مواضيع اليوم

العراق الذي أعرف ..

Saleem Moschtafa

2009-04-10 12:32:19

0

 

 

قد أكون كاذبة أو غير دقيقة اذا قلت أنني أعرف بالضبط ماهو شعور العراقيين و هم يستذكرون يوم احتلال بلادهم، وخاصة أن هذا الإحتلال لم ينتهي بعد.

أنا واعية أن العديد سيحاججني بأنه لم يكن احتلالا بل "تحريرا"، فلكل أولئك أقول و كنقطة نظام منذ البداية "الله يهنيكم بتحرركم" و بالتأكيد أنا لا أتوجه اليكم.

اذا بالتأكيد لا أستطيع أن أصف شعور الإنسان العراقي اذا كنت أصلا لا أستطيع أن أصف شعوري و أنا التي لست عراقية و أبعدعنه جغرافيا آلاف الكيلومترات.
عندما شاهدت منذ أيام الرئيس الأمريكي و أثناء زيارته الفجئة كما العادة و هو يجتمع بجنوده في أحد القصور الرئاسية، فكرت يا ترى كيف يشعر العراقي و هو يرى أحد رموز سيادته و هي تنتهك من طرف الأمريكي كيف ما شاء و وقت ما شاء؟؟؟؟؟؟؟.

و قد أواصل في التساؤلات "البلهاء" عندما أريد أن أعرف كيف يفكر العراقي و هو من بلد شرد أكثر من أربعة ملايين من سكانه في الداخل و الخارج، بلد فيه أكثر من خمسة ملايين يتيم و أكثر من مليون و نصف المليون أرملة، بلد سرقت من متاحفه أكثر من 170 ألف قطعة أثرية، هذا بالإضافة الى أكثر من مليون و مائتي ألف ضحية حسب الإحصاءات الرسمية العراقية و الأمريكية.

و لكن ماهو أمر من كل ذلك، حسب رأي، هو ذلك الشرخ العميق الذي أصاب النسيج الإجتماعي العراقي و الذي لاطالما كان متناغما و متشابكا و قويا، فأنا واحدة ممن كنت لا أعرف أنه يوجد في العراق أناس اسمهم "سنة" و آخرون اسمهم "شيعة"، كنت أعرف فقط أن ذاك هو العراق و فيه مواطنون اسمهم عراقيون، أصلا أنا لم أكن أعرف أنه يوجد مسلم "سني" و مسلم "شيعي"، لكن"البركة" في "الديموقراطية الأمريكية" فتحت عيوننا "الله ينور عليها".

عندما أرى كل ذلك و أستمع الى كل ذلك يحترق قلبي على العراق، فمابالك بالعراقي الذي رباه العراق و تاريخ العراق و أمجاد العراق، العراقي الذي تعلم من شارع "المتنبي" و فيه بعضا من دم هارون الرشيد و أفكار حمورابي المتقدمة على عصره، و هو البلد الذي أنجب الرئيس الراحل صدام حسين شاء من شاء و أبى من أبى.

صحيح أن صورة الإنسان العراقي العربي الشهم و القوي و البطل و المتعلم التي كانت ترافقنا عندما نتحدث عن العراق و العراقيين قد اهتزت قليلا خاصة بعد تلك الصور التي تناقلتها التلفزيونات العربية و الغير عربية يوم احتلال العراق، صور لصوص قالوا لنا انهم عراقيون و هم ينهبون ممتلكات الدولة العراقية تحت أنظار المحتل و سمعه و بسبب تلك "الشلة" الحاكمة الآن و التي تصور لنا أن العراقي انسان طائفي ملئ بالحقد و بشعور الإنتقام و هو انسان عميل لمن يدفع أكثر و لمن يمنحه المناصب.
و لكن أعلم أنه اهتزاز مؤقت و غير دائم، لأن الإنسان العراقي هو الذي يقاوم الآن لإخراج المحتل من أرضه و يقاوم تلك "الحكومة" و الساسة الطائفيين.
فلكل عراقي يحترق قلبه على العراق، لن تكون هذه الفترة الا نقطة سوداء ضد "أبطالها" الذين سوف ينتهون عندما تنتهي مسببات وجودهم العرضي.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !