العراق بين قمع الحلول ومستقبل مهول
لا نبالغ إن قلنا أن العراق صار البلد الأول في صناعة الأزمات وان ساسته هم محترفو فن صناعتها ، فما أن تتولد أزمة إلا وتتمخض عنها أزمة وأزمات أخرى اخطر من سابقتها ومن الطبيعي أن من يصنع الأزمات ويعتاش عليها لا يسعى إلى إيجاد الحلول أو يعرقلها أو يقمعها إلا بعد أن تتحقق غاياتها التي لا تصب إلا في خانته وجعبته ، فالانتقال من أزمة إلى أخرى لا يعني أن الأولى قد تم حلها ومعالجتها وإنما تم تجميدها إلى إشعار آخر فهي بمثابة قنبلة موقوتة يتحكم فيها صانعوا الأزمات وهذا ما كشفت عنه طبيعة تعاطي الأطراف المتصارعة على المكاسب والمناصب مع الأزمات ، نعم نحن قد نسمع عن أصوات خجولة هنا وهناك تدعوا (ظاهرا) إلى حل الأزمات ، وقد نشاهد جولات م****ة داخلية وخارجية يقوم بها بعض الأطراف ، وقد نسمع عن مبادرات وحلول تطرح من هذا وذاك إلا أنها لا تعدوا كونها مسرحيات و إعلانات للدعاية الإعلامية ، أو أنها تخفي بين طياتها أجندات حزبية وشخصية ، أو أنها تريد أن تركب الموج وتصطاد بالماء العكر، أو أنها تفتقر إلى الموضوعية والواقعية والوطنية ، أو تميل إلى طرف على حساب طرف آخر وفقا لما يُقَدَّم ويُطْرَح من عروض وصفقات ومساومات تؤثر على طبيعة الحلول والمبادرات لأن المحرك والموجه هو المصالح الشخصية والأجندات الخارجية ، أما مصلحة الوطن والمواطن فهي خارج نطاق التغطية والحسابات ، وفي موازاة هذه السياسة العاهرة نجد العزوف عن أي مبادرات وحلول منطقية ، موضوعية ، جذرية تنبثق من رؤية ثاقبة ، وقراءة دقيقة ، وتحليل تام ، وتشخيص دقيق ، وشعور بالمسؤولية ، وتحسس لمعاناة الوطن والمواطن ، خالصة من دوافع ومؤثرات خارجية ، وحسابات الربح والخسارة ، طرحها ويطرحها المرجع السيد الصرخي طيلة هذه السنوات ، لا يريد جزاءا ولا شكورا ، ولا منصبا ولا مالا ، إلا مرضاة الله ، وإنقاذ العراق وشعبه ، فكان من المفروض على من يبحث عن حلول ومبادرات ، ويريد إنقاذ البلد أن يتمسك بهذه الحلول الحقيقية والتي قُدِّمَت وتُقَدَّم له على طبق من ذهب ، وبنية صادقة دون شروط وصفقات ومساومات ، لا أن يصم سمعه ، ويعمي بصره عنها ، ويعمد على تغييبها أو إقصائها أو قمعها ، حتى جُرَّ البلاد والعباد إلى محرقة كبرى ،أليس من المفارقات العجيبة والغريبة أن نرى القيادات الدينية والسياسية (السنية والشيعية وغيرها) تذهب إلى الشرق والغرب ، والى الصديق والعدو ، والمدان والمتهم والجاني والإرهاب والإرهابين ، والقريب والبعيد ، والداني والقاصي، وترسل الوساطات سرا وعلنا وتقدم التنازلات وتعرض المساومات لتبحث (ظاهرا) عن حلول ومخرج وفي نفس الوقت تهمش وتعتم وتقصي ما طرحه وما يطرحه السيد الصرخي الحسني من مبادرات وحلول ناجعة خصوصا وان الواقع اثبت بلا شك واقعية وموضوعية وحيادية وصحة وتمامية ما سجله سماحته من رؤى ومواقف وما طرحه من حلول ، فهل هذا من الوطنية والنية الصادقة في البحث عن الحلول ؟!!!،
فإلى متى وحتى متى تبقى الأصوات الوطنية الصادقة تصدح ولا إذن صاغية (إلا ما رحم ربي) ؟!!!، والى متى وحتى متى تبقى المواقف المبدئية والرؤى الدقيقة التامة والحلول والمبادرات الناجعة الصادقة حبيسة التهميش والتعتيم والإقصاء والجفاء والعزوف ؟!!!،،
سيد المحققين يدعو لإنهاء القتال بالفلوجة والانبهار ويبدي استعداده للوساطة لإنهاء سفك الدماء ...
https://www.youtube.com/watch?v=e9JH9TH8Lpc
السيد الصرخي الحسني يحدد أسباب الأزمة الحالية في العراق و يحذّر من فتنة كبرى ...
http://www.youtube.com/watch?v=RVMhRj8JF7o
أليست السياسية تبيح لكم كل شيء حسب ما تعتقدون فلماذا لا تتعاملوا بايجابية مع ما يطرحه سماحته من حلول ومبادرات من اجل إنقاذ الوطن والمواطن ، هذا إن كان ثمة محذور في الأخذ بتلك الحلول ، بل إن الواجب الشرعي والوطني والأخلاقي والإنساني يفرض عليكم العمل بها إن كنتم تؤمنون وتريدون الحلول...
فهل من يتعظ أو يعقل أو يريد الخلاص أم ..... ،قال الله تبارك وتعالى : { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً . فَلَمْ يَزِدْهُمْ دعآئي إِلاَّ فِرَاراً{
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)