تستعر اصداء المصالحة الوطنية التي تدعوا إليها حكومة دولة رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي و بشكل بات يقلق البعض, او نحن يقلقنا الغرض منها و مع من هذه المصالحة المزموعة, المعادلة السياسية التي انبثقت منها المصالحة لا تتطابق مع الخطة التي يديرها دولة رئيس الحكومة, كذلك اصحاب كراسي طاولة المفاوضين , إذ كان من المفروض ان تسير المصالحة باتجاه الشراكة في بيت العراق و خيراته بعد ان تقاسمت القوى التي في يوما من الأيام كانت حليفة في إسقاط نظام صدام و باتت متحاصصة في خيرات العراق و سلطاته¸ حيث كنا نسمع عن مصالحة بين الحكومة و بين التيار الصدري و حزب الفضيلة و القائمة العراقية و أهل الأنبار و ديالى و....الخ
و شدّ انتباهي خبر صحفي عن معلومة عن مكان اختفاء عزّة ابراهيم , ثم دعوة دولة رئيس الوزراء للمصالحة مع البعثيين, مما حدى بي متابعة الأمر هنا و هناك فصدمني خبر مفاده انه قوة عراقية ألقت القبض على عزّة الدوري في ديالى و ما لبث ان اخبروا القيادة العليا للقوات المسلّحة ظهرت فجأة قوة خاصة و خلال وقت قياسي و بعد ان قدموا اوراقهم الثبوتية استلموا منهم الشخص المعتقل و طلبوا كتمان الأمر لغاية التأكد من هوية المعتقل لأسباب أمنية و لم يمر وقت طويل و جاء الخبر من جهة اعلى ان الشخص المعتقل هو شبيه بالمدعو عزّة ابرهيم و طلب إليهم بعدم بث الخبر كي لا تحدث بلبة صحفيّة , خابت فرحة تلك القوة التي كانت قد عمّت الفرحة بينهم بأعتقال أخر رموز القيادة البعثية بالرغم من انه كان واضح لهم بشكل أكيد ان الشخص المعتقل كان عزّة الدوري.. و عمّد أحد افراد تلك القوة بان يبعث لجهات أخرى محددة و حصرية صور و لقطات سجلها عبر هاتفه النقال حول عملية الأعتقال و حين شاهدت التسجيل عبر صديق لي حصل على التسجيل عبر نفوذه السياسي لم اجد ما يشكك في ان الشخص الذي تم تصويره هو نفسه عزّة الدوري عدا اللحية التي اطلقها و معالم التقدم في السن التي يتبين لناظرها انه فقد العناية الطبية و الرعاية التي كان يلقاها قبل السقوط. و استنتج إنه كان في طريقه لمفاوضة جهة معينة و ان تلك القوة الخاصة التي كانت قريبة جدا من موقع اعتقاله , كان سبب تواجدها هو تأمين الحماية للمفاوضين.
ومن خلال كل هذا التخبط في الأوراق و الأجندّة الخاصة بالمصالحة أجد انه هناك خلط في العملية التي هدفها تضليل المواطن الذي تضررت مصالحه و حياته اليومية , حيث يرجو هذا المواطن البسيط ان تنتهي كل أشكال الصراع العنف السياسي بين أطراف النزاع كي ينعم بحياة يومية هادئه يعيش من خلالها يومه في بناء حياته و عائلته من خلال تحقيق الأمن و الأستقرار المفقودين من قاموس اليومي للمواطن العراقي.
مما تقدم نستحصل على نتيجة مضمونها ان الحكومة او بعض الأطراف السياسية بعد ان تاكد لها انها لا تستطيع تحقيق مكاسبها الفردية في العملية السياسية لدرجة انها لا تستطيع التفاهم مع حلفاء الأمس مما حدى بهم الأستعانة بأعداء العملية السياسية من باب عدو عدوي هو صديقي لتحقيق كسب اكبر عدد ممكن من الأصوات و العضلات ضد الأطراف الأخرى و لا نجد اي تحقيق مصلحة للمواطن في هذه المصالحات بشكل ملموس سوى الغموض و التساؤول عن غرض المصالحة و مع من هي اساسا ؟؟
التعليقات (0)