من اهم العوامل التي تثير مخاوف وحساسية الاشقاء الكويتيين من العراق القوي المعافى والسيد..ونستوعب العرقلة المستمرة لعمليات بناء الثقة بين الجارين العربيين بسبب هذا التاريخ المرير الذي قد يبرر انكفاء وتردد الكويت عن اتخاذ الخطوات الكفيلة بتدعيم المبادرات العراقية المتكررة بالحاح والداعية الى ان تكون المساهمة الكويتية في عمليات اعادة الاعمار في العراق,وخصوصا في البصرة, مدخلاً مهماً للولوج في المسيرة الدؤوبة نحو تأسيس منظومة شراكة ستراتيجية طويلة الامد ومتنامية بما يضمن مصالح الشعبين الجارين الاقتصادية وتخدم فرص الاستقرار والتقدم لعموم دول المنطقة.

ولكننا لا نستطيع ان نرى مشروع ميناء مبارك الكبير الذي تنوي دولة الكويت اقامته في جزيرة بوبيان الا كاستفزاز لا محل له من الجوار او الاعراب تقترفه الحكومة الكويتية تجاه اقتصاد ومقدرات وحياة العراقيين..وخطوات لا داعي لها تتخذها الكويت بنزق للامعان في مسيرة التنافر والتقاطع ما بين البلدين الجارين..

خطوات قد تكون سبقتها بعض الممارسات الاصغر والاقل وطأة والتي يمكن حصرها بعنوان عريض يمثل الرغبة في اضعاف وخنق العراق من خلال ضرب مقدراته الاقتصادية في سياسة قد تكون صالحة لتخليق الشعور بفخر الانتصارات قصيرة الاجل والنظر الموحية بالاخضاع والاذلال للاقوى والاكبر والاعرق والاهم والاقدم تمدنا واسهاما في مسيرة التاريخ والحضارة الانسانية..

انتصارات قد تجد من يتحصل على المهارة اللازمة لتحويلها الى مقالة عصماء او حدو على انين الربابة في ليالي الصيف المقمرة..ولكنها لن تكون الا شرا ووبالا على الاجيال القادمة من خلال تموضعها كعلة مستدامة تشكل الجمر المختبئ تحت عبارات المجاملات الودية الزائفة واطنان الحديث عن العلاقات التاريخية وحسن الجوار والذي لا ينتظر الا نفخة واحدة ليتحول الى سيناريو مؤهل لاشعال لهيب حرب اخرى لا تبقي ولا تذر..

حرب قد نعذر القيادة الكويتية على النسيان والتهاون الاقرب الى الخفة في درئها ومعالجة مسبباتها لكونهم قضوا ايامها المجمرة في قصور الطائف على سرر ونضد وشاشات واجهزة تحكم عن بعد..ولكنها عصية على النسيان ممثلة مساحة كبيرة من ذاكرة الشعبين الجارين الذين دفعوا ثمن حرائقها دما والما ودموعا وصبرا وضياعا لثروات ومقدرات حد افتقاد الرغبة في مكابدتها مرة اخرى..

ان العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين تتطلب العمل على تجاوز مخلفات الماضي وما احتوته من آلام ومآسي والتأسيس على المشتركات لبناء صفحات جديدة مشرقة من التعاون والتفاهم والمحبة على الامد البعيد ..وهذا ما يوجب على القائمين على رسم السياسة الكويتية اليوم تجنب كل ما يمكن أن يؤدي الى اذكاء الضغائن والاحقاد النائمة ما بين البلدين الجارين ..والابتعاد عن السياسة غير المجدية في محاولة اضعاف العراق لتأمين السيء من جانبه ..فمتغيرات التاريخ وثوابت الجغرافيا والحقائق على الارض تدل على المراهنة على عراق واهن جريح قد لا تجدي الكويت نفعا ..فنوى تمر البصرة وحده قد يكون كافيا لطمر بوبيان ومن عليها..كما ان بضعة مليارات من الدولارات قد لا تكون كافية لافقار بلد النهرين.. .. ولكنها قد توفق في اشعار العراق دائما وبالحاح ان محاولاته في تأسيس الارضية الملائمة لتكوين علاقات حسن الجوار مع الكويت مشروع خاسر لا يرتجى منه خيرا..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !