أثارني هذا العنوان الذي نشرته صحيفة الدليل في آذار 1929 والذي يتحدث عن ثروة العراق، الذي سمى العراق بأرض السواد لكثرة الخيرات. وكثيرة هي الأسماء التي كان العراق يسمى بها لكثرة ووفرة الخيرات في هذا البلد ولكن بقي المواطن يعيش حالة الفقر والعوز من ذلك العهد حتى هذه اللحظة فنرى المواطن في العهود السابقة يعيش تحت خط الفقر وبقي ضمن هذا الخط. وبات المواطن المسكين يحلم بحصة من النفط. وبقي يحسب كم من المال يأتي إلى عائلته من هذه الحصة وماذا يفعل بالمبلغ وهل يؤسس لبناء بيت إذا كانت الأرقام جيدة ويذكرنا ذلك بالمثل الجنوبي (سالفة أبو دهنه) الذي حلم أن يجمع الأموال من الدهن وبعدها يشتري الأغنام إلى أن وصل إلى الزواج حتى سقط الدهن وخسر المسكين الدهن والزواج. هكذا هو المواطن العراقي الذي يحلم في شقة سكنية حتى لو في الهواء أو يملك دارا وزوجة وغيرها من الأمنيات حتى جاءت السلفة من مصارف الرشيد والرافدين والتي تعطي مبالغ لا يتم تسديدها الا بشق الأنفس. واحسب ذلك ان العملية مدروسة في سبيل إضعاف قيمة الدينار العراقي فضلا عن ارتفاع الأسعار ولا ادري لمن تجري هذه العملية وبالتأكيد فان هناك رؤوساً تقف وراء ذلك. المهم أن المواطن حصل على المبلغ ولكن الأسعار تشهد ارتفاعا بحيث لا يستطيع شراء منزل أو حتى قطعة ارض. ويبقى المواطن يسدد والفقر يداهمه في بلد الخيرات والكنوز وكما يقول فيصل الأول في الصحفية التي ذكرنا سابقا: " سكان العراق فقراء جالسون على صناديق من الذهب". ويبقى العراقيون يرددون دوما نحن شعب وافر الخيرات لنا الذهبان الأبيض والأسود وشعبنا يعاني الفقر والبؤس ونقص الخدمات.
مقالات للكاتب د. قاسم عبد الهادي دايخ
التعليقات (0)