للعام الرابع على التوالي تستمر حملة ساعة الأرض التي ينظمها الصندوق العالمي للطبيعة ، واللتي تهدف إلى تشجيع الدول في أنحاء العالم على التقليل من الانبعاثات الغازية في العالم . وأحيا العالم مناسبة "ساعة الأرض" عبر إطفاء الأضواء ضمن حملة عالمية تهدف للاقتصاد بالطاقة وحماية البيئة . وخيم الظلام لبعض الوقت على أشهر المواقع الأثرية والسياحية في العديد من العواصم والمدن الرئيسية في العالم.
وتدعم حملة ساعة الأرض أربعة آلاف مدينة و125 دولة ويشارك فيها 1200 معلم سياحي عالمي. وأصبح الإطفاء الرمزي للأضواء لمدة ساعة والذي بدأته مدينة سيدني عام 2007 تقليدا عالميا سنويا، وأعلن الصندوق العالمي للطبيعة الذي ينظم الحدث أن حدث هذا العام هو الأضخم حتى الآن .
لم تترك لنا ظروف الغربة من وسائل غير الهاتف والأنترنت للأتصال بالأهل والأصدقاء . لذا فقد لايمر يوما تقريبا دون أن أتصل أنا أو أحد أفراد عائلتي بقريب أو صديق للأطمئنان على الجميع وطمئنة الجميع عني وعن عائلتي .
أتصلت بصديقي المقرب في مدينة البصرة منذ يومين للسؤال عن أحواله . وبعد تبادل السلام والتحايا والسؤال عن الأهل والأصدقاء والأحوال ، دخلنا كالعادة في نقاش بسيط عن الأنتخابات والوضع السياسي العام .
وفي خضم الحديث أنهى صديقي نقاشنا حول الأنتخابات قائلا " ياعمي ، ليحكمنا من يحكمنا ، نحن نريد فقط من يصلح لنا الكهرباء قبل أن يأتي الصيف . هل كتب علينا أن نعيش ستة أشهر لاهبة أخرى ونحن نتلظى في بيوتنا وفراشنا ومحالنا ؟؟ . "
وفي محاولة لمواساته، ولكي أخفف عنه هذا الغضب الممزوج بالحزن من وضع الكهرباء والخدمات قلت لصديقي مازحا : " يا عزيزي لاتنزعج . فنحن أيضا قد يقطعون عنا الكهرباء لمدة ساعة " .
فرد صديقي : ساعة .. تشتكي من ساعة أنقطاع ونحن هنا تأتي علينا أيام لا نرى فيها الكهرباء ألا ساعة ؟ .
ألا أن صديقي توقف قليلا وعاد ليسألني متعجبا : ولكن هل ستنقطع عندكم الكهرباء لمدة ساعة حقا ؟ .
في البلد اللذي أنت فيه لايمكن أن تنقطع الكهرباء ولو لدقيقة ألا لو حصل هناك أعصار أو زلزال أو مصيبة . لابد أنك تمازحني !.
فقلت له : لا . لا أمازحك . ولكنهم سيقطعون الكهرباء هنا عن بعض المعالم المشهورة في المدينة مشاركتا منها بساعة الأرض . هل تعرف عن ساعة الأرض شيئا ؟ ؟
فرد صديقي ضاحكا : آه . الآن فهمت .. نعم لقد قرأت عن هذا الموضوع كثيرا .
ثم أردف قائلا : ولكن ألا تعلم ؟ . نحن في العراق لدينا خمسة عشر ساعة أرض يوميا ؟!! .
ولقد أصبحنا أفضل دول العالم على الأطلاق صداقة مع البيئة . بل أننا دخلنا في صداقة حميمة معها لدرجة أعتبار العراق "بوي فريند" مع البيئة . فلا معامل تشتغل . ولامحطات كهرباء تعمل . وبذلك أصبحنا أقل الدول أنبعاثا للحرارة في العالم . لذا فعلى الأمم المتحدة أن تعطينا عشرة مليارات دولار على الأقل كهدية .
فقلت له : لا . لا أعتقد أن الأمم المتحدة ستفعل .
فرد صيقي متسائلا : ولماذا ؟ .
فقلت له : لأنه حينها ستتوفر الأموال اللازمة لتمويل أعادة تأهيل محطات توليد الكهرباء القديمة . وبناء محطات جديدة . وبذلك سيصبح العراق من ملوثي البيئة الكبار ، وهذا ما لا تريده الأمم المتحدة .
فأجاب صديقي متهكما : لا تخف ياصاحبي . فأن لصوص الحكومات المحلية والوزارات على أهبة الأستعداد لتبخير العشرة مليارات في أيام معدودة دون أن يصلحوا ولا حتى محول بقدرة مئة واط . وسنشرح ذلك للأمم المتحدة وأعتقد بأنها ستقتنع بسهولة .
وأخذنا أنا وصاحبي نقهقه حتى اصابتنا سكرة الضحك . وشر البلية مايضحك .
التعليقات (0)