في كل مرة احاول ان ابتعد عن الكتابة في السياسة والاحوال المجتمعية العربية من قبيل القبول بالامرالواقع وتصديق ما يردد من اشاعت واقاويل والقبول بما هو مقسوم وما ستاتي به هذه الثورات العربية المزعومة والتي ما فتأت تنادي بالحرية ، وكان الحرية تعطى او تمنح ، وهنا اتذكرقاتل حمزة عندما حررته هند الهنود آكلت الكبود ، ومنحته وزنه فضة ، واصبح ثريا ، ولبس لباس الاحرار وسادة القوم كما يفعل السادة في مجتمعه ، ولكنه وجد في نفسه انه عبد ولا يصلح ان يكون الا عبدا ، فاعتزل الناس والدنيا وترك لباس القوم ولبس لباسه ، وانزوى بعيدا ، ذلك ان العبودية تجري في دمه ولم يتحرر هو نفسه ، على الرغم من ان هند قد حررته .
وفي مكان عملي ، تدور الكثير من المجادلات والحوارات التي تصل في اغلب الاحيان الى طريق مسدود ، واحيانا كثيرة تصل الامور الى درجة الصراع والكلام والشتم وربما الضرب ، والحرب والنزاع، وذلك على خلفية تغيير الحكومة ، والتبديل الوزاري المرتقب ، ومن خلال تلك المناقشات ، والحوارات رأيت ان الجميع يشكك في كل الناس ، ولا يوجد من يرضونه ويتفقون عليه ، وكانهم يريدون رجالا من المريخ ليحكموهم ويرضوا عنهم ، ووجدت ان الغالبية العظمى من الاراء لا تقبل بفكرة واحدة منتفق عليها او يتفق عليها الجميع ، ولا تقبل بفكرة الغالبية التي تحكم وفق مبدأ الديموقراطية التي يزعمون البحث عنها ، علما انهم في اشد حالات الدولة قمعية في الفترات السابقة كانوا في سبات عميق حتى ظن العالم انهم اموات ولم تفلح كل حركات المعارضة في تثويرهم ولم تفلح الى الان ، حتى ان الكثير منهم وممن يطالبون بالحرية والديموقراطية وبالعدالة والمساوة والشفافية ومكافحة الفساد لم يمارسوا اي دور في الحراك الشعبي والمجتمعي وبقوا في بيوتهم ينتظرون ما يمكن ان تسفر عنه تلك المسيرات .
علما باني وجدت الكثير منهم ممن يشجع حركات التمرد في العالم العربي ، ويدعم الثورة فيها كما في ليبيا ومصر وقبلها تونس والان اليمن ومصر .. لا بل راح الكثير منهم يتغنى ببعض الخروقات التي حدثت من الاعتداء على رجال الامن والدرك ، ووصفهم بانهم رجال النظام ، وسلخوهم من الوطنية وخدمة الوطن ، وراح الكثير يصفق بالخفاء للحركات الشعبية وهو يظن ان في هذا السلامة وان السلامة تقتضي البعد عن تلك التحركات ، وهو اذا تحدث فانما يتحث لمن يثق به ولا يعتقد بانه من رجال المخابرات او المحسوب عليهم ، علما بان رأس الدولة اول من دعى الى الاصلاح والتغيير ومكافحة الفساد ومحاربة المفسدين وهو اول من قال ان كرامة المواطن من كرامته ولكن تلك العقول لا تزال اسيرة العبودية القديمة عبودية وحشي الحبشي قاتل حمزة .
عذرا لهذا ولكن ثمة حزن قديم مقيم .. ولا زال الامل اكبر من كل ما حولنا وما يحيط بنا ..
التعليقات (0)