داود سلمان الكعبي
لعل العراق هو البلد الوحيد من دون بلدان العالم يوجد فيه نقاط تفتيش (بكد اسليمة)، فلو زرت العالم من أمريكا الجنوبية الى قندهار مروراً بجبال الاولب حتى جزيرة (واق الواق) وصولاً ببحر الروم وجزر القمر، لم تجد ولن تجد نقاط تفتيش بلغ عددها عدد السيطرات في العراق،
ولو اعد سؤال في برنامج (من سيربح المليون) قيل فيه : بلد في العالم يوجد فيه اكبر عدد من نقاط التفتيش؟ لكان الجواب بلا الشك: العراق.. فيا للهول، البلدان تشتهر بكثرة علماؤها وبمدعيها وفنانيها وأدباءها أو تشتهر بالعلم والمعرفة ورعايتها لهذه الحقول من المعرفة ، او تصل الى منجز علمي او تكنولوجي ، كاليابان وأمريكا والصين وكوريا وألمانيا، وما توصلت اليه هذه الدول من تقنيات علمية ارتقت بالإنسان الى القمة . ونحن في العراق يقال عنا بان بلدنا بلد (نقاط تفتيش)!.
وربما قائل يقول : ان الوضع الأمني غير مستقر ، ويعبث فيه الإرهاب ، لذلك فان وجود هذه السيطرات هو للحد من الهجمات والمفخخات . والجواب على هذا التساؤل نقول انها أولا تعيق سير المرور وتؤخر المواطنين عن أعمالهم ، مما يجعلهم يشعرون بحال من التذمر وعدم الرضا ، وبالتالي عدم ثقتهم بالحكومة .وثانياً ان استقرار الوضع الأمني ليس بكثرة نقاط التفتيش وعسكرة المجتمع ، بقدر ما يكون بالجهد الاستخباراتي ووضع رجال امن مدنيين يراقبون السابلة عن كثب ، كما هو موجود الان في جميع بلدان العالم .لقد سمعت كثير من الناس ، ومن خلال تجوالي الصحفي ببعض شوارع بغداد يقولون ان السيطرات هي التي تفرض الزحام ، وذلك لتلقيها أوامر من مسؤوليها ، والدليل ان الزحام في بعض الشوارع يخف يوماً ويزداد في اليوم التالي، وبحسب المزاج، ولا ادري ما هو رد قيادة عمليات بغداد حول الموضوع.
التعليقات (0)