مواضيع اليوم

العراق نزيف مستمر

Riyad .

2014-01-10 21:58:10

0

 

 

العراق نزيف مستمر

من عجائب الزمن أن يدفع المواطن ثمن سياسات خرقاء ماضية ولاحقة , فعهد نظام البعث الدموي يعود بوجه جديد صنعه وشكله ذلك النظام الفئوي الطائفي الدموي المتسلط , فكل ما يجري بالعراق حالياً هو ناتج طبيعي لعقود من الظلام والعنصرية والطائفية التي صنعها صدام ونظامه .

بعد سقوط نظام صدام حاول العراق أن يتخلص من تركات وتراكمات خلفها وخلقها نظام البعث البائد  ,  فأنتهج العراق نهج الديموقراطية المنسجمه مع تركيبته الفكرية والثقافية والدينية والعرقية والمذهبية , فولدت من رحم التحالفات وتراكمات الماضي ديموقراطية عرجاء سيطرعليها وصوليين وفاسدين ومتعصبين متناسين أن العراق للجميع بلا إستثناء فأخذوا يشحنون الناس بشعارات طائفية تارة وحقوقية تارة أخرى , بل تمادوا في الشحن والتعبئة الجماهيرية حتى ولدت مجاميع مسلحة مؤدلجة  تخدم الطائفة وتنشر الإرهاب والدمار وولدت من رحم الشحن والتعبئة أحزاب وحركات ذات توجهات طائفية ودينية مؤدلجة تخدم الطائفة ولا تخدم الوطن الذي هو للجميع , فالأحزاب مؤسسات مدنية وجدت لأجل الأوطان وليس لأجل أهداف وأدلوجيات معينة وفشلها مرهون بالطريق الذي تسلكه والشعار الذي ترفعه .

 يعيش العراق حرباً ضروس مع تنظيمات غفل عنها وحاول دمجها تحت شعار الصحوات تاره والمواطنة تارة أخرى , وأقترب العراق حكومة وشعب من نفق الدخول في حرب طائفية فكل طائفة بدأت تجهز قواتها لدحر تحرك الحكومة العراقية التي هي في الأساس متورطة في الإحتقان الطائفي الذي يعيشه العراق حالياً .

مليشيات كثيرة سنية وشيعية كردية وعربية علمانية وغير دينية وأحزاب وحركات دينية متطرفة تواجهها الحكومة بحملات عسكرية مكثفة قتالية , 60 ستون تشكيل مسلح تابع لتيار أو حزب أو تنظيم يسرح ويمرح بالعراق ويلقى دعم سياسي وعشائري وديني في كثير من الأحيان , تفجيرات وأغتيالات وقتل على الهوية , والهدف زعزعة العراق وضرب وحدته وتعايشه وتعددة المذهبي والفكري والعرقي والديني , دخول الحكومة في صراع مع تلك التنظيمات والحركات والتشكيلات وهي مثقله بالهموم والفشل خطأ لأن تحركها سيصوره البعض ضد فئة معينة وهنا تكمن المشكلة فالوضع معقد والظروف الأقليمية ملتهبة ولا ينقصها ذلك التصوير الخاطيء والفئوي لأن من حق أي دولة الحفاظ على أمنها شريطة عدم الإخلال بحقوق الإنسان وحرياته الدينية والفكرية والسياسية !

على الحكومة العراقية إعادة قراءة الواقع وتقييم الموقف والبحث عن خطط لتفكيك تلك المجاميع قبل البدء بالحل العسكري الذي يعد خياراً مكلفاً وطنياً , الحكومة العراقية وقعت في فخ الطائفية والعنصرية والمذهبية فأنتهجت نهج الإستبداد وأقصت بعض الرموز المحسوبة على التيارات الوطنية وكرست دستور طائفي قائم على المحاصصة وهنا مربط مشاكل العراق فالعراق كٌتب عليه إعادة إنتاج الإستبداد وتكريس الديكتاتورية بأوجه متعددة ومتغيرة !

يعيش العراق ومنذ عقود طويلة إستبداد سياسي وعشائري ومذهبي وطائفي لا نظير له , إستبداد ونزيف دموي مستمر هدر للثروات والأرواح والملام في أخر الأمر عقلاء العراق من مختلف الطوائف والأعراق والمذاهب والأديان , فغيابهم غير مبرر وتواريهم عن الأنظار جريمة تحسب عليهم , وحان وقت خروجهم إلى العلن فالعراق قد يتحول لنهر دماء جاري  بعدما كان بركة دماء راكدة  , غياب العقلاء أخلى الساحة لطائفيين سياسيين ومسلحين يتصارعون فيما بينهم على حكم البلاد والعباد تدعمهم دول وشخصيات لا تريد للعراق أن يعود منارة للعلم والصمود والتعايش والتعددية الشاملة , فهل يتحرك العقلاء ويقفون بوجه حكومة طائشة ومليشيات متطرفة وقوى سياسية وأحزاب فاسدة ووصولية ليعود العراق منارة للعلم والمعرفة والتعددية والتعايش   ؟؟

 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات