العراق فتحٌ مبين
اعتذر توني بلير عن غزو العراق 2003م وعن الكوارث التي جلبها ذلك الفعل المٌشين فماذا عن بعض العرب ممن صفق لذلك العمل ووصفه بالفتح المٌبين ؟
اعتذار رئيس وزراء بريطانيا السابق ليس مقبولاً فهو ادانه ووجب وضع قادة تلك الفكرة الحمقاء خلف قفص الاتهام وفق القانون الدولي , العراق بعد الغزو ليس كالعراق قبل الغزو , عراق ما بعد الغزو عراق طائفي تم تأسيسه وفق الرؤية الأمريكية والبريطانية " فرق تسد " فالهويات الدينية والمذهبية والعرقية تم تسييسها وما الدستور العراقي الطائفي الا واحدة من تلك الرؤية الهمجية الغير وطنية والا إنسانية , عراق ما قبل الغزو كان عراق يعيش حالة من الاستبداد والعنف السياسي فصدام لم يكن طائفياً لكنه كان مٌستبداً يبطش بمعارضيه من أي ملة وعرق ومذهب , صدام كان شعاراتياً يختبيء خلف الشعارات من أجل السلطة , دفعت به أمريكا فغزا الكويت ووقع بفخٍ لم يخرج منه سالماً , بدد ثروات شعبه وخلط أوراق المنطقة فهو ألعوبة وأعجوبة والعراقيون وبعض العرب يترحمون عليه والسبب طاغية أفضل من طاغية والعرب تٌقدس أصنامها ؟
عراق ما بعد الغزو لم يعد عراقاً فكل شبرٍ به مستباح ورائحة الدم طغت على رائحة البساتين , لكل فعل ردة فعل وما وجود المليشيات المسلحة الطائفية والغير طائفية الا ردة فعل لغزو العراق وما أعقبه من مراحل أسماها بعض العملاء خطوات في طريق الاصلاح والفلاح ؟
أي فلاح يقصدون فلاح الموت والطائفية والمذهبية والعرقية التي باتت تٌهدد وحدة العراق أم فلاح التغلغل الإيراني والإقليمي بالعراق , وأي إصلاح يقصدون إصلاح الأحزمة الناسفة أم إصلاح المليشيات السٌنية والشيعية والعربية والغير عربية المتناسلة , لم يكن العراق فريسة سهلة للغزاة لولا تأييد شخصيات ودول لتلك الهجمة الشرسة التي كان شعارها " أذا لم تكن معي فأنت ضدي " شعار أبتكره بوش الأبن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م , الشعب العراقي لا يٌريد عراق صدام ولا يٌريد عراق ما بعد صدام ولا يٌريد عراق الحقب التاريخية القديمة التي كانت المؤامرات والاستقطابات السياسية سيدة الموقف , أنه يٌريد عراق الحضارة والتاريخ والسلام والوئام والعروبة والاخاء والتعددية , يٌريد عراق خالي من المتفجرات والاحزمة الناسفة , يٌريد الشعب العراقي حياة ومستقبل أمن , كل ذلك لن يتحقق في ظل وجود عصابة سياسية أيديولوجية طائفية فالنظام السياسي الطائفي الايديولوجي يستمد وجوده من الصراع الطائفي وليس من الشرعية الانتخابية والعدالة والمساواة وسيادة القانون والدستور , من أدخل العراق بدوامة العنف الطائفي والمذهبي والسياسي يستحق المحاكمة فلا قيمة لعبارة أنا آسف فالدماء قد سالت والنفوس أٌزهقت والحياة أصبحت مرهونة بحزامٍ ناسف ؟
التعليقات (0)