في خضم نزاعاتنا لإثبات وجهات نظر أغلبها (أخلاقية) . نغفل عن مصدر الطاقة الذي كفل إشتداد أعواد أجسادنا . وعن سر من أسرار وجودنا . والذي تخلى (جزما) عن أحلام كثيرة راودته . فقط ليكد من أجل عيشنا .
إنهما الوالدان. وما أدراك ما الوالدين ؟! . إنهما من قال فيهما جل وعلا : [.. ولاتقل لهما أف ولا تنهرهما . واحفظ لهما جناح الذل من الرحمة . وقل رب إرحمهما كما ربياني صغيرا ..] . هذه هي أخلاق الإنسانية التي جاء بها القرآن . والتي يدعوا إليها الإسلام .
أن يُعامل الأبناء آباءهم باحترام . وأن لايستقووا عليهم لمجرد تراجع مستويات قواهم الذهنية والجسدية . وأن يبقى الآباء دوما في المقام الأعلى بمعاملتهم بخلق الذل . بدافع الرحمة التي كانوا سبّاقين إليها بتنشأة أبنائهم منذ الصغر.
هذه هي أخلاق الإسلام التي لايطبقها المسلمون . كغيرها من الأخلاق كثير . وإلا فكيف نفسر صلاتهم . وزكاتهم. وصومهم. وحجهم. وأغلب آبائهم يسكنون (ديار العجزة) ؟. وكيف نفسر نفيهم إياهم لتلك المقابر . رغم أن الإسلام حرم (قطع صلة الأرحام) ؟ . والمسلمون هنا على سبيل المثال لاعلى سبيل الحصر. لأنهم مُلامون أكثر من غيرهم. وهم الذين يتلون آيات رب العالمين آناء الليل وأطراف النهار . لكنهم يشاركون غيرهم في هذا الجُرم الإنساني بكل ما لكلمة جريمة من معنى . مع أن المنظمات (الإنسانية) لاتتناول القضية لامن قريب ولا من بعيد ؟!
[مساكن العجزة] برأيي هي كمكبّات الخردوات القديمة والعتيقة التي أكل عليها الدهر وشرب . والتي لاتصلح سوى للتكديس في انتظار (آجالها) بالحرق أو الدفن أو (إعادة التصنيع) ؟! .
رأفة بآبائنا الذين تحملوا عبء تربيتنا . والكف عن رميهم (كالخردوات) في مساكن العجزة بعد إستنزاف طاقاتهم .
ـــــــــــــــــــ
التعليقات (0)