طلبت من أمه أن توافق على أن يُرافقها إلى بيتها ليقضي الليلة هناك ، وأقنعتها بأن العلاج يجب أن يكون في سكون الليل والناس نيام .. وأحتجّت بسكناها لوحدها بالتالي لن تزعج أحدا بطقوسها العلاجية ، كما لن يُقاطعها أحد أثناء ذلك .. فوافقت أمه على طلبها وأوصته أن يمتثل لأوامر العرافة التي ستشفيه ليعود كما كان ..
هو يعرف أنه لايشكوا من شيء ، لكن فضوله كان دافعه لمسايرة والدته لاستكشاف عالم العرافة التي لم تكن طاعنة في السن ، ولا بشعة ، ولا شمطاء ، كما قرأ في حكايات العرافات ، بل على العكس من ذلك تماما ، فقد كانت مقبولة الشكل ، ذات عينين ثاقبتين ، وآسرتين لكل من توجّهان صوبه ، فكيف بمراهق مثله ؟ ..
أخذت بيده وخرجت مُودعة أمه ، وتوجّهت به نحو بيتها ، وأغلقت عليهما الباب ، ونزعت ملاءتها ليظهر جسدٌ مارأى أفتن منه .. وظل يُراقبها وهي تتنقل في أرجاء البيت في حركة دؤوبة لتحضير وجبة العشاء ..
تناولا عشاءهما ، ولم يلبثا طويلا بعدها لتطلب منه إطفاء الأنوار والخلود للنوم .. واستلقت على سريرها ، وتساءل أين سينام ؟ .. فربتت على السرير ، ففهم الإشارة ، وأطفأ الأنوار واستلقى بجانبها ، ولم يكد يفعل حتى شعر بجسدها يلاصق جسده ، وأخذت تداعبه وتتمتم بكلام غير مفهوم .. وبعد فترة وصلت مداعباتها إلى أعضائه الحساسة ، فتسارع نبض قلبه وحاول أن يرتمي عليها لكنها منعته بقوة ، واستمرت في ذلك حتى قضى وطره في يدها ، فأخرجتها ، وطلبت منه أن ينام ، فشعر بخدر يسري في عروقه ولم يستيقظ إلا على صوتها وهي تناديه : إستيقظ لقد أشرقت الشمس ..
وأخذت بيده وعادت به إلى أمه وقالت لها بالحرف الواحد : إبنك هذا أمامه مستقبلٌ واعد ...؟!
رحلت العرافة عن مدينته بعد ذلك ، لكنه لم ينسها ، رغم أنه لم يفهم قط العلاقة بين تلك الليلة وبين إستنتاجها عن مستقبله ، سوى أن النساء يُؤسرن به لمجرد رؤيته ..!
[تاج الديــن : 11 - 2009]
التعليقات (0)