مواضيع اليوم

العبيــــد

نزار النهري

2011-08-19 18:51:00

0

اصل العبودية ونشأتها
العبودية قديمة قدم التاريخ، فلقد اشارت الآثار التاريخية التي وصلتنا من اقدم الحضارات مثل حضارة وادي الرافدين والحضارة اليونانية والمصرية والصينية وغيرها، لوجود هذه الطبقة من البشر التي تم استغلالها وتسخيرها للخدمة في كافة مجالات الحياة. فالمصدر الرئيسي للعبيد هو الغزوات والحروب التي يشنها البعض على البعض الاخر، فيتم اقتياد المغلوبين، واستغلالهم كعبيد، فنشأت طبقة كاملة في المجتمع، ليس لها اي حقوق، وليس من حقها العيش بحرية وكرامة، بل ان امرها بقي بيد سيدها الذي يفعل بها ما يشاء، فتباع وتشترى وتستغل دون ان يكون لها لا حول ولا قوة.
العبيد قبل الاسلام
انتشرت ظاهرة العبيد كثيرا في الجزيرة العربية، وقسم المجتمع الى اسياد وعبيد، وهذا كله يعتمد على شريعة الغاب البدوية، شريعة الحروب والسطو المسلح. فالسيد لا يضمن بقائه سيدا، الا اذا بقي منتصرا. فالعربي في حرب مستمرة، وعندما تغير احدى القبائل على الاخرى وتنتصر عليها، يصبح جميع الاسياد عبيدا، الا من يفدي نفسه وينقذها. وعندما يقتل الشخص، يتحول جميع ما يملك من عبيد ونساء وعيال تلقائيا الى املاك قاتله.
يتم استغلال العبيد من قبل مالكيهم ابشع استغلال، فبالاضافة الى استغلالهم في كافة امور الحياة، يتم استغلالهم جنسيا ايضا، وذلك بطريقتين، الاولى هو الاغتصاب المباشر من قبل المالك كأن يكون رب الاسرة او اي من ابنائه، الثاني بان يسمسر عليهم مقابل اجر يدفع للمالك او حتى بدون اي اجر، فظاهرة استاجار العبيد من الظواهر التي انتشرت كثيرا في تلك الفترة.
يسمح للعبيد الزواج فيما بينهم، مع استمرارية احقية السيد لعبدته أنى شاء وبدون اخذ الموافقة من الزوج، اما الاطفال فيكونون ملك للشخص الذي يملك ابويهم. سواء كانوا من صلبه او من صلب آخر، وغالبا ما يتنكر السيد لابوة ابنه من احدى امائه.
كانت ظاهرة عتق العبيد منتشرة ايضا في مجتمع ماقبل الاسلام، حيث يمكن للسيد ان يعتق عبده فيكون حرا، واكثر انواع العتق انتشارا كانت، بان يتفق السيد مع العبد، على سداد مبلغ معين من المال، فيعمل العبد جاهدا لتحصيله، ومع هذا فكان من النادر الوفاء بذلك من قبل السيد، كما ان فرحة بعض السادة بمناسبة معينة تجعلهم يلجاون لعتق العبيد تيمنا بالمناسبة.
العبيد في الاسلام
لم يغير الاسلام اي شيء من القوانين التي كانت سائدة بحق العبيد. فبقي من حق السيد التصرف في عبيده كيفما يشاء، ويحق له ان يملك منهم ما يشاء، ويطأهم انى يشاء، ويبيعهم متى يشاء، ويضربهم ويقتلهم متى يشاء، فلا يقام الحد على سيد لو انه قتل عبدا على العكس في ما لو ان العبد قتل سيدا.
الشيء الوحيد الذي قدمه الاسلام للعبيد، هو ان بامكانهم دخول الجنة بعد ان يموتوا وهم مسلمين، وهذا ما دعا العبيد لتاييد دعوة محمد خصوصا في بدايتها، فاعتبر العبيد ان الدين الاسلامي مخلصهم ومنقذهم بعد الممات. فايد محمدا عدد كبير من العبيد في بداية دعوته الاسلامية، اعتق قسم منهم وبقي الكثير على عبوديتهم.
لم يكن للعبيد في الاسلام اي دور قيادي بارز، حتى بعد ان اعتق معظهم. ومن الامثلة على ذلك عمار بن ياسر و بلال الحبشي و سلمان الفارسي وغيرهم، فبرغم انهم كانوا من الصحابة ولهم فضائل كثيرة على الاسلام، الا ان المسلمين من الاسياد ظلوا ينظرون الى هؤلاء نظرة واطئة، رغم انهم لم يعلنوا عن ذلك، ولكن بقاء هؤلاء في دائرة الظل يؤكد هذا.
العبيد واوربا
لقد راجت تجارة العبيد في اوربا كثيرا ابتداء من القرن الخامس عشر، خصوصا من قبل البرتغاليين والاسبان والهولنديين والانكليز، ولقد استجلب العبيد من افريقيا عنوة وزج بهم للقيام بالاعمال الشاقة في القارة الاوربية، واستغلوا ايضا في فتح المستعمرات الجديدة في القارتين الامريكيتين الشمالية والجنوبية. وتم استغلالهم هناك لاداء كافة الاعمال من صناعة وزراعة وغيرها.
القضاء على العبودية
يعود الفضل الكبير لالغاء الرق والعبودية الى الغرب، واوربا بالتحديد، ففي عام 1814 عقد في فينا مؤتمرا اتفقت فيه الدول الاوربية على منع تجارة العبيد بعد ان كانت هذه الظاهرة قد الغيت فعليا في الكثير من دول اوربا، وانتقلت هذه الظاهرة تدريجيا الى امريكا، فبدأت الولايات الامريكية تسن القوانيين تباعا، الى ان تم القضاء عليها تماما، ونص دستور الولايات المتحدة لعام 1865 على الغاء العبودية، ثم عقد المؤتمر الدولي للعبودية في عصبة الامم عام 1906 وتقرر منع العبودية والاتجار بها، وتم اقرار هذا والتاكيد عليه في الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي اصدرته الامم المتحدة عام 1948.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !