العراق بلد المليارات و تملؤه الأوساخ و النفايات !
رغم الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها معظم شعوب المعمورة إلا أن العراق البلد الوحيد الذي لم يتأثر بسموم تلك الأزمة وما تصريحات حكومته الفاسدة بتأثره بتلك الأزمة التي تسببت بالعجز المالي بفعل هبوط أسعار النفط ما هي إلا للضحك على الذقون للتغطية على سرقاتهم و فسادهم المالي ؛ فالعراق يتمتع بتعدد مصادر الوفرة المالية سواء الداخلية أو الخارجية علاوة على ذلك موقعه التجاري المهم الذي يعود عليه بموارد مالية لا بأس بها ومع كل تلك العائدات الهائلة التي أنقذت البلاد من مخاطر الأزمة المالية العالمية إلا أنه يتذيل تقريرات منظمات المجتمع المدني أو حقوق الإنسان أو الصحة و البيئة أو النظافة أو الرقي و التقدم بمختلف مجالات الحياة حقاً مآسي يعتصر لها القلب ألماً و لوعة و حزنا ، بلد يزخر بميزانيات انفجارية وهو يعاني من مشاكل التدهور الاقتصادي و المالي ، ففي آخر تصنيف صدر من منظمة اليونسكو الذي صنف العراق كثالث دولة في انعدام النظافة و كثرة الأوساخ و العاشر على مستوى التلوث البيئي رغم التصريحات الإعلامية للساسة العراقيين بأنهم من المؤمنين بدرجة 100% و عجباً و الله من تلك التصريحات الرنانة المزيفة ذات الطابع الخداع ! فالنظافة من الإيمان يا ساسة و قادة العراق و لنرى هل أنتم حقاً من المؤمنين أم من الفاسدين !؟ فمع انعدام المواقع المخصصة لطمر النفايات ، ومع الغياب الكامل للأيدي العاملة برفع النفايات في شوارع مدن و محافظات البلاد بسبب فسادكم المالي و إجراءات التقشف التي فرضتموها على موظفي الدولة فقد تعالت الأصوات الجماهيرية المطالبة بضرورة رفع النفايات و خاصة في البصرة التي كشفت عن توقف الشركة الكويتية عن العمل بذريعة عدم تلقي الشركة لمستحقاتها المالية المتفق عليها مع حكومة المحلية في المحافظة ، فضلاً عن الشكاوى و المناشدات الإعلامية التي أطلقها البغداديون و غيرهم بسبب تراكم النفايات في مناطقهم السكنية حيث باتت تشكل أتلالاً مما أثرت سلباً على الواقع البيئي و الصحي حيث أصبحت تلك الأتلال بمثابة البيئة المفضلة للكثير من الأمراض و الأوبئة الخطرة و التي شكلت وبالاً على المواطنين في ظل الميزانيات الهائلة التي ترصد سنوياً لدوائر البيئة و البلديات لكن الواقع المزري يقول خلاف ما يصرحون به القائمون على تلك المؤسسات الخدمية و غياب دورها في إعداد الدراسات المتكاملة ذات الجدوى الإستراتيجية الكفيلة برفع النفايات و كيفية الخلاص منها أو الاستفادة منها ومن المخاطر التي تهدد حياة المواطن الذي يعاني الأمرين من تراكم النفايات في كل مكان وسط ترهل الحكومي غير مبرر ، فأي حكومة تلك ؟ متى تكف من فسادها و إفسادها و تنقذ العراق من أزماته الكثيرة ؟ فنحن نذكر السياسيين عسى أن تنفع الذكرى ، انتبهوا لما ينتظركم غداً من يومٍ فيه العذاب الشديد ، يوم يَعضُّ الظالم على يديه فيقول .... يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلاناً خليلا .
بقلم // الكاتب و الناشط المدني سعيد العراقي
التعليقات (0)