مواضيع اليوم

العثمانيين الجدد

Riyad .

2020-07-05 04:43:42

0

 العثمانيين الجدد؟

بعد أن باتت في حكم الماضي هاهم يحاولون بعثها من جديد مستغلين أحداث الربيع العربي تاره وظروف بعض البلدان الاقتصادية تارةُ أخرى، الخلافة نظام سياسي وليس فرض ديني لا يقوم الإسلام إلا به هذا ما يجب أن يفهمه الجيل الحالي والأجيال القادمة وما يجب أن تتضمنه المناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية، الخلافة كمفهوم ونظام سياسي إداري ناسب فترة زمنية ماضية وليس بالضرورة أن يناسب المرحلة الراهنة أو القادمة مهما حاول دعاة الإسلام السياسي أن ينبشوا في كتب التراث ويسوقون الأدلة على مشروعة وضرورة قيام الخلافة على منهاج النبوة كما يزعمون!
الخلافة منذ العهد الأموي وحتى العثمانيين وما تلاها من أنظمة تدعي الاحقية بقيام الخلافة ماهي إلا أنظمة وراثية استخدمت النصوص الدينية لتطويع الناس وهذه حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها أو تجاوزها، بعد عقود طويلة من سقوط النظام العثماني الذي جثم على الأنفاس العربية مدةً طويلة وعاث في العباد والبلاد فساداً يحاول دعاة ومنظري الإسلام السياسي إعادة إنتاج الخلافة العثمانية من جديد وهذه المره عبر المؤامرات واستغلال عواطف الناس مستخدمين شعارات الإسلام هو الحل والديموقراطية والحرية وضرورة المشاركة في إدارة الشأن العام أو الفوضى، الإسلام السياسي عبارة عن جيب فكري ذو أطماع سياسية وبما أن البيئة العربية بيئة متدينة بطبعها كما يُقال نشأت فكرة وجود تيارات سياسية ذات خلفية دينية تدعي الصلة بالماضي واستشراف المستقبل واحقيتها في إقامة النظام السياسي الملائم للعرب والمتمثل في إعادة إنتاج الخلافة كمفهوم ونظام من جديد وهذه تعني وبصراحة الدم والهدم والعودة بالمجتمعات لعصور القهر والحرمان؟
جماعة الإخوان المسلمين وما افرزته من إيديولوجيات متشددة وتيارات متطرفة هي الوجه القبيح الذي يحاول إعادة استنساخ التجربة العثمانية في الوطن العربي بعد أن استغلت الربيع العربي وجيرته لصالحها مستغلةً حماس الشارع العربي آنذاك وانخداعه بشعار الإسلام هو الحل والذي رفعته الجماعة بمصر وبالوطن العربي منذ ما يقارب الستين عام، اعتلت الجماعة حكم مصر لكنها وقعت في شر أعمالها فقد خرجت من المشهد بثورةِ تصحيحية كانت الأمل لكبح طموح العثمانيين الجديد.
ثورة الثلاثين من يونيو صفعة بوجه النظام التركي والإيراني وصفعة بوجه قطر ومنظري الإسلام السياسي الذين باتوا اليوم أشد عنفاً من السابق.
النظام التركي يقف خلف الإسلام السياسي فقد وجد في ذلك المفهوم المشبوه والمشوه ضالته فهو مفهوم يقوم على إقامة الخلافة بأي شكلِ وطريقةِ كانت وإلزام الناس بما يراه ويعتقده الخليفة وأركان حكمه، اردوغان يظن أنه الوريث الشرعي للدولة العثمانية فجميع تحركاته وعنترياته السياسية وتدخلاته بليبيا ومصر وسوريا والعراق وقطر تدل على ذلك . 
نحن اليوم في أمس الحاجة لإعادة كتابة التاريخ وكشف حقائق الدولة العثمانية ومن سبقها فالجيل الذي احترق بأفغانستان والعراق وسوريا كان يبحث عن إقامة الخلافة ولم يكن يعتقد أن المهووسين بالسلطة استغلوا ذلك الإسم الرنان وبعض النصوص الدينية لتحقيق أهدافهم، نحتاج لبث وعي وكشف حقيقة الإسلام السياسي ومنشأ ظهوره وأسبابه وأصدق الحديث يقول ان ذلك المفهوم نشأ وظهر في بيئة الصراع السياسي بعدما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وكبر مع مرور الأيام حتى وصل لما وصل إليه من أفكار ومعتقدات وتيارات تعتقد أنها الأحق بحكم البلاد والعباد وقبل كل ذلك نحن كأمة عربية بحاجة لموقف سياسي وعسكري واقتصادي يقضي على النظام التركي الحالي ومن يقف بصفه فتركيا شوكة بالخاصرة العربية .. 
 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات