مواضيع اليوم
26/02/2009 04:57:31 م
الرئيس الأمريكي باراك أوباما |
وجه آخر للاحتلال: العراق للعراقيين والنفط لنا
فيما نجحت الآلة الإعلامية الأمريكية في إشاعة هالة من التشويق حول قرار أمريكي مهم بخصوص الانسحاب من العراق ينتظر أن يصدره اليوم الرئيس باراك أوباما، قلّل مراقبون من أن يكون في القرار أي مظهر للجدّة بما أن قرار الانسحاب الأمريكي من بلاد الرافدين بحكم المعلن منذ مدّة وهو تتويج لمسار بدأ في أواخر عهد الرئيس السابق جورج بوش واتّخذت بشأنه ترتيبات تصب جميعها في خطة تقضي باحتفاظ أمريكا بالجزء الأهم من "الكعكة العراقية": النفط ومراقبة الحدود، وتسليم الشأن الأمني، وإدارة الشؤون السياسية الداخلية للعراقيين على طريقة "حكم ذاتي". ويقول مراقبون إن الولايات المتحدة ورّطت العراق باتفاقية أمنية تنتقص من سيادته، وبعقود نفطية واقتصادية طويلة المدى تضمن لشركاتها التمتع بامتيازات كثيرة. ويلقي أوباما اليوم خطابا في قاعدة كامب لوجون في كارولاينا الشمالية لمشاة البحرية يعلن فيه عزمه سحب الجنود الامريكيين من العراق لينهي بذلك حربا على وشك أن تدخل سنتها السابعة. إلا أن مراقبين اعتبروا الخطوة -فيما لو أعلنت- ترجمة لبراغماتية أوباما. وعلّق أحدهم بأن "الرئيس الأمريكي الجديد على عكس سلفه مهتم بأكل العنب لا بقتل الحارس، كما يرد في أحد الأمثال الشرقية، بمعنى أن الرجل ليس معنيا بمعاداة أحد في العراق طالما مصالح بلده مكفولة"، فضلا عن أنه يستجيب لمنزع عام لدى الشعب الأمريكي الذي لم يعد مقتنعا بمواصلة الحرب في العراق في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة. وكشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة واشنطن بوست وشبكة "ايه بي سي" أن 61 بالمئة من الامريكيين يرون ان الحرب التي كلفتهم مئات المليارات من الدولارات وحياة 4200 جندي لا تستحق هذا العناء. ويميل مراقبون عرب إلى التقليل من أهمية انسحاب أمريكي من العراق مهما كان حجمه، معتبرين أن نية الولايات المتحدة الاحتفاظ بقواعد عسكرية كبرى في العراق وحوله، هو إجراء في صالح واشنطن مئة بالمئة، لأنه يريحها من أعباء حفظ الأمن في المدن، وخوض معارك شوارع يبدو النصر فيها مستحيلا، ويفرّغها لمراقبة الحدود الخارجية وأي نشاط عسكري أو اقتصادي بما في ذلك تصدير النفط. وكان عسكريون أمريكيون قالوا إن واشنطن ستحتفظ بقواعد في الأرياف العراقية، كما سيبقي أوباما في العراق قوة لـ"تدريب القوات العراقية ومكافحة الارهابيين وحماية المصالح الامريكية". ويبدو واضحا ما في العبارة الأخيرة من غموض وقابلية للتوسع في التأويل حيث يمكن لواشنطن بقتضاها إدراج ضمن خانة الارهاب كل معترض على سياساتها في العراق، كما أن مروحة لامحدودة من البنود يمكن أن تدرج ضمن خانة "حماية المصالح الامريكية". وقال مراقبون إن ذلك "يعني بقاء القوات الامريكية مسيطرة على حقول النفط العراقية التي يتم ضخ النفط منها من دون عدادات وبعيدا عن أي سلطة فعلية للحكومة العراقية". وعلّق أحدهم على ذلك بالقول "يعني بقاء السيطرة الامريكية على حقول وعقود النفط أن الوجه الحقيقي للسياسة الامريكية هو: ترك العراق لشعبه وبقاء النفط للولايات المتحدة"، معتبرا أن أوباما "يحاول، بأرخص التكاليف، بقاء وجه آخر للاحتلال، مع التخفيف من الضغوط على القوات المسلحة التي بلغت الحد الأقصى من قدراتها بينما قرر أن يرسل الى افغانستان 17 ألف جندي إضافي". زهير بوحرام: |
التعليقات (0)