داعش إبنة القاعدة وجبهة النصرة وحزب الله كغيرها من الحركات تتخذ من المذهب أدلوجيا ومن الشعارات وقود جماهيري ومن العنف والدموية وسيلة لبسط النفوذ , فداعش تقتات الآن على الثورة العراقية بعدما أفشلت الثورة السورية بإختطافها وتحويلها لمستنقع دموي يتقاتل الإخوة فيما بينهم لأسباب مذهبية وطائفية بحته , والعراق لن يتجه لما أتجهت إلية الثورة السورية لأن عقلاء الحراك العراقي يدركون جيداً أن النهاية ستكون صراع إسلامي إسلامي يشترك فيه كل الأطراف الإقليمية والدولية وفي أسوأ الحالات تقسيم العراق لكيانات هشة تقوم مقام العراق العربي الموحد وهنا يبرز ساسبيكو القرن الجديد. كان العراق واحة للمعرفة والعلوم , وكان زعماء العشائر والزعامات الدينية والسياسية يلعبون بأحلام الشعب يؤججون الطائفية تارة ويعزفون على أوتار الأحلام تارة أخرى , لم يكونوا يعملون لأجل الشعب العراقي بل كانوا يعلمون لأجل المصالح الفئوية والشخصية , وفي غمرة الربيع العربي تحرك الشعب العراقي المطحون بساسات المالكي وبدستور الطائفية النخبوية التي تحولت بفعل إستمرار الخطاب الطائفي والسياسيات الطائفية إلى طائفية شعبية الكل أنخرط فيها , تحرك الشعب العراقي بنخبه الوطنية التي سئمت من التهميش والتضليل والإستبداد الممنهج بقوة على الأرض غير غافلة عن داعش وشبيهاتها التي حاولت إختطاف الحراك العراقي وماتزال تحاول إختطافه حتى هذه اللحظة , أكبر طائفه تواجدت على الطائفة السنية التي عانت من إستبداد المالكي وزمرته الحاكمة , فالمالكي وزمرته لم يكتفوا بالإستبداد السياسي بل حولوه إلى إستبداد طائفي ومذهبي ممنهج وكأن العراق سيتحول لبلد المذهب والطائفية الواحدة ! لم يدرك المالكي أن ممارساته وسياساته الإستبدادية لن تغير من خارطة العراق المتعدد في كل شيء فالعراقيون مؤمنين بالتعددية والتعايش وذلك قدرهم منذ القدم وتلك هي الحياة الطبيعية لأي بلد في هذا العالم الواسع .. المالكي منذ اول ولاية له يسير في إتجاه توزيع الإتهامات وتصدير مشاكلة وتخبطاته السياسية إلى الخارج ويسير في طريق تقسيم العراق لكيانات وأقاليم فيدرالية نهايتها أقاليم مستقلة قائمة على العرق أو الطائفة , فالعقل المالكي والعقل العربي لا يفهم الفيدرالية على أنها نظام إدارة مستقل بل يفهمها على أنها نظام إدارة مؤقت يعقبها كتطوير الإستقلال الإداري الكامل والشامل ضمن منظومة سياسية هشه لا تمتلك سوى سلطة الإسم الجامع ففيدرالية العراق المنتظرة والتي يسوق لها المالكي بألته الإعلامية وبساساته الهمجية لن تكون كفيدرالية الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا بل ستكون دول هشه داخل دوله هشة ونهاية تلك الفيدرالية الممسوخة ستكون كالسودان الذي بات سودانين بجبين الوطن العربي .. الشعوب تواجه مشاكلها بصبر وثبات , وإذا أستدعى الأمر وجاهت تلك المشاكل بالسلاح دفاعاً عن النفس وهذا الذي مرشح حدوثه في العراق , وكل ما يحدث في العراق هو ناتج طبيعي لسياسات المالكي ولدستور العراق الطائفي ولن تزول تلك المشاكل والقلاقل الإ بزوال المالكي وإعادة كتابة الدستور وتحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة الشاملة وفصل السياسة عن الدعوة وعن المرجعيات الدينية وإبعاد الفضاء السياسي قدر المستطاع وعبر اليات متفق عليها عن الإستقطابات الطائفية والعرقية والمذهبية . من حق العراقيين البحث عن الاليات الإدارية المناسبة لوطنهم , كالفيدرالية وغيرها لكن ليس من حق العراقيين أن يقسموا العراق لكيانات سياسية هشة قائمة على الطائفية والمذهبية والعرقية فالفيدرالية لا تعني التقسيم كما فهمها البعض بل تعني الامركزية في كل شيء , لكن العقل العربي فهمها وفهم الديموقراطية خطأ وأنعكس ذلك بالسلب على كل شيء وهنا أساس مشكلات العالم العربي الجهل المركب والمتغلغل في كل العقول حتى وإن بدأت متعلمة . على عقلاء العراق وعقلاء الأمة نزع فتيل الإقتتال الطائفي والمذهبي وقطع طريق محاولات التقسيم الممنهج , فحراك الشعب العراقي شرعي لكنه يتعرض لمحاولات إختطاف وهذا ما يدركه العقلاء الذين باتوا يدركون أبعاد ما يحاك لحراكهم في غرف المالكي وحلفاءه من داخل العراق وخارجة , فشهر رمضان على الأبواب وليكن فرصة لتحقيق المصالحة الشاملة بأرض العراق التي شربت وأرتوت من دم أبناءها على مر العصور , وأول الخطوات تشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة كتابة الدستور وإجراء إنتخابات حرة ونزيهه تفضي لقيام برلمان وطني يضع أمامه مصلحة البلاد والعباد , وإعادة رسم خارطة العراق السياسية الداخلية التي باتت ممزقة تفوح منها روائح الخيانات والدموية وبقاء المالكي داخل المشهد السياسي يعني بقاء وإستفحال الأزمة وخروجها عن نطاق السلمية فالحلول الأمنية المالكية جريمة بحق العراق وأهل الحراك وهذا ما تقوم به القوات المالكية وحلفاءه تجاه الحراك العراقي فالحراك العراقي بات بين مطرقة الالة العسكرية للمالكي ومطرقة داعش وشبيهاتها إستمرار الأزمة يعني الدخول بنفق الصراع الإسلامي الإسلامي والإقتتال الطائفي والمذهبي الذي لا يبقى ولايذر وهذا ما تدركه دول الجوار العراقي وتعمل لاجل تلافيه حتى وإن بدت إيران داعمه للمالكي فهي الطرف الأكثر خسارة من إستمرار وإستفحال الأزمة العراقية الحالية . ...
التعليقات (0)