شيركو شاهين
في اختبارات الحياة عبر كثيرة، ولكن تبقى عبرة الدخول في الامتحانات الدراسية واجتيازها بنجاح هي الابرز، وذلك لما لها من تبعات، وبنتائجها يحدد مصير الشباب، فالانسان يقيم بما ينجزه من اعمال وصولا الى الاهداف وليس بما يحلم به فقط من الاماني، وتبقى خير الطرق تلك المؤدية بسالكها الى سمو المقاصد.
ان النجاح كقيمة معنوية غير متساو من بلد الى اخر، فوسط تأزم الاحداث التي تهز البلاد منذ يوم السقوط وما تبعها من فوضى لأكثر من أربعة اعوام متتالية، اثبت الطالب العراقي انه الاقدر على المطاولة في ميادين العلم من بين جميع طلبة العالم، او كما قال سيدنا امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع): (( العراق بلد المال والرجال)).
ونسوق في هذا المجال مثالا حيا قرأته في احدى الصحف عن احد طلبة الطب العراقيين الذي تقدم على اقرانه الغربيين البالغ عددهم(699) طبيبا، حيث حاز على معدل (86.2) اما البقية فان العراقيين منهم تقدموا على نظرائهم الاوربيين في امتحان البورد الطبي في هولندا بنسبة (15.2) درجة حيث نال العراقيين معدل (74.9%) في الوقت الذي كان فيه المعدل العام(59.7%).
هذا مايجب ان يستذكره الجميع ويتأكد منه حين يضع الطالب العراقي في ميزان الكفاءة، فالابداع في جميع ميادين الحياة صفة تلازمه، والضغوط عليه مهما تعاظمت تزيد دوما من حجم ابداعه وتميزه.
ولكن يبقى هناك سؤال حائر، كم منهم في يديه مفتاح النجاح؟
اننا بحاجة اليوم الى اكثر من الدراسة للوصول الى بر الامان العلمي ولفتح باب المستقبل، اننا بحاجة اكثر من اي وقت الى روح التحدي، تلك الروح التي تنامت مع مر الايام لتغذي عزائم الطلبة ونفوسهم منذ بداية العام الدراسي مع كل ماتخللتها من ازمات متوالية غامت بها سماؤهم وضاقت لبعض الحين بها حيلهم.
ولايغيب ايضا عن بالي في هذا السياق سؤال عن دور (حكومتنا) الى اي حد سعت للتخفيف من اعباء الامتحانات؟
هذا هو اكثر ما يدور في اذهان طلبتنا الذي تزايدت عليهم حمى انعدام (وليس انقطاع) الكهرباء وسط موجة الحر اللهب الذي يعيشون فيه، ولن تكون بعد ذلك مشاهد الطالب والكتاب وصديقهم الدائم (الفانوس) قديمة وهي التي الفناها منذ زمن بعيد.
طالب جامعي حدثني قبل فترة عما يعيشه وزملائه وزميلاته من حالة من العذابات الصباحية اليومية ومن اجهاد بعد ان يقطعوا المسافة الواصلة بين تقاطع (العلاوي) وساحة الفارس العربي (المعرض الدولي) وصولا الى جامعاتهم في الجهة المقابلة سيرا على الاقدام حيث يتم قطع السير بالنسبة لعربات النقل، وما ذلك الا رضوخا للاجراءات الامنية لتلك المنطقة والتي اثبتت يوما بعد اخر فشلها.
ذلك الاستنزاف لطاقات الطلبة لوصولهم لمقاعد الدراسة وهم بحالة لاتوصف الى درجة انهم لايفرقون بعدها بين مادة الرياضيات و العربي!!
فكيف الحال بعدها في ايام الامتحانات، وما هذه المشكلات الا غيض من فيض الواقع المر الذي يدور في فلكه طلبتنا.
قال لقمان الحكيم:
(( من دام كسله خاب عمله ))
نشر بتاريخ 7/6/2006
التعليقات (0)