مواضيع اليوم

العجز العربي - إعادة

Ahmad Ahmad

2009-08-24 08:14:54

0

 من مقال نصري الصايغ في "السفير" اللبنانية ....

 


III العجز العربي لا سابق له ولا لاحق


كلهم مروا من هنا. لبنان يشبه أشقاءه العرب. لا مرجعية له ولا حول ولا قوة. وهم تشبهوا به أيضا، برغم الفوارق الفاقعة التي يبرزها اللبنانيون الأقحاح والمتلبننون الجدد، أهل الحداثة الليبرالية المقرونة بالعباءات الدينية.

كل حل يحتاج إلى آليات وإلى ارادات وإلى قوة تحميه. اقتنع العرب، بعد استقلال بلادهم المتدرج، بانهم بحاجة إلى مرجعية عربية، للبحث عما هو مشترك والدفاع عما هو مشترك. لم يكن مجديا يومذاك البقاء على مرجعيتي فرنسا وبريطانيا. ولأن بريطانيا الأقوى، ساروا على هداها. ولدت الجامعة العربية من الحضن الملكي البريطاني. حسنا. ولما وافقوا على ميثاقها، التزموا بألا يلتزموا! لا قرار يصدر عن الجامعة يلزم أحدا، لبنان كان أستاذا. خاف من الأكثرية، فطالب بالاستقلالية والفردانية في القرار. لبنان ليس ملزما عربيا وكرت السبحة. ولذلك ما التزموا إلا نادراً.

وعليه، لم يجدوا حلا لأي مشكلة: فلسطين بلا حل. وانطلاقا من الافشال الاقليمية، ارتد كل نظام، ليؤمن حلّه الخاص، بحماية سلطته. الكرسي أهم من الأرض. النظام أهم من الدولة. الأمن أهم من الحرية. الانعزال أهم من الانفلاش، القطرية أهم من الوحدوية. واستمر التراجع، حتى باتت العائلة المالكة، في الأنظمة الجمهورية الراهنة، أهم من الدولة والنظام والأرض وما تبقى.
عملت الأنظمة على تغييب شعوبها. اسقطتها بالضربة القومية وبالاستنزاف المعيشي وبالسيلان المخابراتي. فهناك أكثر من ربع مليار عربي، يعيشون سجناء انظمتهم وتخلفهم واستبدادهم، ويظن بعضهم أنهم بألف خير.

ماذا حلّت الدول العربية من مشكلات خاصة؟
ـ التنمية أُسقطت في التخمة البيروقراطية المقيدة لمصلحة المفسدين والفاسدين في السلطة المحلية والسلطات الدولية.
ـ التعليم تقدم إلى مرتبة عالية، وقاد إلى تخريج متفوقين صدّروهم، وإلى أميين حكموهم برقاب الناس، وإلى انتهازيين زينوا عالم القيم، بأنه خرافة.
ـ الديموقراطية... والنظام السياسي... وتداول السلطة... كلها من بدع الفكر المؤامراتي. فاجتنبوها وإلا...
لم ينتج العرب حلا لقضية عربية او لقضية داخلية. اختاروا من السياسة مساحيقها، فتفوقوا في حداثة التبذير والانفاق لأموال طائلة، وجيوش من العاطلين عن العمل.


IV لائحة تطول

مشكلات لا حل لها. هذه لائحة بما تيسر من ذاكرة اليوم والأمس القريب:


ـ بلاد الرافدين تذبح وترضع من دمها.
ـ الأكراد على وشك الانفصال.
ـ الشيعة والسنة ومن لف لفهما يستعيدون الفتنة الكبرى، بشكل مضخم، تبدو معها تلك فتينة صغرى.
ـ الحوثيون يهدِّدون ويهدَّدون في اليمن. والجنوب اليمني يطالب بالاستقلال مرة أخرى. ولتذهب الوحدة إلى الجحيم.
ـ الصوماليون يولمون أيامهم دماً. والاستقرار ممنوع.
ـ جنوب السودان أورث دارفور مأساته... ولما تنته الاثنتان.
ـ مصر مهتمة بمعبر غزة الاستراتيجي. قناة السويس صالحة للسباحة البحرية الاسرائيلية. والعرب... (لولا العيب والحياء).
ـ لبنان: لا حكومة بانتظار «النائب المكلف» و«الصهر المعطل» وكذبة أنه «قايض حالو عن جد».

يضاف إلى هذه المشكلات، أكثر منها، وهي تقع في خانة «اللاحل». وكنموذج: من لديه حل للعراق، فليكتبه. ومن لديه حل للبنان، فليزر عواصم الحماية الطائفية ويقنعها به.
باستثناء مشكلة واحدة جرى حلها.


V الحل اليتيم

استطاعت المقاومة في لبنان ان تضع حداً لاحتلال أراضيه، بالقوة. سؤال: هل تصلح المقاومة لايجاد حلول للمنطقة تخثّرت فيها مشكلاتها لعقود؟. من يجرؤ على تجربتها؟ قد تكون المقدمة لاخراج المنطقة برمتها من حالة اللاحل.

من يجرؤ؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !