إذا كانت أية ذكريات لا تتم إلا ليوم طيب مبارك له فضله ورائحته. فإن الذي لا شك فيه ان الله تبارك وتعالى قد جعل لعباده في أيامه أعيادا ومواسم يتذكرون فيها نعماءه ويشكرون آلاءه وبالتالى فإن الصفة الغالبة علي هذه الأعياد والمواسم ان الحق تنزه وتقدس قد جعلها مناسبات لتجميع الأمة وتأليف قلوبها وتوحيدها في عقيدتها وطريقتها وحركاتها وسكناتها والتسامي بها نحو الوحدة الإسلامية التي يريد الله لعباده وأوليائه أن تكون محققة علي الدوام ومن هنا نجد ان الله الكريم الحليم قد نضر أيام عباده المؤمنين بالأعياد تأتيهم علي ميعاد فيستريحون فيها ويهدأون ويلعبون ويطربون ويلبسون ويتزينون ويأكلون ويشربون ومع كل هذا لم يخلها سبحانه من حكمة بالغة وعظة ثاقبة.
وإذا كان يوم عيد الاضحى 2016 يذكرنا في لفظه ومعناه بالعائدة: فإن العائدة هي “المعروف والاحسان”. تقول العرب: عاد فلان بمعروفه.. إذا أحسن ثم زاد.
ومن صفات الله تبارك وتعالى انه “المبديء والمعيد” أي الذي يبدأ بالفضل ثم يعيده ويقول الفقهاء والدعاة: ان لفظ “الاضحى” جمع أضحاه والأضحاة ما يذبح في وقت الضحى وكذلك الاضحى تذبح يوم العيد وان يوم “عيد الاضحى” يأتي بين مناسك الحج ولياليه العشر والمراد بها عشر ذي الحجة كما أكد علماء السلف والخلف وثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس قال الرسول: “ما من أيام العمل الصالح أحب الى الله فيها من هذه الأيام يعني عشر ذي الحجة: فقالوا ولا الجهاد في سبيل الله. قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء”.
وهكذا فإن لعظمة هذا النسك يوم اقترن اسمه بعيد الاضحى 2016 فقيل فيما قيل “عيد الاضحى ” وقيل أيضا عيد النحر.
أما اسم عيد النحر فقد جاء بها القرآن العظيم “فصل لربك وانحر” الكوثر .2 وهذا يعني ان شعيرة النحر في هذا اليوم لابد أن تكون بعد الصلاة ولذا قال الرسول المصطفي: “من ذبح قبل العيد فقل ذبح لنفسه ومن ذبح بعد العيد فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين” وهذا الحديث الشريف يؤكد معني عظيم القيمة هو: ان الغاية ليست مع مجرد لحم يؤكل ويتصدق به أو يهدي منه للأقارب والاصدقاء وإنما هي في الالتزام بميقات معلوم ودم يراق باسم الله مقترنا بذكر الله معبرا عن خشية الله الذي خلق الإنسان وكرمه وسخر له هذه الأنعام كما قال سبحانه “لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله علي ما هداكم وبشر المحسنين” الحج
التعليقات (0)