مواضيع اليوم

العراقية بين السفور و الحجاب

حنان العراق

2010-06-10 10:00:17

0

 

خالد القشطيني

خاضت المرأة العراقية معارك طويلة منذ الأيام الأولى من اقامة المملكة العراقية من اجل السفور و مشاركة الرجل في الأعمال و الحياة الاجتماعية
ما من ايام تعتز بها البشرية كالايام التي يخوض فيها الانسان معارك الحرية و ينتصر. و في تاريخ العراق المعاصر في ايام الخير، كانت من اروع هذه الايام يوم سعت المرأة العراقية للحصول على حقوقها في اختيار نمط الحياة التي تريدها و الازياء المحتشمة التي تلبسها و الرجل الذي تختاره زوجا لها و ابا لأبنائها.. شهد العراق اياما خالدة خضنها من اجل السفور و نزع العباءة و الفوطة. في هذه الايام يجري التسابق في البلاد العربية من اجل الحجاب و النقاب و العبائة. و لكن التسابق في عراق الاربعينات و الخمسينات التي عشتها و عرفتها كان النضال و الجهاد منصبا على نزع الحجاب و الفوطة و العبائة.
عرفت شيئا من ذلك حين قامت طالبات و معلمات ثانوية الاعظمية بحملة لإقناع الفتيات بنزع الحجاب و التخلي عن العبائة. و كلما استطعن اقناع إحداهن بذلك اجتمعن في مدخل المدرسة انتظارا لها. كانت احيانا تجبن الفتاة او تستسلم لضغط والديها و اعمامها فتخيب زميلاتها و تستمر كما كانت بعبائتها . فتسخر منها زميلاتها و صديقاتها و يعيرنها على جبنها و خوفها من الانتقاد. و لكن من تنجح في عملية التحدي و التحرر و تجتاز الباب سافرة ، كانت تقابل بقية الطالبات و المعلمات بعاصفة من التصفيق و التشجيع. مبروك سميرة ، و احسنت يا فاطمة ، وهكذا. يقبلن اليها و يعانقنها و يغمرنها بالبو، بالتشجيع و المحبة.
تروي الفنانة الرسامة نزيهة رشيد الحارثي، فتصف كيف انهن في تلك الايام و بسبب الضغوط العائلية كن يخرجن من البيت متسترات بالعباءة و الحجاب حتى اذا ابتعدن عن البيت و الحارة لمسافة كافية، كن ينزعن العباءة و الحجاب و يضعنها في شنطة صغيرة تحمل لهذا الغرض. و بعد ان يمشين سافرات في الطرق و المحلات العامة ثم يعدن فيخرجن العباءة من الشنطة و يلبسنها قبيل رجوعهن للبيت. و كان الشباب يعرفون هذه الشنط و ما فيها عندما يرون فتاة سافرة تحملها. كانوا احيانا يعاكسون البنت و يتحدونها بأن تفتح الشنطة و تكشف عما فيها. "شوفينا عباتك"! يقولون لها. يا الله فكي الجنطة.
كان الأمر سهلا للتلميذات الصبيات الصغيرات في العمر. و لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة بالنسبة للمعلمات و المديرات. كيف يجوز للتلميذة الصغيرة ان تطالب معلمتها بنزع عباءتها؟ المفروص ان المعلمة هي التي تعلم الطالبات و ليس الطالبات يعلمن المعلمة. حدث هذا المأزق بالنسبة لمعلمة اللغة العربية السيدة عاتكة وهبي الخزرجي، الشاعرة و الاديبة المعروفة. كانت من عداد المحجبات ، تحضر للمدرسة كل يوم بالعباءة. و اجهت الضغط الكبير من زميلاتها ، ولاسيما انها كانت في غير ذلك معروفة كأديبة متحررة تتجاوب مع متطلبات العصر الحديث و تدعو لتحرر المرأة و مساواة المرأة.
ظل الجميع يتسائلون ، متى تنفض عاتكة الخزرجي العباءة من رأسها و كتفيها و تخرج من البيت و تقطع شارع الأمام الأعظم و تمر من امام جامع الأمام ابو حنيفة و تأتي الى المدرسة سافرة بالتنورة و البلوز. و لكن هذا السوآل لم يدم طويلا. ففي يوم مشهود من تاريخ المدرسة، ثانوية الأعظمية للبنات، ، شاع الخبر في سائر الصفوف و غرف الادارة و المعلمات ، بل وحتى الفراشات و الفراشين ، بأن الاستاذة عاتكة قررت اخيرا نزع العباءة و المجيء سافرة للمدرسة. تروي احدى طالباتها فتقول انه كان يوما مشهودا في هذه الحارة المحافظة من الأعظمية ، عندما تزاحمت المعلمات والطالبات في باب المدرسة و ساحاتها صباح ذلك اليوم المشهود انتظارا لوصول عاتكة وهبي الخزرجي سافرة بفستان عصري جميل يعرض قوامها الرشيق و قامتها الطويلة الفرعاء. اطلت بعضهن من شبابيك الطابق العلوي للمدرسة ليحظين بمشاهدة ذلك المنظر ، و ربما ليأخذن صورا فوتوغرافية له.
فتح الفراش ابو حسين الباب الخارجية للأستاذة فمسكت الطالبات انفاسهن إذ لاحت امامهن معلمتهن الفاضلة ، ليست سافرة فقط، بل و وضعت على رأسها بدلا من العباءة و الحجاب ، وضعت قبعة عصرية جميلة اشترتها من اورزدي باك. همست الطابات بصوت واحد : " يا ويلي! و لابسة شفقة!"
و كانت ايام و فاتت، ايام الخير، ايام الحرية و التحرر، ايام المرأة العراقية المتحررة، الواثقة من نفسها و حقوقها. وهات يا عمي من يرجعها.

