العذراء و الشعر الابيض

العذراء و الشعر الأبيض

احبك ...يا رجل..يا صاحب العينين الخضر
ها انا انحني على ركبتي أمام حبك الأعظم
لأقول لك ...إني أحببتك منذ الصغر

احبك ..يامن علمتني الحب..رجوتك باسم الاله المقدس
أن لا تترك قلب عذراء يطفو فوق بحر أسرارك ..
أسرتني بنظرات عينيك اللازورديتين ..و جعلتني اعشق
كل لون اخضر...

قالوا كيف تعشقين يا عذراء صاحب الشعر الأبيض
قلت ليت جميع الرجال مثل هذا الرجل الأبيض

قالوا أتموتين يا عذراء من اجل حب هذا الرجل
قلت بل سأركع و انحني من اجل لحظة في سفينة العمر
سأهمس في أذنيه نواميس العشق و كل ما تعلمته
عن الهوى ...و أهله
احبك ...بلا قناع ...أو حتى هدف
احبك ...لأنك أرشدتني إلى طريق الحياة ..و علمتني
أن السنوات هباء...دون هذا العشق الأكبر
أحببت فيك ..صدقك وعزتك ...وحتى صمتك
محيت كل اثر خوف فيّ..من غدر كل رجل
كان حياتي قبلك كانها كذبة شهر نيسان
غرست في روحي ...أغصان شجر ة الدر
و عزفت الحان حبك أوتار قلبي الصدئ

قالوا كيف تعشقين يا عذراء صاحب الشعر الأبيض؟
قلت ليت جميع الرجال مثل هذا الرجل الأبيض

وهبت لي حياتك ..روحك..و حتى شعرك الأبيض
غطيتني بكل ما لك ..غمرتني بحضن الأب ..الأخ
الزوج...و طبعا حضن العاشق
أنسيتني جروحي القديمة... وداويتني بصبرك الدافئ
رسمت لي عالما من الألوان لقلب لوّن بالأبيض و الأسود
كنت ملاذ خوفي من كل مجهول...و حتى من أهلي ونفسي
أعطيتني حبا ...ذهل له الجميع من العجب

قالوا كيف احبك هذا الرجل صاحب الشعر الأبيض؟
قلت إني احمل له حبا يفوق قدرة عقل البشر
فكيف لكم يا معشر الإنس أن تفهموا حبا استحال على كل البشر
حبا تولد..منذ الأزل..و أنغرس و نما كالنطفة في الرحم

أحببت رجلا ..لا ينتمي لهذا الزمن ....
..بل لزمن بن شداد وبن الملوح
كيف لي أن لااحب مثل هذا الرجل ..بل ساحبه
و لو سلط السيف فوق رقبتي

ألازلتم تسألوني عن سر حبي لهذا الرجل الأبيض
سأخبركم ...و انا فوق منبري إنني أحب ..و أموت
من اجل هذا الرجل ...صاحب الشعر الأبيض

سناء محيمدي