مواضيع اليوم

العراقيون فقراء صحياً ومائياً !

رانيا جمال

2012-02-09 07:51:16

0

أعلنت وزارة البلديات والأشغال العامة عن أن 70 بالمائة من سكان المدن يفتقرون لخدمات الصرف الصحي و20 بالمائة للماء الصالح للشرب، وقالت: أن هذه النسبة كانت تصل إلى 60 بالمائة من الماء الصالح للشرب في عام 2003، أي ان النسبة قد قلت، وأضافت: أن الفساد المالي والإداري وعدم كفاءة الشركات المحلية في تنفيذ المشاريع وعدم وجود الدراسات الخاصة بالجدوى الاقتصادية للمشروع والتصاميم التفصيلية بالمشروع أدت الى تلكؤ الكثير من هذه المشاريع بالشكل والوقت المحدد لها .

الحقيقة انه اعتراف مهم وبعيد عن المزايدات الإعلامية والسياسية التي قد تخبرنا ان العراق بخير، وان لا مشاكل خدمية تعوق تقدمه، وان جميع الخدمات الصحية والمائية والبلدية هي في أحسن حال، لأن الحقيقة هي ان جميع المحافظات تعاني من شح الماء الصالح للشرب بسبب قدم معظم المشاريع العاملة فيها والتي يعود البعض مـــنها إلى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الـــماضي في وقت تشهد فيه المحافــــظات نمواً سكانياً متزايداً ، كما ان مشاكل الصرف الصحي والأوساخ والقاذورات لا تحــــتاج الى أية مبالغة أو مغالطة لأنه لا يمكن ذلك، فالحال اشبه بمستنقع كبير في عشرات المدن البعيدة عن مراكز المحافظات والعاصمة، وحتى ان العاصمة نفسها وفي مناطق مهمة منها وعلى مقربة من الوزارات والدوائر الحكومية تشهد تراكم تلال من الأوساخ وانتشارها بشكل كبير فضلا عن الأتربة وأنقاض البناء والمشاريع البطيئة الانجاز، إعلان وزارة البلديات مع انه ليس جديدا برغم خطورته وكبر حـــــجم ضرره، فوزارة الصحة مـــــثلا قد أكدت ذلك في مدد سابقـــة مثلما أكدته شخصيات أكاديمية وبـــــيئية إذ ان الماء الممزوج حد التخمة بالطين والميكروبات والبكتريا اللامعروف عددها وأنواعها وأسماؤها، هو ماء متداول للنظر والاستخدام أمام جميع العراقيين لأنه ليس معروضا للبيع في الأسواق السوداء جداً والتي تصل بسوادها الى ما يقارب الفحم الحجري المستخدم في المطاعم الشعبية، كما انه ليس للعرض والمشاهدة داخل المتحف الوطني وتزوروه الوفود الأجنبية من كل حدب أو صوب أو تأتيه قوافل الأطفال وطلبة المدارس للاطلاع على الكائن الغريب القادم عبر شبكة وإخطبوط أنابيب نقل الماء، وهذا بالطبع في حال كانت المياه متوفرة وعلاقتها جيدة ومتماسكة مع الأنابيب المعدنية وقنوعة بحــالها وسفرها الى منازل الــــمواطنين من دون تدخل أو وساطة مضخة الماء!.

ولعل ما أعلن عنه من قبل وزارة البلديات هي حالة واحدة فقط مـــن حالات الاعتراف، في حين ان هناك مدنا أخرى في العاصمة بــــغداد مازالت تقبع تحت وطأة الإهمـــــال الخدمي بعيدا عن أعين الإعــــــــــــــــلام ومسؤولي الدولة والوزارات المعنية، أما المحافظات الأخرى فالواقع أسوأ بكثير بالتأكيد كالماء المشبع بملح اليود لكثرة الأملاح المندسة فيه أو الماء الممتزج بالطين وهذا لا يحتاج سوى عين واحدة، وبنصف قدرة نظر لترى ان نصف القدح الأعلى مثلاً يتكون من الماء في حين ان النصف الأسفل يرتكز فيه الطين بشكل مستقر ومستفز مع ما تحتويه من زمر وعناصر دخيلة لا تقبل بمساومة اليود وتعقيمه وتطهيره ولـــكن تطهيراً غير طائفي لأن النية هنا سليمة بالطبع في ظل تنامي نــــفوذ البكتريا والملوثات واستــــحواذها على مستعمرات مائية واســـعة عجزت عن مجابهتها مديريات المــــاء في بلادنا ليصل شكل ولون وطـــعم الماء إلينا يخـــــــــــــــــــتلف جـــــذرياً عما موجود في الدول الأخــــــــــرى، وربما يعود السبب في ذلك الى حب الطين والبكتريا للــــــمواطن العراقي ورغبتهما في عدم الابتعاد عنه حتى ولو كان لأسباب صحية معقولة !.

http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=2584




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !