يبدوا ان الشعوب العربية قد تعودت على السجن والضرب والجلد والقهر والتعذيب .حتى انها ادمنت العبودية وعشقت الذل وقدست(جلاديها)من الحكام الفجرة.. والشعب المصرى احد هذه الشعوب المقهورة على مر العصور .ومن كثرة مامرت به مصر من ظلم واستعباد على مر عصورتاريخها الحافل بالعهود الظلامية ..قد(أدمن) شعبها( العبودية )وسافرت فى جسده (كالافيون )وبمرور الوقت تحول(الشعب المصرى ) الى نوع من العبيد.بل واحقر انواع العبيد .وفى تاريخ مصر المستعبدة ...كما يحدثنا القران الكريم حكمهااشد الناس بأسا ...فرعون الذى حشر فنادى فى الشعب قائلا :(انا ربكم الاعلى) . أترى لو لم ينحنى له الشعب المصرى ويهتف باسمه المنافقون... ولو لم يزين له هامان سوء عمله..أتراه يقول لهم : (أنا ربُكم الأعلى).ومن امثال مصر الشعبية القديمة والمتوارثة (قالوا لفرعون :ليه افرعنت .قال لهم :ملقيتش حد يردنى )اى انه سئل فرعون عن سر جبروته فقال لم اجد احدا يقف ضدى .فالشعب المصرى خاضع مستسلم منافق لحكامه .
وحكمها أحقر البشر اقل الناس شأنا وهو(عبد منجوس)..انه كافور الاخشيدى (وهو غير مصرى)..وأذاق المصريين الذل والهوان ...حتى ان الشاعر (ابو الطيب المتنبى) .هجاه قائلا:
لاتشترى العبدالا والعصا معه
ان العبيد لانجاس مناكيد
وحكمها ايضا (المعزلدين الله )الفاطمى (وهوايضا غير مصرى)والذى انتشر الفساد فى عصره ولم اتعجب عندما قرأت قول الشاعر ابن هانىء(الذى يشبه النخب المثقفة فى عصرنا الان )يمدح وينافق قائلا:
ما شئت لا ماشاءت الأقدار ... فاحكم فأنت الواحد القهار
فكأنما أنت النبي محمد ........ وكأنما أنصارك الأنصار
معاذ الله ...هذا هو حال النخب المثقفة فى مصر على مر العصور واعرف منها الكثير الكثير فى عصر الملك فاروق وعصور عبد الناصر والسادات ومبارك ومنهم او معظم مازال موجودا على قيد الحياة .بل ومنهم من عايش الجميع ونافق الجميع وطبل لعبد الناصر ورقص مع السادات واصبح نديما لمبارك ..
ويبدوا ان الشعب المصرى تنطبق عليه قصيدة المتنبى (فى هجاء العبد كافور )مع شىء من التعديل :(عيد بأية حال عدت يا عيد ؟).
لاتحكم الشعب الاوالعصا بيدك تصيب
فهو شعب تعود على عصامبارك وحبيب
شعب اعطى نصف اصواته الانتخابية( لشفيق)رمز الفساد السابق وعميل جلادهم مبارك ..وها هو الان يشتهى(عودة ) كرابيج العادلى على يد (شفيق)الهارب فى دبى .(شفيق)الذى ينتمى الى طبقة (النبلاء) تركهم ليعيش(هو) فى دبى و(هم)كالعبيد يفلحون له الارض ويمهدون له الطريق الى الحكم..ويفدونه بارواحهم ودمائهم ويخرجون فى مظاهرات تأييد له كى ليعود والكرباج معه .
واتوقف لحظه فى ملفات الماضى الغير بعيدعندما صلى الملك فاروق الجمعة فى مسجد الازهر... ووقتها كان الملك قد منح الاديب طه حسين منحة ما.
فوقف خطيب المسجد على المنبر فى خطبة الجمعة وبينما الملك فاروق يجلس فى مقدمة المصلين فأراد الخطيب أن ينافق فاروق ويمدحه قائلا:
ماعبس وماتولى ان جاءه الأعمى
وفور إنتهاء الصلاة وقف احد علماء الازهر المحترمين وقف بعد الصلاة مناديا فى الناس
ان اعيدوا صلاتكم يرحمكم الله فقد كفر الأمام.ولأن الديان لا يموت قيل ان ذلك المنافق دارت الأيام به حتى عمل كحارس للأحذية بنفس المسجد.
والان ما يحدث فى مصر من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ان هؤلاءالذين يصحيون الان فى الاذاعات ويبلطجون فى الطرقات اين كانوا ايام حبيب العادلى وامن دولته .الكل كان يمشى تحت الحوائط ويخاف حتى من حديث النفس فعيون العادلى ترصده حتى فى حجرة نومه .
اين كان هؤلاء الجبناء واين كانت حقوقهم الضائعة منذ اكثر من ثلاثين عاما .الحقوق التى يتظاهرون من اجلها الان ...الحقوق الغائبة طيلة سنوات حكم الانظمة السابقة....
فى النهاية أقول لكم :(.ايها العبيد الجبناء لقد قهركم عبد الناصر وهتفتم بحمده ...وخذلكم السادات وهتفتم بمجده . واذلكم مبارك وسبحتم بحمده ...)
وهاهم الان وبوصول (الاخوان المسلمين )للحكم نرى الكثير منهم يصلون الفجر فى مساجد الاخوان كى يراهم الاخوان .والبعض اطلق لحيته ..والبعض يخرج فى المظاهرات تأييدا للاخوان .
ان حركة الشارع المصرى المتناقضة والتى نرى فيها (عبيدا)يبحثون عن (جلاديهم )بل ويحملون لهم الكرابيج ..كى يقولون لهم :(اضربنا يامولانا ..اضربنا يامولانا )
ياأمة ...ضحكت من جهلها الامم ....
محمداحمدخليل
الشربينى الاقصرى
مصر /الاقصر /الكرنك /نجع التماسيح .
التعليقات (0)