تنقل اوساط يمنية معارضة و قنوات إعلامية عن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قوله انه کما إنتزع السلطة بالدم، فلن يترکها إلا بالدم! هذا المقولة"الدموية"و المشرئبة"عنفا و قسوة"، ذکرتني بنبؤة العراف الذي تنبأ بمقتل الامبراطور الروماني يوليوس قيصر، والذي تکهن بأن يقتل في الخامس عشر من آذار، وصدق ظنه عندما تم إغتياله في ذات اليوم الموعود من قبل أعضاء مجلس الشيوخ، و يبدو أن الرئيس صالح لم يطلق بدوره تلك المقولة إعتباطا او من دون سدى، ذلك أن التطورات التراجيدية و الاستثنائية للاحداث في اليمن، قد وصلت الى نقطة الذروة عندما أکدت مصداقية تلك المقولة"السادية ـ المازوشية"للرئيس اليمني حينما نقلت الانباء مؤخرا خبر إصابته البليغة في قصره و التي سعت"کالعادة"وسائل الاعلام اليمنية حالها کأحوال مختلف وسائل الاعلام السلطوية، تصويرها بانها إصابة "طفيفة"، حتى جاء من الرياض النبأ اليقين و تأکد من ان الرئيس صالح"المزمن" في البقاء بمنصبه، قد استقرت شظية في صدره بين قلبه و رئته، و قطعا لو ان الرئيس صالح و رؤساء آخرون يعيشون نفس محنته، فکروا قليلا، لأدرکوا بأن تلك القذائف التي استهدفته في معقله لم تطلق عليه إعتباطا وانما کانت بمثابة رسالة"دولية"خاصة جدا له و لغيره، وطالما ان القذافي لم يفهم الرسالة التي بعثت الى مقره في العزيزية بطرابلس، فإن هذه الرسالة جائت لتوقظ هذه الثلة من الرؤساء من غفوتهم و تؤکد لهم من ان"ساعة"الوداع من دون رجعة قد أزفت.
هذا الرئيس "المسلم"الذي طالما تمشدق بالشعارات البراقة و أطلق تصريحات مزخرفة و ذات أبعاد مبدأية ـ اخلاقية، لم يکن أبدا بمستوى رؤساء مسيحيين و يهود و هندوس تخلوا عن مناصبهم لمجرد إثارة شکوك او إفتضاح نقطة سلبية تمس سمعتهم، بل و على العکس من ذلك تماما، ظل الرئيس"القاتي"و المتسلح ب"خنجر"صدأ، متشبثا بسلطته على رغم أنف الجميع و ظل يسبح ضد التيار و يغني خارج السرب حتى جائته قذائف"الردع" لتلجم نزعته السادية للتشبث بالسلطة و تضع حدا فاصلا لها.
السؤال هو: هل ان الرئيس علي عبدالله صالح الذي أضاع فرصة ذهبية من يده عندما فرط بالمبادرة الخليجية ولم يستغلها للخروج من محنته بصورة مشرفة، يريد الاستمرار بدروره کعراف ليتنبأ بوقائع و احداث أخرى؟ لکن من المهم جدا عليه أن ينتبه الى ان نبؤات العرافين و المنجمين لن تکون صادقة دوما مثلما لن تکون مکفولة و متاحة له على أرض اليمن!
التعليقات (0)