العدو الخارجي أقل خطراً من القنابل الموقوتة الداخلية الطائفية منها والإثنية-القومية .
اسرائيل عدو وستبقى . ومهما أدت ظروف حسابات القوة والضعف الى إجراء سلام واعتراف وهدنة معها , يبقى إرتباطها بذهنية أجيال من العرب بأنها عدو ليس إلا .
(العدو - الند - النقيض) , ليس كله شر مطلق . وجوده له حسنات وسيئاته كثيرة .
لولا وجود اسرائيل ربما لأنقرضت الأمة العربية , وجود اسرائيل شكل حافز للعرب في الدفاع عن وجودهم . هذا الحافز لم يستغل إيجابياً ولم يظهر له أثر بسبب أن الأنظمة -الثورية- التي وجدت في الدول العربية -القومية , أنظمة وجدت أصلاً بسبب وجود اسرائيل ليس إلا , وجدت تحت عنوان رئيسي : تحرير الأراضي المحتلة - المقاومة . وارتد بناء الوطن والمواطن والتنمية الى الخط الأخير من حسابات الأنظمة الثورية التي حولت مشروع بناء الدولة الناشئة الى مزرعة عائلية -مافيوية . ماتت الدولة وحنطت جثتها في المتاحف , تعرض للزائر القادم من الخارج , "رجل المخابرات حل مكان الشرطي" الذي هو يعبر شكلا عن وجود الدولة والمؤسسات وفق تعبير المفكر جورج طرابيشي .
تحرير الأراضي العربية التي" احتلتها " اسرائيل , وفق التعبير الرسمي المستخدم من قبل الأنظمة التي كانت "ثورية" و الذي ضمناً يعطي مشروعية لإسرائيل بالوجود . هذا التحرير الذي لم ينجز , كان شماعة وجود لهذه الأنظمة , في الأمس القريب وفي لحظاته الأخيرة قبل أن يهزم جيش صدام حسين أمام التحالف الدولي لتحرير الكويت . تذكر صدام اسرائيل ورشقها بصواريخ وصلتها متعبة وفي رمقها الأخير وسقطت في مناطق خالية تقريباً , ولكنه في ذات الوقت كان قد دمر الكويت ورشق الرياض السعودية بدفعة صواريخ مماثلة .
العدو الخارجي ليس شر مطلق , إنه بمثابة الكاشف للعورات .
التعليقات (0)