من برنامج ايام الخير للأستماع

المصدر .. اذاعة العراق الحر

موضوع ملفت للنظر حقا . الحجاب  اعتبره البعض رمزا للحريه وبعض اخر جعل منها رمزا للحشمة والتدين .. ومن الطبيعي ان مع تقدم الزمن سنتطور وسنتحضر لكن مايحدث عندنا هو العكس .. اكثر من مره قلتها ان اهالينا واجدادنا كانو افضل منا اكثر جرءة وشجاعة   .. حتى شباب الوقت السابق طالموا وتمتعوا بحسن اخلاق ليس كاليوم فالشاب يتقنص اي فرصه ليتحرش بفتاة غير محجبه ومحجبه ايضا .. 

انا اؤؤيد مثل هذه الحملات  .. واحده لوحدها ربما صعبه لكن لو اجتمع عدد من الطالبات سيتمكنن  من الوصول الى الهدف وهو عدم الرضوخ الى  ضغوط الاهل والمجتمع .. حتى الشباب  سنلقنهم درسا ليكتفوا  عن تصرفاتهم الوقحه بحق الشابه  غير المحجبة بالذات ولنثبت لهم بأن الحجاب لايعني الحشمه  .. المرأه الموقره ستستطيع  الدفاع عن نفسها والحفاظ على كرامتها  دون حجاب .. 

كتبت سابقا موضوع عن السفور وللسافره ان تفتخر بانها غير محجبه واقولها مره اخرى لتفتخر  ..  وانا شخصيا لا اخاف كوني غير محجبه  وليس لأحد ان يجرأ  بأن يكلمني بكلمة مسيئه .. للظروف المحيطه دورها واقولها لو ذهبت للسعوديه وهذا ماليحدث بالتأكيد  ساضطر لأحترام القانون المشروع هناك لكن عراقنا ليس  السعوديه .. فلنكسر حاجز الاكراه والاجبار ولنعلم شبابنا احترام مبدأ الاختلاط ومبدأ  الحريات .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات