بعد ما يقارب السنتين من جعلنا أضحوكة للعالم بأسره بفتوى مصرية تتناول أرضاع الكبير من أجل إباحة الأختلاط في العمل وما أن بدء الناس ينسون هذا الأمر (بفعل فتاوى غريبة أحدث من هذه) حتى ورد تحديث جديد للفتوى من السعودية هذه المرة..التحديث وكأي تحديث في الدنيا تجاوز أخطاء الفتوى السابقة والمشاكل التي أوقعت فيها المفتي (ومن يريد تطبيقها) ليوضح لنا فضيلة الشيخ العبيكان أن "ما تم تناقله خلا من الشرط والضابط الذي أكد عليه، وهو عدم الإرضاع من الثدي مباشرة، مؤكداً أنه يجب أن يتم أخذ الحليب بطريقة مناسبة بعيدة عن ذلك، ويتم تناوله من قبل الشخص المعني"(والف عافية)...المشكلة في الفتوى بحسب الشيخ هي فقط مشكلة "تقنية" تتعلق بآلية الرضاعة وعدم جوازها من الثدي مباشرة بل ضرورة أن تكون رضاعة عن بعد وقد ترك الشيخ للمؤمنين حرية أختيار شرب الحليب بالكوب أم بزجاجة الرضاعة!!!
إيضا يهمل الشيخ نقطة مهمة تتلخص في أن شروط الأرضاع تلزم أن تكونعدد الرضعات خمس رضعات مشبعات وعندما نتحدث عن أشباع رجل بالغ بالحليب فنحن أمام حاجة الى لترين أو أكثر من الحليب لكل رضعه لأشباعه وهذا ما يترتب عليه الحاجة الى هندسة جينية (يمكن الأستفادة من خبرات هولندا والدنيمارك في هذا المضمار) للمؤمنات لكي يتمكن من أدرار الحليب بهذه الكميات (الغير بشرية!!!)...
لا أدري كيف يسمح هؤلاء لأنفسهم بخلق مشاكل والبحث عن حلول تثير الجدل أكثر من المشكلة بحد ذاتها...فهل وفق هذه الفتوى على ربات البيوت (خاصة ممن يسافر أزواجهم بكثرة) أن يرضعن قارئ عدادات الكهرباء ومصلح الأنابيب والكهربائي وعامل الهاتف؟؟
بل وهل عليهن أن يرضعن أصحاب المحال التجارية التي يكثرن من التردد عليها خشية الوقوع في الخلوة المحرمة؟؟
وهل على النساء أيضا أن يرضعن سائقي سياراتهن (خاصة في البلدان والأسر التي تمنع نساءها من قيادة العجلات) كي لايكونوا في خلوة محرمة وهما لوحدهما داخل السيارة؟؟
أيضا ماذا لو أستوزرت المرأة أو تبوءت مسؤولية توجب تعيين حراسة شخصية لها؟؟
أهناك غير الهوس والشك من دوافع تجرنا الى هذه الفتاوى؟؟
هل يفهم من يطلق هذه الفتاوى علاقات الزمالة في العمل والصداقة بين الأسر؟؟
هل بلغ بنا الشك والريبة والهوس الجنسي حدا جعلنا يضطرنا الى الأستماع لهكذا فتاوى (مريضة) من أجل تبرير الأختلاط في العمل أو الحاجة الى دخول شخص الى المنزل؟؟
اليس هناك في قاموسنا أمر يسمى الثقة بالآخرين؟؟
هل من المعقول أننا في القرن الحادي والعشرين ندعو الى "حلب النساء" من أجل وضع ضوابط ضوابط لفتاوى غير مقبولة من الأساس..
العتب كل العتب على النساء اللواتي لايكتفين بالصمت المطبق على هذه الفتاوى التي تطعن في كرامتهن وفي أنسانيتهن بل يدافعن عن هؤلاء الذين لازالوا أسرى عقلية القرون الوسطى..
ألمضحك أنه وفي نفس الوقت الذي نحاول فيه وضع طرق لأباحة الأختلاط ووضع الضوابط والشروط لها ينشغل العالم بخبر تصنيع أول خلية حية في داخل أحدى المختبرات بعد 15 عاما من الأبحاث المتواصلة وهو أمر ما كان له أن يتحقق لو أنشغل فريق كريغ فنتر بآلية تبيحث لزميلاتهم بالفرق الأختلاط بالرجال دون الوقوع في الخلوة...
ترى هل سنبقى لانجد الوقت الكافي للأندهاش بسطحية وغرابة فتوى ما إذ سرعان ما تلحق بها أخرى أشد غرابة في نفس الوقت الذي لاتجد فيه المجتمعات الأخرى الوقت للأندهاش بأختراعاتها وتجاربها لأنها سرعان ما تستفيق في اليوم التالي على خبر أبتكار وكشف آخر؟؟
هل سنبقى نشغل أنفسنا بتوافه الأمور في الوقت الذي يبتعد عنا قطار الحضارة أكثر فأكثر؟؟
هل يمثل مشروع فنتر الجديد أملا لنا إذ قد ينجح بصنع خلايا بكتيرية (خصيصا لنا) تحث الأنسان على التفكير واستخدام عقله أو ربما خلايا تستهلك الصدء الذي يملأ عقولنا علها تعاود العمل من جديد...مع ذلك يبقى الخوف موجودا فينا من أن تصنع هذه البكتريا لنجد أن الخلل ليس بوجود الصدء..بل بعدم وجود عقول في تلك الرؤوس!!!!!
التعليقات (0)