العراق مسلسل دماء لا ينتهي
لم يعرف العراق في يوم من الأيام الأستقرار فتاريخه ممتليء بالدماء والاشلاء إنقلابات عسكرية وتسلط للدولة و صراع سياسي أدلوجي بين طوائفة المختلفة ولن يكون وجود تنظيمات إرهابية كالقاعدة وغيرها والنفس الطائفي الذي ينذر بدخول العراق لمنطقة الصراع الطائفي والإقتتال المذهبي بين طوائفه المختلفة أخر مصائب العراق ففي كل يوم مصيبة تهز العراق عنوانها غياب للدولة القوية وإرهاب منظم هدفه القضاء على العراق شعب ودولة .
تفجيرات ببغداد وبالموصل وبكل شبر بأرض العراق , تفجيرات تتبناها حركات وجماعات الإسلام السياسي كالقاعدة وتنظيماتها المختلفة داخل أرض العراق والبعض منها تقوم به جماعات هدفها جر الشعب العراقي للصراع الطائفي المذهبي الذي يأكل الأخضر واليابس , وكلا الأمرين جريمة ومصيبة , المواطن العراقي البسيط يبحث عن الأستقرار وينشد التنمية يكفيه سنوات عجاف والحكومة العراقية ذات التوجه الطائفي قفزت على الدستور الذي في حقيقته طائفي مكرس للطائفية فقد قدم ذلك الدستور الانتماء المذهبي على الكفاءة والمواطنة وجعل المعيار الرئيسي الولاء المذهبي والسياسي لزعيم النخبة الحاكمة وليس الولاء للوطن بمختلف مكوناته , ديموقراطية العراق عرجاء تسير برجل واحدة برلمان لم يستطع حتى هذه اللحظة الإقتراب من رئيس الوزراء نوري المالكي الذي بدأ يتحول من رئيس وزراء لحكومة منتخبة إلى رئيس وزراء متسلط ديكتاتوري يريد البقاء أمد الدهر وكأن العراق كٌتب عليه تعاقب الديكتاتوريين على حكمه إلى الأبد , برلمان فشل في تحقيق طموحات المواطن العراقي أهمل المتابعة والمحاسبة لأجهزة الدولة وأهمل التنمية وأهمل صناعة توافق وطني شعبي وسياسي أسهم بشكل مباشر في الأنقسام الشعبي والتخبط السياسي , والضحية العراق الكبير والمجتمع المتطلع لغدٍ مشرق .
ليست الحكومة العراقية وحدها المسؤولة عن ترديء أوضاع العراق الأمنية والسياسية والعراقية وليس البرلمان المسؤول عن ذلك أيضاً بل حتى المراجع الدينية والقوى السياسية مسؤولة ومشتركة في أزمات العراق بشكل مباشر وغير مباشر سواءً في خلق أزمات أوسكب الزيت على نار أزمات قائمة !
العراق نزف دماءً كثيرة وعلى مر العصور دماءٌ قٌدمت قرابين لمغامرات سياسية ودماء قدمت قرابين لتجار الدين والدم وخادمي السياسة , ونزيف العراق الدموي وصمة عار بجبين الأمة العربية فاستمراره كارثة على المنطقة العربية لانه سوف يكتب للعراق وتاريخة العريق النهاية إلى الأبد فأرض الحضارة والتعايش والتعددية الدينية والفكرية والمذهبية تعيش أسوأ أيام عرفتها البشرية على مر العصور .
التعليقات (0)