العراق بين الحكومة المدنية وتخبط المرجعية.
من القضايا التي تطرحها مرجعية السيستاني للنأي بنفسها عن تحمل مسؤولية ما آل إليه حال العراق وشعبه من هلاك وضياع باعتبارها هي الراعية والداعمة والمدافعة عن الاحتلال وما رشح عنه من قبح وظلام وعملية سياسية فاشلة مدمرة وكتل وشخوص سياسية فاسدة، هي أنها تطرح عذرا أقبح من الفعل كما تقول الحكمة، مفاده أنها كانت تأمر وتوجه لكن لا يوجد من يستمع لها أو يطبق توجيهاتها!!!، وهنا لا نريد أن نناقش هذه القضية من حيث واقعيتها وهل إن الساسة يأتمرون بأمرها أولا، وإنما نسلم جدلا بما تتبجح به المرجعية ونقول كما زعمت من انه لا يوجد من يستمع ويطبق كلامها وهي غير قادرة على محاسبته ومحاكمته، فمع هذا التسليم إلا انه لا يبرئ ساحتها ولا يخرجها من دائرة تحمل المسؤولية، لأنها إذا كانت تعتقد انه لا يوجد لها تأثير وفاعلية على السياسيين (أولاد المرجعية البررة)،بحيث يلتزمون بما يصدر منها من توجيهات، كان الأولى بها بل الواجب عليها أن تسكت وتعود إلى سردابها كما كانت عليه قبل الاحتلال، ولا تقحم نفسها في متاهات السياسة ومكرها، حفاظا على ماء وجهها من جهة، ومن جهة أخرى لتسد الباب بوجه كل من يريد أن يصعد على أكتافها ويحتمي بعباءتها ويستظل بمظلتها ويستغل اسمها، لكنها لم تفعل ذلك فصارت مطية تمتطيها الكتل والشخوص السياسية الفاسدة فالجميع يدعي الوصل بالمرجعية، فهذا يقول أنا أأتمر بأمر المرجعية، وذاك يقول المرجعية تحبني وتحترمني وتوصلني إلى الباب، وآخر يقول أنا ولد المرجعية البار، وآخر يقول المرجعية تؤيدني وتدعمني، وهلم جرا، والمرجعية لا تنكر ذلك ولا يصدر منها أي شيء خلافه، بل صدر منها الدعم والتأييد ووجوب انتخابهم....
ومن هنا تبرز الضرورة الملحة في فصل المؤسسة الدينية عن السلطة والحكم خصوصا بعد أن ثبت فشلها وتخبطها وتسييسها وامتطائها، وترك الشعب يقرر مصيره، بعد أن وصل إلى قناعة إن السبب في ماساته ومعاناته هم الأحزاب والكتل والشخوص التي تلبست برداء الدين وتحت عباءة المرجعية، فرفع صوته عاليا: }بإسم الدين.. باگونة الحرامية{، ومن ثم تشكيل حكومة مدنية عادلة منصفة تعتمد المهنية والكفاءة والولاء للعراق وشعبه فقط وفقط، وهذا هو مطلب الجماهير المنتفضة وفي طليعتهم المتظاهر والناشط المرجع العراقي الصرخي الحسني الذي جدَّدَ الدعوة إلى إقامة حكومة مدنية في اللقاء الذي أجرته معه قناة التغيير الفضائية حيث قال: (( ... ومن هنا ندعو إلى حكم مدني عادل منصف لا يخالف الخط العام للدين والأخلاق)).
https://www.youtube.com/watch?v=NAqOgI2AkyA
السيد الصرخي: ندعو إلى حكم مدني عادل...
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)