مواضيع اليوم

العراقُ وطنٌ ومواطنين في ضمير الأعلم.

محمد جابر

2019-07-29 19:44:20

0

العراقُ وطنٌ ومواطنين في ضمير الأعلم.

بقلم: محمد جابر

لا شك أنَّ حبَّ الوطن من الأمور الفطرية التي جُبل الانسان عليها، فالوطن هويةٌ مقدسةٌ ينتمي اليها منذ ولادته، فهو بفطرته يعشق هذه الأرض ويتغنى بها ويشدُّه الشوق والحنين فيما لو سافر عنها وهذا ما يكشف عن الحب الفطري للوطن.

الرسالة السماوية أعلت شأن الأوطان، فالحب والولاء للوطن والدفاع عنه والتضحية في سبيله واجبٌ مقدَّس، ومنحت الشهادة- أعلى المراتب-  للشهيد الذي يضحي من أجل وطنه.

لقد أعطى نبينا الأقدس نموذجًا رائعًا في حبِّ الوطن، وذلك حين هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بوقوفه على مشارف وطنه (مكة) ينظر إليها آسفاً حزيناً فيقول: « والله إنك أحب بلاد الله إلى الله وإلى نفسي ولولا أنَّ أهلك أخرجوني منك ما خرجت».

العراق تعرض-على مرِّ التأريخ- الى محاولات قذرة استهدفت وجوده وحضارته وشعبه، وعمدت الى قتل الحس والانتماء والولاء للوطن،  وسحق لروحية المواطن العراقي وتحويله الى انسانٍ عاجزٍ مُحبطٍ فاقدٍ للإرادة دفعت المواطن الى النفور والتذمر حتى صار يخاطر من أجل الهجرة، يضاف الى ذلك التأسيس الانتهازي لولاءات أخرى دينية أو مذهبية أو عرقية أو قبلية أو حزبية أو غيرها.

السيد الأستاذ الذي عشق الوطن وذاب فيه شخَّص خطورة تلك الهجمة فبادر الى معالجتها من خلال وضع استراتيجية وطنية عملية صادقة.

فعلى صعيد أحياء الروح والإرادة العراقية والشعور بالمسؤولية خاطب السيد الأستاذ المواطن العراقي بقوله:

« أيها العراقي المؤمن المخلص اعرف نفسك وقدرك ودورك وانتفض لكرامتك وعراقيتك... وأوصيك ونفسي بالجهاد الأكبر وهو جهاد النفس بتربيتها على الطاعة والتقوى وتعميق الإيمان والتحلي بأخلاق المعصومين(عليهم السلام) والتخلي عن رذائل الأخلاق وعن متابعة الهوى والشيطان والتنزه عن حب الدنيا والترف وعن عبادة الأصنام والأوثان من الرجال والأموال...»

ولمَّا تعدَّدت الولاءات والانتماءات التي مزَّقت العراق وشعبه، ومن أجل أحياء الروحة الوطنية واشعال جذوة الولاء والعشق للعراق رفع السيد الأستاذ شعارًا ومنهجًا تذوب فيه كل الولاءات والانتماءات حيث قال:

 « لنحكي لنقول لنهتف لنكتب لننقش لنرسم جميعاً

أنا عراقي …….. أحب العراق وشعب العراق

أنا عراقي …….. أحب أرض الأنبياء وشعب الأوصياء

أنا عراقي …….. أوالي العراق … أوالي العراق … أوالي العراق»

مؤكدًا على ضرورة اعتماد المنهج العلمي الموضوعي في التشخيص والتقييم والعلاج ونبذ مظاهر الخلاف والفرقة والخصام، ووفق ضابطة (اختلاف الرأي لا يفسد في الود القضية) والتوحد تحت راية العراق حيث قال:

« الواجب الشرعي والأخلاقي والتاريخي يلزمنا أن نكون واعين وأكثر وعياً في معرفة الامور وتقييمها تقييماً موضوعياً، وتشخيص السلبيات ومعالجتها وتحديد الإيجابيات ومنافعها والحث عليها بالقول والفعل, وليكن منهجنا وعملنا تحت ضابطة ( إن اختلاف الرأي لا يفسد الود والربط الأخلاقي والإنساني شيئاً) فمهما إختلفنا في الرأي وانتقد بعضُنا البعض نقداً علمياً أخلاقياً، فلابد أن تكون وحدتنا، وقوتنا في محورنا، وقطبنا وغايتنا، وهو حب العراق وشعبه وخدمته، والحفاظ عليه من رياح وأعداء المنافقين , وليكن شعارنا جميعاً(( عراقنا أرض الأنبياء وشعب الأوصياء))».

وحول مواصلة المسيرة قال السيد الأستاذ: « واما رَفْعُ الظُلْمِ والحَيْفِ والقَهْرِ فاِنَّنا لا نَفتُرُ ولا نَكسَلُ عنه بل نبقى نُحاولُ ونعملُ ونُجهِدُ انفسَنا من أجلِ تحقيقِه ، وليس الغرضُ منْهُ المصلحةَ الشخصية والفئوية بل من أجلِ كل العراقيين وكل المظلوميات وكل المظلومين ، فمظلوميتُنا واحدة وقضيتُنا واحدةٌ ووطنُنا واحدٌ، فاِنَّنا شعبٌ واحدٌ ، وسنبقى على العهد بعون الله تعالى... ».

الاستراتيجية الوطنية التي طرحها وتمسَّك بها السيد الأستاذ والتي قدَّم فيها الحلول والطروحات الناجعة للأزمات والمشاكل التي رافقت الواقع العراقي ومشاركًا العراق وشعبه في محنته، فهذه الاستراتيجية لم تكن مُجرد شعارات انتهازية، وانَّما تجسَّدت بالمواقف العملية المُثبتة والمؤرخة توِّجت بالتضحيات الجسام من الأرواح والدماء وغيرها.

 رغم الجراح والمعاناة تبقى الشمس شمسي  والعراق عراقي

يُروى أن أعرابياً سُئل:أتشتاق إلى وطنك؟ فأجاب: كيف لا اشتاق إلى رملة كنت جنين ركامها ورضيع غمامها.

أنا عراقي …….. أوالي العراق





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !