مواضيع اليوم

العراق بين فرسان البوابة الشرقية والمصالح الاسرائيلية

علي سمير

2010-08-23 14:59:59

0

 بقلم:عبد الله الفارس

يبدو ان الانسحاب الامريكي الذي يعدّه البعض انسحابا موعودا يكمل السيادة العراقية المنقوصة ,فيما يراه البعض الاخر وعيدا سيجهز على باقي السيادة المفترضة بما يخلّفه من فراغ امني لاتحمد عقباه,, هذا الانسحاب سيكون عامل كشف مدهش للمواقف العربية والاقليمية وحتى الدولية تجاه العراق.

 

 

 

فالتفجير الاخير المتزامن مع الانسحاب الامريكي والذي اودى بحياة 50 شهيدا عراقيا وجرح العشرات في تفجير انتحاري بمركز تطوع في باب المعظم الاسبوع الماضي, كان مفهوما ان يليه استنكار الرئيس الامريكي اوباما ولكن المثير للسخرية فيه هو صدور استنكارات مدهشة لوزراء خارجية فرنسا والمانيا للحادث الاجرامي وهذان الاثنان كانا يكتفيان الى وقت قريب باحتساء قهوة الصباح مع مثل هكذا خبر والنظر بنظرة ساهمة فيها مطّة شفة بأبتسامة غامضة!!!!

اما الدول العربية التي طبّلت وزمّرت وتباكت على احتلال العراق فقد صمتت ازاء الانسحاب ولم تكلّف نفسها حتى مجرّد عناء تهنئةالعراقيين على الانسحاب الامريكي وبالطبع لم تعرض اية دولة عربية للآن اية رغبة علنية او سريّة في مد يد العون للعراقيين في ظل تخوّفات بفراغ امني محتمل قد يكون(لاسامح الله)مدعاة لتمزّق العراق وضعفه لاسيما وان الانسحاب الامريكي يأتي في ظل فراغ وفشل سياسي في انتخاب حكومة جديدة.

الموقف الغريب والذي يحتاج الى وقفة تأمّل كان الموقف الاسرائيلي الذي اعلنه نتنياهو في كلمته بدورة تخرّج ضبّاط الامن القومي والذي ابدى فيه تخوّفه من ان انسحابا امريكيا غير منظّم سيكون عامل قلق بالغ لاسرائيل من ان يكون مدعاة لاضعاف العراق وانهياره امنيا وبالتالي انقسامه!!!!!!,ولم يكتف نتنياهو باعلانه ولكنّه اردفه برسالة للرئيس اوباما يبدي قلقه بهذا الشأن.

والحقيقة فان الامر لايحتاج الى وقفة طويلة لمعرفة دواعي القلق الاسرائيلي ازاء مايجري في العراق ,لاسيما مع الاخبار المقلقة لاسرائيل من ايران وبرنامجها النووي,وبالتالي فأن مصالح اسرائيل تكون في مصدّ اضافي تجاه الخطر الايراني فاسرائيل لم تعد تكتفي بمصّد الاردن لأمنها الاستراتيجي خصوصا بعد حربها مع حزب الله في لبنان واستمرار التعثر السوري الاسرائيلي في مفاوضاتهما غير المباشرة عبر الوسيط التركي الذي جمّد نشاطه جزئيا اثر افتعال ازمة سفن الحريّة,وبالتالي فان اسرائيل تنطلق من مصالحها في النظر للوضع العراقي .

المفارقة تاتي من انقشاع زيف المفاهيم العربية الثورية المغامرة التي كانت ترى ان اسرائيل تتمنى بالضرورة ضعف اي بلد عربي لاسيما العراق الذي لم ينه عمليا حالة الحرب معها,واذا بالقلق ياتي من اسرائيل ولايأتي من العرب الذين لطالما صدّعوا رؤوسنا بمفاهيم مبتذلة عن ان القومية هي حب قبل كل شيء,وان لغة المصالح لاتطغى قوميا على لغة الترابط العربي.

فدول مثل سوريا والسعودية والكويت وغيرها من الدول العربية لم تشعر بأي قلق من الفراغ الامني الذي قد يحدثه انسحاب امريكي في ظل توتّر اقليمي يحيط بالعراق من كل جوانبه سواء كان ايرانيا او تركيآ.

والراصد لمواقف هذه الدول وهي نماذج لدول الجوار العراقي التي لطالما كانت جزءا من المشكل العراقي,يلحظ ان مصالحها (بعيدا عن اللغو القومي المقرف)تحتّم عليها اضعاف العراق والضغط على الامة العراقية لأسباب عدة اهمها ان هذه الدول تريد استمرار تورّم دورها العربي والاقليمي والدولي مع كل تراجع للدور العراقي وبالتالي فان عراقا مطحونا بالمشاكل وبالصراع الطائفي سيعني استمرار تضخّم دور هذه الدول وحظوتها لدى امريكا,وهو امر ينطبق الى حد بعيد مع دولتين تعانيان من شعور بالنقص نابع من حداثة تاريخ نشوئهما كالكويت والسعودية.

ويبدو الامر اكثر تعقيدا مع سوريا التي ترى في ضعف العراق وتمزّقه تعزيزا كبيرا لدور الشراكة الامنية الذي من الممكن ان تلعبه مع واشنطن في الشرق الاوسط,وهو الدور الذي بدا مقلقا لايران التي ترى ان التفات سوريا لمصالحها (حتى مع اتفاقهما بضرورة تفتيت العراق)سيفقد ايران الكثير من مواطيء اقدامها ,وهو ماأستدعى قيام علي اكبر ولايتي بزيارة عاجلة لدمشق ممثلا للوليّ الفقيه للضغط على سوريا .

والامر لايقف عند حد هذه الدول الثلاث بل يتعدّاه الى كل المحيط العربي الذي بات فيه العراقي يرى في اية دولة لاتنفع ولاتضر العراق بانّها دولة شقيقة وصديقة لمجرّد انها قد كفّت شرّها عن العراق والعراقيين

ان محصّلة الامر هنا هو ان شعبنا قد ذاق مآسي ربطه بالبوابة الشرقية ودول المواجهة والتضامن العربي واذا بقصّة الانسحاب الامريكي تفضح تلك الاكاذيب وتضع العراقيين امام لبّ العمل السياسي داخليا والدبلوماسي خارجيا ,فداخليا ليس امام العراقيين الا ان يلتفتوا الى ان مفهوم الامة العراقية هو الوعاء الاوسع والانقى لحل مشاكل العراقيين ولن يحصل من يبحث عن الحل خارج العراق الا على سوء السمعة وخبث النصيحة .

اما دبلماسيّا  فعلينا ان نفهم ان مصالح الدول فوق كل اعتبار ولاقيمة للعنتريات الاعلامية والقومية العربية التي وجدت في اسرائيل باقة قات تعطيها للمواطن العربي مع كل اطلالة صباح,لينتشي بفخر الانتماء للقومية العربية ويهتف جائعا مضطهدا محرومآ   (الموت لاسرائيل)!!!! 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !