مواضيع اليوم

العتبة الإنتاجية في المجتمع

Sami Kazour

2016-01-18 15:54:10

0

كنا قد بدأنا سابقا في الحديث عن الهبات الأربع التي وهبها الله تعالى للإنسان ، والتي تشكل المادة الخام للإنسان وهي (العقل - الروح - الجسد - القلب) ، واليوم سأتحدث عن عملية تطوير المادة الخام الثالثة وهي هبة الجسد والجوارح

تمثل هذه الهبة القيمة المادية للإنسان ، وتدعى عملية تطويرها بعملية الانتاج المادي في المجتمع ، وبعيدا عن كل ما جاء به المفكرين الجدد كماركس وسميث وغيرهم الكثير ، يمكن أن نعرف الانتاج المادي في المجتمع بأنه القيمة التطبيقية للفكر البشري في الواقع الحياتي والعملي في المجتمع 

وبلغة بسيطة للغاية نقول أن كل نشاط إنساني في الحياة اليومية يعود بنتائج مادية ملموسة يمثل مجال ما من مجالات الانتاج المادي في المجتمع 

ويرتكز مفهوم الانتاج في المجتمع على أربع ركائز وهي : المادة الخام (التربة مثلاً) ، والوسائل (المحراث مثلاً) ، ومنتج مادي (المحصول الزراعي) ، وعملية تسويق وتدوير المنتج في المجتمع (بيع المحصول في الأسواق) ، وتشكل هذه الركائز دورة كاملة للانتاج في المجتمع 

إن هذه المفاهيم تشكل علوما واسعة ولكن النقاط الرئيسية التي أريد إيصالها للقارئ ، أن الوظيفة الاجتماعية للانتاج المادي تنحصر في أمرين : الأول : إشباع جميع الحاجات الاجتماعية في المجتمع ، والثاني : تأمين الدخل المادي والدوري للأفراد في المجتمع 

ولذلك أجمل ما وجدته في هذا السياق ما ذهب إليه حجة الإسلام الإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله ، حيث قال بأن دخول الأفراد في المجتمع في جميع المجالات الانتاجية في الحياة هو "فرض كفاية على أفراد المجتمع" ، وهذا ببساطة ما يمكن أن نقول عنه تحقيق الحد الأدنى للانتاج المادي في المجتمع والذي يمثل العتبة الإنتاجية في المجتمع 

ففي الواقع تكمن قوة أي مجتمع إنساني في أمرين : الأول : شمول الانتاج المادي في هذا المجتمع لجميع مجالات الانتاج الحياتية والمواكبة للتطور التقني  والزمني الذي يمر فيه هذا المجتمع ،  والثاني : يمثل تفوق هذا المجتمع في كل مجال انتاجي على حدا

فعلى سبيل المثال لا الحصر إذا أخذنا مجال الطب في المجتمع ، فوظيفة المجتمع تجاه هذا المجال تتمثل أولا في وجود اختصاصيين في جميع المجالات الطبية التي توصل لها العلم الحديث ، وثانيا في تفوق هؤلاء الاختصاصيين على المستوى العالمي ، ودورهم في التطوير المستمر لهذا المجال الحياتي من خلال عملية البحث العملي والمستمر




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !