مواضيع اليوم

العبرانيون في تاريخ المشرق العربي القديم - الجزء الثاني

القنــــــــا ص

2009-09-10 15:24:36

0

<p>&lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&lt;br /&gt; الفصل الثاني&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&lt;br /&gt; العصور التاريخية في المشرق العربي من 3100ق.م وحتى 1250 ق.م (زمن طروء العبرانيين ):&lt;/p&gt; &lt;p&gt;استناداً على جملة ما سبق نجد أننا أمام انعطافات حضارية ستتجلى في العصور التاريخية: &lt;br /&gt; أولها: إن ما قدمه منجز الزراعة أدى إلى تمكين المجتمعات في أرضها وزيادة ازدهارها ما يعني توسعاً في القرى الزراعية وتشابك في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والحياتية ما سيؤدي إلى نشوء المدن الأولى في التاريخ الإنساني وهذا ما حصل في المشرق في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد.&lt;br /&gt; ثانيها: أن عالم التجارة والمبادلات التجارية خرج من عالم الزراعة والاقتصاد الزراعي ما أدى وباطراد إلى تمكين في العلاقات الحياتية وزيادة الخبرات بين المجتمعات آنذاك. ومعلوم أن التفاعل الاجتماعي هو أساس تطور الحضارة الإنسانية. &lt;br /&gt; ثالثها: أن عالم الزراعة والاقتصاد الزراعي ثم التجارة والتبادل التجاري سوف يفسح المجال لنشوء منجز جديد يتجلّى في الحساب والعدّ الذي أدى بدوره إلى بواكير نشوء الكتابة. &lt;br /&gt; رابعها: أن عالم الزراعة ساهم وبقوة في نشوء السلطة في التاريخ ولعل هذا يتبدى واضحاً في مجال الزراعات المروية وتقنياتها والري الصناعي والسدود ما يحتم نشوء سلطة قادرة ومقتدرة لتنظيم هذا العالم الجديد بما يؤدي إلى تمكين المجتمعات الإنسانية من إدارة أمورها بشكل يتناسب مع طموحاتها. &lt;br /&gt; وفي هذا المجال يقول&amp;quot; بورهارد برينتس &amp;quot;: &lt;br /&gt; &amp;quot; إن التطور الذي أدى إلى الثورة العمرانية ونشوء المدن الأولى لم يكن ليحصل إلا نتيجة للزراعة وتطورها وتقسيم العمل في الحرفة والزراعة وظهور التجارة. وإن النمو الكبير لمردود العمل / حيث أنه في الزراعة ازداد الإنتاج خمسة أضعاف عما كان عليه في مرحلة الصيد / أدى إلى زيادة سريعة في عدد السكان، ما أدى إلى ظهور المدن الكبرى وبروز أشكال جديدة في حياة المجتمع.(1)&lt;br /&gt; خامسها: أن عالم الزراعة ونتيجة خلقه لمعالم الاستقرار الدائم خلق إيقاعاً اجتماعياً واحداً تبعاً لإيقاع الطبيعة ما انعكس في الذهنية المجتمعية وعبّر عن نفسه بظهور الأساطير الشفوية الخصيبة وأناشيدها وعوالمها الرمزية الاعتقادية والتي وثقت في العصور التاريخية عند المجتمعات كافة من سومرية وأكادية وكنعانية وعمورية وآرامية.&lt;br /&gt; وهذا شأن مهم جداً لأن قيم ومعايير ورموز الثقافة الزراعية لا سيما الكنعانية ذُكرت في التوراة بمعنى أنها ستكون حاضرة في العقل الكهنوتي التوراتي البعيد عن ذهنية المشرق. &lt;br /&gt; سادسها: لعبت الفترة الممتدة بين نهاية الألف الرابع قبل الميلاد ونهاية الألف الثالث دوراً مهماً وخاصاً في تاريخ البشرية، حيث أننا أمام ظهور سلطة الدولة التي هي نتاج المجتمع وتطوره.(2)&lt;br /&gt; وعلى كل هذا يمكننا تتبع حركة تطور التاريخ المشرقي مع منتصف الألف الرابع قبل الميلاد.&lt;br /&gt; المشرق العربي &amp;ndash; اعتباراً من 3500ق.م: &lt;br /&gt; مع حلول حوالي منتصف الألف الرابع قبل الميلاد بتنا أمام تعبير للمجتمعات المشرقية عن تطورها، بحيث أضحت مجتمعات مركبة ذات علاقات حياتية متداخلة ومعقدة فرضت وجود سلطات إدارية واجتماعية ومعتقدية كي تنظم أمورها ومجريات حياتها من الأوجه كافة.&lt;br /&gt; بحيث نلاحظ في الجناح الرافدي للمشرق نشوء مدينة أوروك وأريدو وتبة غورا، في حين نجد الجناح الشامي يشتمل على مواقع لمدينة حبوبة الكبيرة وعارودة وقناص وتل براك. أما في فلسطين والأردن فنجد مواقع: بيسان وتل المتسلم والعفولة وتل أبو زريق وتل الأساور وخربة الكرك وتل أم حماد الشرقي وتلول أبو العلايق وتل السلطان وباب الذراع وتل الفارعة الشمالي ويازور وتل الدوير، وفي لبنان جبيل . &lt;br /&gt; إن الأبحاث والدراسات الأركيولوجية أكدت تشابه النمط المعماري لمعابد المواقع الرافدية والشامية، كما أن ظهور منجز الكتابة تم بالتزامن بين المواقع الآنفة الذكر / أوروك - حبوبة الكبيرة &amp;ndash; عارودة /. &lt;br /&gt; أما الواقع الديمغرافي آنذاك فتدل الأبحاث على سيادة الأرومة السومرية وثقافتها بالإضافة إلى تواجد أكادي ولو أنه أقل تأثيراً. غير أن الباحث المدقق يلاحظ أن الثقافة السومرية في سياق حضارة المشرق كانت استمراراً للثقافة العبيدية / 4500-3500 / ق.م وقد دلت البحوث على أن الكتابة واللغة السومرية احتوت على الكثير من الكلمات المقتبسة عما قبلها، بالإضافة إلى أن الكثير من أسماء الآلهة السومرية مأخوذة من لغات الشعوب التي سكنت الرافدين قبل السومريين. &lt;br /&gt; ومع مطلع الألف الثالث ق.م فإننا سنجد أنفسنا أمام مدن ضخمة ومسورة على مدى المشرق العربي، حيث نجد مدن كيش ونيبور وتل فارا وأبو صلابيخ في الرافدين وفي الشام: تل العشارة / ترقا / تل ليلان- تل براك. وفي الأردن: باب الضهرة وفي فلسطين مجيدو وخربة الكرك وتل الفرح بالإضافة إلى جبيل في لبنان. &lt;br /&gt; ومعظم تلك المدن كانت عبارة عن دويلات مدن وكانت مدينة ماري في تل الحريري، على الفرات الأوسط تتأهب لإعلان ولادتها وفق مشروع مسبق للإنشاء كما حال مدن مشرقية كثيرة مثل حبوبة الكبيرة وتل الخويرة وإبلا. &lt;br /&gt; وباطراد مع الزمن سوف تنشأ مدن جديدة مع المضي في الألف الثالث ق.م حيث نجد ظهور مدينة أور ولاغاش وأوما وشوروباك وأدب في الرافدين، وفي الجناح الغربي ستظهر مدينة ماري وتل الخويرة مع وجود لم يكتمل بعد لإبلا وأوغاريت. والذي يبدو أنه منذ الثلث الأول للألف الثالث ولا سيما مع / 2600/ق.م، سنجد أن السلالات الحاكمة في هذه المدن كانت سومرية ما عدا كيش الرافدية وماري السورية حيث حكمتها سلالات أكادية(3).&lt;br /&gt; وأهم ما يميز هذه الفترة لجهة بحثنا هو ظهور فخار من النوع المعروف بفخار خربة الكرك نسبة إلى الموقع الكائن بالقرب من بحيرة طبرية حيث أمكن التعرف لأول مرة على هذا النوع حيث تبين أنه انتشر واسعاً في عدد كبير من مواقع بلاد الشام. وتبين الدراسات أن هذا النوع من الفخار انبثق في هذا الموقع عبر طرق التجارة الآتية من بلاد الشام سواء في سهل العمق ( الإسكندرون ) أو من حماه على نهر العاصي(4).&lt;br /&gt; مما يعطي دلالة على عمق الصلات بين المواقع المشرقية آنذاك.&lt;br /&gt; ويشير الباحث &amp;quot; أبو عساف &amp;quot; إلى أن العلاقات بين مدن المشرق في الفترة بين/2800-2350/ق.م كانت وطيدة فيما يلاحظ أحد الباحثين الغربيين أن المبادلات الثقافية في الألف الثالث قبل الميلاد بين مدن المشرق العربي كانت أغزر وأقوى مما كان من الممكن تصوره حتى الآن. &lt;br /&gt; مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ومنذ الثلث الأول للألف الثالث نلاحظ أن الفاعلية العمورية آخذة بالتصاعد التدريجي حيث أنها ومع حلول الألف الثاني ق.م سوف تستطيع تأسيس ممالك عمورية كنعانية على مدى الشرق العربي. &lt;br /&gt; ولعل دراسة حركة الاجتماع البشري آنذاك تدل بشكل قاطع على أن خاصية التمازج والتفاعل الاجتماعي والديمغرافي كانت في أوجها وتعبر بشكل عفوي وطبيعي نحو إعطاء الشخصية المشرقية خصائصها المجتمعية. &lt;br /&gt; ومع منتصف الألف الثالث سوف نلاحظ أن منعطفاً في حركة التاريخ في المشرق يأخذ اتساعه عبر وجود وعي مديني فقط وبغياب أي وعي اتحادي بين المدن المشرقية. كما أن توسع مصالح المدن وطبيعة البيئة المعتمدة على الري والأقنية حتم حصول صراعات حدودية بين المدن آنذاك ولا سيما مدن الرافدين وعلى هذا سنجد أن مدن الرافدين عانت من الصراعات فيما بينها وكانت أغلب هذه الصراعات صراعات مصلحية حاول أن يحسمها( لوجال زاجيزي)حاكم مدينة أورا الرافدية بحيث وصل بقواته إلى ساحل المتوسط مع منتصف الألف الثالث ق.م.&lt;br /&gt; ثم ومع/ 2340 /ق.م سوف تعبّر الفاعلية الأكادية عن نفسها في ظهور (شاروكين الأكادي) ابن مدينة كيش الأكادية والذي استطاع أن يرث امبراطورية زاجيزي بالقوة ويحاول أن يسيطر على كامل المشرق العربي آنذاك. &lt;br /&gt; الجدير بالذكر هنا، هو أن معظم بل جلّ هذه الصراعات لم تكن صراعات إثنية على قاعدة سومري &amp;ndash; أكادي بل كانت صراعات مصلحية بالدرجة الأولى وهذا موثق في أن لوجال زاجيزي هو أكادي يحكم مدينة سومرية ومن قضى عليه كان أكادياًً هو شاروكين الذي استطاع معبّراً عن الفاعلية الأكادية المتصاعدة من أن يشكل استمرارية حضارية للمشرق بروح جديدة وعقلية جديدة مستندة على ما سبق. &lt;br /&gt; ولعل هذه الفاعلية الأكادية أدت إلى اصطباغ المشرق العربي برمته بالطابع الحضاري والثقافي الأكادي. والذي استمر حتى الألف الثاني والأول قبل الميلاد وبقيت تأثيراته حتى أيامنا هذه والمنحى اللغوي يمكن أن يوثق ذلك (5).&lt;br /&gt; يقول الدكتور&amp;quot; فيصل عبد الله &amp;quot;:&lt;br /&gt; &amp;quot; إن الطابع الحضاري الأكادي الذي تلون بألوان مدن ذلك العصر وعلى رأسها حلب وبابل وماري وجبيل ما يزال قائماً وسائداً حتى يومنا هذا وسيبقى لأنه عميق الجذور ومتين الأصول.(6)&lt;br /&gt; وانتهت الفاعلية الأكادية في حوالي 2160ق.م على يد الغوتيين القادمين من جبال إيران. &lt;br /&gt; لعل اسم الملك لوغال/ لوجال زاجيزي يعطي انطباعاً على أنه سومري، لكن الوثائق المسمارية تشير إلى أن اسم أبيه بوبو BUBU وهو اسم أكادي بما يعني أن اسم الملك زاجيزي سومري غير أنه أكادي الهوية. &lt;br /&gt; وربما هذا يعطي دلالة على مبلغ التمازج والتفاعل السومري &amp;ndash; الأكادي.&lt;br /&gt; انظر- عيد مرعي &amp;ndash; تاريخ الرافدين &amp;ndash; دار الأبجدية &amp;ndash; دمشق 1991 ص 38.&lt;br /&gt; وأهم ما يمكن رصده من نتائج صعود نجم الفاعلية الأكادية هو: &lt;br /&gt; انتشار اللغة الأكادية وكتابتها على مدى المشرق العربي بحيث أن اللغة الأكادية أصبحت لغة عالمية في الألف الثاني قبل الميلاد وكتب الملوك بها مراسلاتهم. &lt;br /&gt; واستمرت هذه اللغة حتى انتشار اللغة الآرامية في القرن الخامس قبل الميلاد. &lt;br /&gt; الجدير ذكره هو أن الفترة الممتدة بين /2300-2000 /ق.م في فلسطين والأردن أعطت دلائل كثيرة على وجود مدافن غزيرة لكنه في المقابل لم يعثر على مواقع سكنية تتناسب مع غزارة المدافن. وغالباً ما عثر على مواقع سكنية هي عبارة عن قرى زراعية صغيرة أو معسكرات(7).&lt;br /&gt; ويبدو أن هذه الفترة من أواخر الألف الثالث كانت تشهد تحولاً جذرياً في النواحي السياسية والدينية والمعمارية والتجارية ليس في فلسطين فقط وإنما في أنحاء مختلفة من المشرق العربي. &lt;br /&gt; إن هذا يعبر عن انزياح جماعات قبلية جديدة إلى المشرق ربما يشكل العموريون أساسها وهم الذين سوف تتبلور فاعليتهم الديمغرافية والسياسية مع مطالع الألف الثاني قبل الميلاد حيث سنشهد انتهاء الفاعلية السومرية المتأخرة في أور الرافدية نتيجة الهجوم العيلامي أولاً وبنتيجة بدء تبلور الوجود العموري في الرافدين ما أدى إلى انتهاء فاعلية أور في نهاية الألف الثالث قبل الميلاد ونتيجة لذلك لم يعد ثمة دولة قوية في المشرق العربي بحلول /2008 /ق.م وهذا ما أدى إلى تمكن السلالات العمورية الكنعانية من انتشار مدنها أو السيطرة على الحدود القائمة في المشرق العربي اعتباراً من مطالع الألف الثاني قبل الميلاد . &lt;br /&gt; مع ملاحظة أن مدينة أور قد انتهت فاعليتها في هذه الفترة، لذا فمن غير المعقول أنه بعد مئة سنة من هذا الزمن سينطلق ابراهيم الخليل منها حسب المرويات التوراتية لينطلق نحو &amp;quot; أرض الميعاد &amp;quot;.&lt;br /&gt; وهذا ما سنبحثه في الفصول اللاحقة.&lt;/p&gt; &lt;p&gt;المشرق العربي في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد: &lt;br /&gt; شهد المشرق العربي في هذه الفترة نشوء ممالك دول عمورية كنعانية وذلك في بابل وآشور وماري وكركميش ويمحاض وقطنة وجبيل ودان وحاصور ومجدو وإسين ولارسا وإشنونا وإبلا. &lt;br /&gt; ويلاحظ في هذه الفترة أن مدن فلسطين نشطت من جديد وانتشرت حيث أصبحت جزءاً من النسيج الحضاري المشرقي وتفاعلاته، حيث أشارت الوثائق المصرية العائدة للألف الثاني على أن هناك عشرات من دويلات المدن الكنعانية مثل حاصور وعسقلان وشكيم والقدس. &lt;br /&gt; ويشير&amp;quot; د. معاوية ابراهيم &amp;quot; إلى علاقات سياسية متطورة وتجارية كذلك مع مدن المشرق العربي وبشكل خاص مع مصر وعمق بلاد الشام (8).&lt;br /&gt; ويضيف الباحث بأنه في هذه المرحلة بدأنا نشعر بأن المصادر المكتوبة عامة والمصرية خاصة أصبحت تسهم لأول مرة في كتابة تاريخ فلسطين وتاريخ بقية أجزاء بلاد الشام الجنوبية. علماً بأن المصادر المكتوبة انتشرت في مصر وبلاد الرافدين وشمالي سورية منذ بداية الألف الثالث ق.م ولم تكن هذه المصادر لتؤدي دوراً مباشراً في جنوبي بلاد الشام أو تعطينا معلومات عن هذه المنطقة إلا بعد ما يقل عن ألف سنة. &lt;br /&gt; ونحن نعتقد أن هذا الغياب المعرفي في الوثائق المشرقية والمصرية خلال الألف الثالث كان يحكمه الواقع المفترض في فلسطين آنذاك سواء لجهة الوسط المناخي أو لجهة المنظومة التي تحكمت في غياب المدن آنذاك واقتصار التواجد السكاني على مجموعات قبلية مرتحلة ربما شكّل العموريون معظمها في أثناء جولانهم عبر مناطق الشرق العربي وربما شمال الجزيرة العربية.&lt;br /&gt; ولعل قراءة الوثائق المصرية في تلك الفترة تعطينا فكرة مهمة عن الحياة في فلسطين في الألف الثاني قبل الميلاد، فالمصريون حسب الوثائق سعوا لاستغلال مناجم النحاس في سيناء وجنوبي فلسطين، كما أن قصة &amp;quot; سنوحي &amp;quot; زودتنا بمعلومات مهمة عن الحياة اليومية والمحاصيل الزراعية في عمق فلسطين مثل إنتاج القمح والشعير والزيتون وأنواع مختلفة من الفواكه، وحقول الكرمة والتين الكثيرة. وتشير إلى أن طعام السكان يتضمن اللحوم والعسل ومنتجات الألبان. كما ذكرت في هذه الوثائق معلومات عن أسماء الآلهة في فلسطين كالإله حدد والإله آنو وشماش إله الشمس والإله بعل والآلهة بعلة ما يعطي دلالة واضحة على أن سكان فلسطين في الألف الثاني قبل الميلاد كانوا ينتمون إلى النسيج الاجتماعي للمشرق العربي بكافة أوجهه الدينية والديمغرافية والاقتصادية والتجارية.&lt;br /&gt; وتلحظ الباحثة البريطانية &amp;quot; كاتلين كينيون &amp;quot; أنه في هذه الفترة شهدت المواقع الفلسطينية ظهور خناجر بكتف عريض ونصلة محززة وفؤوس يتخللها فتحة للمقبض وكذلك رؤوس السهام بمقبض مثقوب، ومثل هذه الأدوات كانت معروفة في عدد من المواقع شمال سورية وخاصة في الساحل السوري مثل رأس شمرا وجبيل وإبلا وغيرها. وتعتقد الباحثة بناء على هذا على أن ثمة جماعات بشرية دخلت فلسطين من الشمال وتعتقد أن هذه الجماعات كانت وراء إعادة إعمار المدن وإدخال صناعات فخارية ومعدنية / برونزية / جديدة في فلسطين وقد دعمت رأيها هذا بمكتشفات تعبّر عن وحدة حضارية لشمالي سورية وجنوبها في هذه الفترة مع أن مثل هذا الترابط كان قائماً منذ العصر الحجري الأخير(9).&lt;br /&gt; وتشهد فلسطين في هذه الفترة تطوراً ملحوظاً في عديد المدن المحصنة التي قامت على أنقاض مدن من العصور السالفة. &lt;br /&gt; ولعل موقع مدينة حاصور / تل القدح / يعبّر بقوة عن طبيعة هذه المدن حيث أنها أوسعها وأقواها / 700/ دونم. ولدى دراسة تحصينات هذا الموقع تبين أنه مسوّر وله بوابات ضخمة لها مدخلان أو ثلاثة مداخل متتابعة وينتصب على جوانبها الداخلية لوحات جدارية حجرية.&lt;br /&gt; وقد أكدت الأبحاث أن هذه التحصينات انتشرت في مدن المشرق العربي كافة من كركميش إلى رأس الشمرة وتل عطشانة وتل مرديخ /إبلا/.&lt;br /&gt; كما كشف عن مثل هذه الشخصيات في موقع تل القاضي شمال بحيرة طبرية وتل بلاطة بالقرب من نابلس وكذلك في تل بيت مرسيم وتل الدوير وتل أبو شوشة وتل الفارعة الجنوبي وتل العجول بالقرب من غزة وتل عين السلطان / أريحا/ وتل دير علا في غور الأردن. &lt;br /&gt; وتبين نتيجة الكشوفات أن وجود عدد كبير من مواقع هذه الفترة تمتد على طول الساحل الفلسطيني ابتداءً من حيفا في الشمال وحتى غزة جنوباً. &lt;br /&gt; ويبدو أن كل مجموعة من هذه المواقع كانت تتبع أحد المراكز المحصنة الكبيرة لتمثل بمجموعها دويلات مدن أو مراكز سياسية، وقد قدمت وثائق ماري العائدة للقرن الثامن عشر قبل الميلاد معلومات عن علاقات اقتصادية متينة مع موقع حاصور في فلسطين، حيث كانت حاصور تصدر القصدير الذي يشكل عنصراً هاماً في صناعة البرونز( 10).&lt;br /&gt; لقد شكلت حاصور مدينة على مستوى حضاري واحد مع مثيلاتها ومعاصراتها في المشرق العربي كبابل وماري وقطنا وكركميش وإبلا وغيرها وكانت جزءاً من دورة حياة المشرق العربي آنذاك. رغم امتلاكها لعلاقات جيدة مع مصر.&lt;br /&gt; وبالعودة إلى مدن الرافدين وشمال سورية فإن ما نلاحظه خلال النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد هو أن هذه الفترة تزخر بالوثائق الكتابية / رقم مسمارية / سواء في بابل أو ماري أو إبلا وشوباط أنليل ونوزي الخ...&lt;br /&gt; ولكن الذي يجدر ذكره هنا هو الغياب التام في هذه الوثائق عن ذكر ابراهيم الخليل التوراتي وانتقاله إلى فلسطين وصراعه مع ملوك إلى ما هنالك.. ما يعطي انطباعاً عن حصول اختلاق لقصة هذا الرجل وأوهام انتقاله إلى فلسطين، بالإضافة إلى أن المدينة التي جاء في التوراة أنه انطلق منها وهي أور الرافدية كانت قد غابت في مدارج النسيان منذ أن دمرها العيلاميون في حدود/2800/ ق.م. &lt;br /&gt; الجدير ذكره هنا هو أنه في عام /1770 /ق.م سيطر الهكسوس على مصر وقد تبين أن حكامهم كانوا يحملون أسماء عمورية وقد حكموا مصر وسورية وفلسطين من عاصمتهم التي أسسوها على دلتا النيل / تانيس /. &lt;br /&gt; والذي يبدو بأن فترة حكم الهكسوس شهدت ازدهار المدن في فلسطين حيث أظهرت الكشوفات الأثرية تحصينات ضخمة في تل دان ( لايش ) وتل وقاص ( حاصور ) وأريحا وتل المتسلم / مجيدو / وتعنك وتل دوثان وتل بلاطة / شكيم/ وبتين والقدس وخربة الطبيقة / بيت زور/ وتل الرميلة / بيت شمش / وجيزر /أبو شوشة / وتل الدوير / لا خيش / وتل بيت مرسم وتل الجريشة ويافا وعسقلان وتل النجيلة وتل العجول وتل الفارعة الجنوبي / شاروحين/ وتل الميشاش وتل الملح. وقد لعبت هذه المدن دوراً مهماً في فترة حكم الهكسوس لفلسطين وكانت حاصور في أقصى فاعليتها التاريخية (11).&lt;br /&gt; وتشير الدراسات إلى أن اسم ( أمورو ) قد تطور في هذه الفترة من تسمية جغرافية عامة لسورية وفلسطين إلى تسمية للمنطقة الجنوبية من سورية وفلسطين. &lt;br /&gt; أما عن فاعلية الهكسوس فقد تم إنهاؤها في حوالي/ 1567/ ق.م وبقيت المدن الكنعانية تحت تأثير الفاعلية المصرية وقد تميزت الفترة بين / 1550-1200/ ق.م بانتعاش التجارة الدولية والتبادل التجاري.&lt;/p&gt; &lt;p&gt;الوضع السياسي في المشرق العربي منذ 1800 وحتى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد: &lt;br /&gt; شكّلت مدينة ماري على الفرات الأوسط مركزاً مهماً في هذه الفترة حيث شكلت صلة الوصل بين جناحي المشرق العربي. كما أبانت وثائقها العائدة لتلك الفترة عن علاقاتها التجارية الواسعة مع منطقة الخليج العربي وفلسطين والأردن. &lt;br /&gt; بالإضافة إلى ماري كانت آشور في قمة فاعليتها التاريخية بحيث استطاعت أن تسيطر على ماري لفترة من الفترات. كما أن بابل لمع نجمها مع اعتلاء حمورابي سدة حكمها /1792-1750 /ق.م وهو الذي أنهى فاعلية ماري بشكل نهائي. كذلك نجد قطنا/ تل المشرفة في سورية قرب حمص/ ويمحاض مملكة حلب التي كان لها أوثق العلاقات مع ماري بالإضافة إلى إبلا.&lt;br /&gt; ومع سقوط ماري انتقلت الفاعلية التاريخية إلى ترقا وإيمار وكركميش وتوتول وقطنة وأوغاريت وإبلا وآلالاخ. ويلاحظ أنه مع عوامل تمدد الفاعلية الحثية مع بداية القرن السادس عشر قبل الميلاد مضافاً إليها ضعف المدن المشرقية ولا سيما ممالك سورية الشمالية، كل ذلك أدى إلى توغل الحثيين في سورية في القرن الرابع عشر قبل الميلاد بحيث أن غياب المدن في منطقة الفرات الأوسط سهّل هذا التوغل.&lt;br /&gt; مع الإشارة أنه في القرن 16 قبل الميلاد تكونت في أعالي الخابور مملكة سورية جديدة حكامها من أصل حوري/ ميتاني رغم أن أغلبية السكان كانوا من أصل عموري.&lt;br /&gt; ومع النصف الأول للقرن 15 ق.م امتد نفوذ مصر نحو شمالي سورية لا سيما بعد الحملات العسكرية التي خاضها الفرعون تحوتمس الثالث/ 1479-1426/ ق.م حيث سيطر على جميع مناطق بلاد الشام تقريباً.&lt;br /&gt; وقد استطاع هذا الفرعون إخضاع المدن من مجدو وقطنا ودمشق وحلب وجبيل وبقية الساحل المشرقي بما فيه مدن الساحل الفلسطيني. &lt;br /&gt; وقد أدى الاحتكاك بين النفوذ المصري في بلاد الشام مع النفوذ الحثي إلى خلق صراع مصالح ونفوذ بين الطرفين على بلاد الشام وهو ما قاد في النهاية إلى مواجهة عسكرية بينهما في معركة قادش عام /1286/ ق.م بحيث لم تحسم نتيجة المعركة لطرف على آخر، ما أدى إلى توقيعهما اتفاق سلام بحيث تقاسمت الدولتان النفوذ على بلاد الشام وتم في ذلك أن المناطق الواقعة شمال الخط الممتد بين جبيل على البحر المتوسط وحتى الفرات غرباً أصبحت تتبع الفاعلية الحثية في حين أن المناطق الواقعة جنوب هذا الخط تتبع الفاعلية المصرية. &lt;br /&gt; والجدير ذكره هنا هو أن البنية الديمغرافية للمشرق العربي اشتملت آنذاك على مزيج عموري كنعاني بابلي وآشوري وحوري مع طلائع الآراميين الذي أخذ تواجدهم بالازدياد تدريجياً مع ملاحظة صعود فاعلية آشور الجديدة في الجناح الشرقي للمشرق. &lt;br /&gt; ووسط كل هذا كان على بلاد الشام ومصر والحثيين أن يتهيأوا لهجوم شعوب البحر الذي سوف يدمر مدن الساحل السوري الكنعانية بالإضافة إلى حاتوشا عاصمة الحثيين وكركميش وأوغاريت. وهنا سوف يكون على بلاد كنعان الجنوبية / فلسطين / أن تتهيأ لاستقبال جماعات مرتحلة بدوية هم العبرانيون حيث سيدخل المشرق العربي حينها في أتون صراع بين ذهنيته وخصائصه الحضارية المنفتحة القائمة على خاصية التفاعل والتمازج وذهنية الجماعات المرتحلة التي سعت إلى ممانعة ومعاكسة التفاعل والتمازج بإيحاء من شيوخ القبائل ورجال الكهنوت العبراني. &lt;br /&gt; وهذا ما سنناقشه في الفصل التالي.&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;استنتاجات حول العصور التاريخية في المشرق العربي3500-1250ق.م :&lt;/p&gt; &lt;p&gt;نستطيع مما سلف أن نستنتج عدة أفكار تُعنى بجهة بحثنا: &lt;br /&gt; أولها: أن التواصلية الحضارية في المشرق العربي استمرت منذ العصر الحجري الحديث وصولاً إلى فجر التاريخ. بحيث شهدنا ولادة المدن الأولى في الجناح الرافدي والشامي منذ منتصف الألف الرابع ثم تبع ذلك ابتكار منجز الكتابة مع نهاية الألف الرابع. مع ملاحظة أن الثقل الحضاري في النصف الأول من الألف الثالث كان يتجه للجناح الرافدي تبعاً لإشراطات التطور في الفترات السابقة ولكن واعتباراً من الثلث الثاني من الألف الثالث نلاحظ تزامناً وتفاعلاً بين مواقع كلا الجناحين حسمها في نهاية الأمر الفعل الديمغرافي العموري بحيث أننا مع بداية الألف الثانية أصبحنا أمام ممالك دول عمورية كنعانية على مدى المشرق. &lt;br /&gt; أما بالنسبة لفلسطين في الألف الثالث قبل الميلاد فيبدو أنه ولأسباب مناخية لم تشهد المواقع هنا فاعليتها، وكان علينا الانتظار حتى مطالع الألف الثاني لتنهض مدن الجنوب المشرقي وتفعل فعلها الحضاري إلى جانب مدن المشرق الأخرى. &lt;br /&gt; ثانيها: أن موقع فلسطين شكّل بوابة مصر للعلاقات المصرية &amp;ndash; المشرقية، لهذا نجد أن العلاقات المصرية &amp;ndash; الكنعانية الجنوبية كانت متينة وفي بعض الحالات كانت علاقات سيطرة مصرية عليها حين يضعف العمق المشرقي. &lt;br /&gt; ودليل ذلك أن علاقات مصر مع جبيل لم تكن علاقات سيطرة مباشرة ودائمة إلا حين يضعف العمق المشرقي في دعم جبيل. وهذا يكمن في صراع المصالح ببعده الأساسي. &lt;br /&gt; ثالثها: لاحظنا في الألف الثاني قبل الميلاد أن التواصلية الحضارية السكانية في فلسطين كانت تتبع البنية الديمغرافية المشرقية وكان الأساس العموري الكنعاني هو الطاغي على النسيج الاجتماعي. &lt;br /&gt; رابعها: أن الوثائق المسمارية المشرقية لم تأت على ذكر ابراهيم الخليل التوراتي ورواية خروجه من أور/ التي كانت مدمرة / رغم أن تلك الوثائق لم تترك شاردة أو واردة إلا وذكرتها. &lt;br /&gt; وهنا تستوقفنا رواية الآباء التوراتيين الواردة في التوراة والتي يبدو أن لا أساس تاريخي لها ولا ذكر لها في الوثائق المشرقية، عنيتُ إبراهيم-إسحق &amp;ndash; يعقوب. &lt;br /&gt; &amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&lt;br /&gt; ثبت المراجع والهوامش:&lt;br /&gt; 1 - بورهارد برنيتس &amp;ndash; مرجع سابق.&lt;br /&gt; 2 - المرجع السابق.&lt;br /&gt; 3 -علي أبو عساف &amp;ndash; آثار الممالك القديمة في سورية &amp;ndash; وزارة الثقافة &amp;ndash; دمشق1988.&lt;br /&gt; 4 - معاوية ابراهيم &amp;ndash; من كتاب الوحدة الحضارية &amp;ndash; مرجع سابق. &lt;br /&gt; 5 - يشير الدكتور عيد مرعي إلى علاقة اللغة العربية باللغة الأكادية فيقول: إن جذور اللغة العربية موجودة في اللغة الأكادية، وقد أظهرت الأبحاث اللغوية أن معظم التراكيب اللغوية والقواعدية ومصادر الأفعال وجذورها وتعاريف الأسماء والصفات الأكادية تشبه ما هو موجود في اللغة العربية. &lt;br /&gt; انظر عيد مرعي - إبلا- دار الأبجدية -1991.&lt;br /&gt; وكذلك مؤلف الدكتور محمد بهجت قبيسي &amp;quot; فقه اللهجات العربيات &amp;quot; دار شمأل. دمشق 1999.&lt;br /&gt; ومؤلف الدكتور فيصل عبد الله &amp;quot; مقدمة في علم الأكاديات &amp;quot; دار الأبجدية &amp;ndash;دمشق1990. &lt;br /&gt; 6 - فيصل عبد الله- الحوليات الأثرية السورية &amp;ndash; مجلد43.&lt;br /&gt; 7 - معاوية ابراهيم &amp;ndash; من كتاب الوحدة الحضارية &amp;ndash; مرجع سابق. &lt;br /&gt; 8-9-10- المرجع السابق.&lt;br /&gt; 11- حمدان طه &amp;ndash; المرجع السابق.&lt;br /&gt; مراجع البحث الأخرى:&lt;br /&gt; - قاسم طوير- أضواء جديدة على تاريخ بلاد الشام &amp;ndash; مجموعة باحثين &amp;ndash; دمشق 1989 &amp;ndash; دار عكرمة. &lt;br /&gt; - حرب فرزات &amp;ndash; عيد مرعي &amp;ndash; دول وحضارات في المشرق العربي القديم- دار طلاس &amp;ndash; دمشق1993.&lt;br /&gt; - SYRIA,TERRE DE CIVILISION.QUEBEC.2001&lt;br /&gt; غولايف &amp;ndash; المدن الأولى &amp;ndash; دار التقدم &amp;ndash; موسكو &amp;ndash;1989&amp;ndash;ت: &lt;br /&gt; طارق معصراني&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&lt;br /&gt; &lt;br /&gt; &amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&lt;br /&gt; الفصل الثالث&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;طروء العبرانيين على بلاد كنعان الجنوبية 1250ق.م:&lt;/p&gt; &lt;p&gt;في حوالي/ 1250/ق.م بدأت القبائل العبرانية بالتغلغل إلى أطراف بلاد كنعان الجنوبية، وكانت هذه القبائل في حالة أولية من الثقافة بحيث كانت تمثل الحالة الرعوية البدائية ذات التنظيم القبلي، في مواجهة حضارة كنعانية متجذرة عبر آلاف السنين وتعبّر عن نفسها بالمدن الضخمة والمسورة والنظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ويواكب كل ذلك جملة من التطورات في مجال الحياة الذهنية والاعتقادية والثقافية والروحية. &lt;br /&gt; يقول المؤرخ الفرنسي &amp;quot; جان بوتيرو &amp;quot;: &lt;br /&gt; &amp;quot; حين مجيء اليهود إلى فلسطين، كانت هذه البلاد مسكونة من قبل الكنعانيين، حيث يعود استقرارهم إلى قديم الزمن. وقد أخذ اليهود كل شيء عن الكنعانيين بما في ذلك لغتهم. فالحياة البدوية أو نصف البدوية /التي كانت عليها المجموعات العبرانية / عبارة عن ثقافة وليست حضارة، إنها أسلوب في الحياة بدائي وقاس. سمته التقشف الذي لا يؤدي إلى أي نوع من التهذيب في أي مجال. &lt;br /&gt; هكذا كان الإسرائيليون، يعيشون حياة البداوة منطوين على أنفسهم، لا يعرفون أكثر من حياتهم اليومية المتمركزة حول ماشيتهم وخلافاتهم مع بدو آخرين أو مع حضر يمتلكون أموالاً نافعة.&lt;br /&gt; أما مستواهم الفكري والثقافي فزهيد جداً يقوم على ما ترويه التقاليد الشفوية عن جذورهم وعن هذا الرباط الوثيق مع يهوه الذين كانوا ينظرون إليه على الأرجح كنوع من شيخ فوق طبيعي لعشيرتهم. &lt;br /&gt; أما الكنعانيون الذين استقروا في فلسطين منذ منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، فكانوا يعيشون منذ زمن طويل حياة متحضرة بالمعنى الصحيح للكلمة، حياة رخاء وانفتاح، وكان لديهم تنظيمات اجتماعية وسياسية وكانت عاداتهم مهذبة ومتمدنة، كانت سمات حضارة حقيقية. فقد كانوا يبدعون في إنتاج ما لم يكن لهم به منفعة مباشرة وبالإجمال لقد عكسوا فكر وفلسفة ذلك الزمن &amp;quot; (1).&lt;br /&gt; إذن نحن وفق هذا أمام قيم ومعايير ورموز لثقافة رعوية تجاه منظومة حضارية كنعانية، وتبعاً لذلك فإن حركة التاريخ في المشرق العربي توضح أن التفاعل الاجتماعي &amp;ndash; التاريخي وكذلك التمازج الديمغرافي كانا سمتين أساسيتين في خصائص حضارة هذا المشرق. &lt;br /&gt; وكنا أوضحنا سابقاً معالم الامتزاج بين أرومات مختلفة وليس آخرها الآراميون الذين كانوا وقت طروء العبرانيين يتمازجون مع المجتمع المشرقي. &lt;br /&gt; ولكن وفي المقابل يبدو أن شيوخ العشائر العبرانية كانوا يسعون لمنع حصول هذا التفاعل خشية ذوبان وضياع العبرانيين في المرجل الحضاري الديمغرافي المشرقي الإنساني. لذا نجد أنهم حاولوا فرض ثقافتهم وأفكارهم الانعزالية على المجموع العبراني والذي يبدو أن وعي هذه المؤسسة بشقيها الاجتماعي والديني / أقصد شيوخ القبائل والكهنة / للتفاوت الكبير بين حضارة الكنعانيين وثقافة العبرانيين الضحلة هو الذي دفعهم إلى الارتكاس والنكوص وإحساسهم بدونيتهم في المستوى النفسي الجمعي مما خلق حالة تعويضية في هذا المستوى، تجلت في السلبية والانعزال والعدوانية لا بل ومحاولات تدوين أخبارهم وتواجدهم / فيما بعد وأثناء السبي البابلي/ بشكل مبالغ فيه ومضخم كتعويض في المستوى النفسي الجمعي. &lt;br /&gt; وفوق كل ذلك هو مبلغ الانتحالات والسرقات التي استلبها كتّاب التوراة من تراث المشرق العربي الرافدي والكنعاني في كافة أبعاده الذهنية والحضارية لا بل وتشويه ما أمكن تشويهه كي يلائم النوازع النفسية السلبية عند أحبار المؤسسة الكهنوتية وقادة المجموع العبراني.&lt;br /&gt; يقول جان بويترو في كتابه &amp;quot; بابل والكتاب المقدس &amp;quot;: &lt;br /&gt; &amp;quot; إن التماثل الأساسي للتوراة وتبعيته ( للتراث المشرقي ) أمران لا يناقشان. لكن الأمر الذي لا يقلّ وضوحاً هو أن مؤلفيه لم ينقلوا إلى لغتهم النصوص أو المعطيات البابلية كلياً وآلياً، بل فهموها وأعادوا صياغتها وتكييفها مع منظومتهم الدينية الخاصة، الأحادية، الحصرية &amp;quot; (2).&lt;br /&gt; وعلى كل هذا فإننا سننتظر زمناً أكثر من ستة قرون حتى يُسبى العبرانيون هؤلاء إلى بابل وهناك سوف يسعى أحبارهم إلى كتابة توراتهم ولا سيما في أسفاره الخمسة الأولى / التكوين &amp;ndash; الخروج &amp;ndash; اللاديين &amp;ndash; العدد &amp;ndash; التثنية / حيث سيخطون مرويات وحكايات هوامية حول أصولهم التي تعود إلى الرافدين في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، وسيقسمون البشرية إلى عناصر ويخلقون إلهاً يماثل ما يعتلج في خافيتهم الجمعية / يهوه/ ويمنحونه حق منحهم استعلاء على البشر ويعدهم بأرض موعودة في فلسطين.. وكل هذا يندغم مع انتحالهم للتراث الرافدي الكنعاني الإنساني وعنصرته تبعاً لنوازعهم النفسية السلبية. &lt;br /&gt; فإذا كان التوراة قد ذكر أن العبرانيين قدموا إلى بلاد كنعان من مصر عبر سيناء، فإن المعطيات الآثارية والوثائقية المصرية لم تذكر هجرة أو ملاحقة لشعب ما عبر صحراء سيناء. &lt;br /&gt; بالإضافة إلى ذلك فإن اكتشاف مقابر الفراعنة في وادي الملوك في مصر ومن بينها قبر الفرعون مرنبتاح /1236-1223/ ق.م والذي ينبغي أن تكون هجرة العبرانيين قد تمت في عهده إلى بلاد كنعان، حيث ورد في التوراة أن هذا الفرعون لحق موسى التوراتي ورجاله ثم أطبقت عليه مياه البحر الأحمر كمعجزة من موسى النبي التوراتي! ولقي حتفه غرقاً! فقد تبين نتيجة معالجة جثة هذا الفرعون أنه مات ميتة طبيعية ولم يقض غرقاً. &lt;br /&gt; وفوق ذلك.. فليس لدى الباحثين والآثاريين أي دليل أثري عن وجود قبائل عبرت صحراء سيناء نحو بلاد كنعان. &lt;br /&gt; لهذا نحن نرجح أن هذه القبائل ومع نهاية الألف الثاني قبل الميلاد كانت تجول في بوادي وقفار شمال الجزيرة العربية نحو جنوب بلاد كنعان وحيث أنها جُذبت بمعالم الحضارة الكنعانية في فلسطين فقد بدأ تغلغلها السلمي وبشكل غير نظامي. وتشير المعطيات التاريخية إلى أن عددهم لم يزد عن ثلاثة آلاف شخص. &lt;br /&gt; يقول &amp;quot; ول ديورانت &amp;quot;: &lt;br /&gt; &amp;quot; كان اليهود في ظهورهم على مسرح التاريخ بدواً رحلاً، يخافون شياطين الهواء ويعبدون الصخور والماشية وأرواح الكهوف والجبال.. ولم يمكثوا في فلسطين فترة وجيزة &amp;quot; (3).&lt;br /&gt; ويجمع الباحثون على أن مكوث هذه القبائل في بلاد كنعان لم يتوضح إلا في الفترة بين /1040-932 /ق.م حيث تجمعوا في قرى فقيرة وبسيطة بدليل أن لا آثار مادية أو كتابية تدل على وجود حضاري فاعل يعبّر عن نفسه في إنشاء المدن، أو لقى وآثار تدل على حضور فاعل ومستقر. &lt;br /&gt; كما أن المعطيات الآثارية في فلسطين لم تدل على حصول هجرة منظمة لشعب ما إلى بلاد كنعان حيث أن التواصلية والاستمرارية متوفرة بين العصور / البرونزي الأخير والحديدي / وليس ثمة انقطاع. &lt;br /&gt; يقول&amp;quot; توماس طومسون &amp;quot;: &lt;br /&gt; &amp;quot; لقد كان ظاهراً على الدوام مذ أقرّ الآثاريون لأول مرة بالصفة المحلية / الأصلية/ للحضارة المادية لجنوب المشرق، إذا كان ثمة إسرائيل ما، دخل فلسطين من الخارج، فليس لدينا أي دليل على ذلك في السجل الآثاري. ولكن بالطبع إذا كان مثل هذا الشعب على الدوام جزءاً من سكان هذه المنطقة فإننا بالقدر نفسه، نفتقر إلى الدليل على ذلك &amp;quot; (4).&lt;br /&gt; ويضيف الباحث:&lt;br /&gt; &amp;quot; إن الشيء الحاسم لفهم تاريخ فلسطين وللعلاقة بين التوراة والآثاريات، هو الانتقال من العصر البرونزي المتأخر إلى بدايات العصر الحديدي. فبسبب كرونولوجيا الكتاب، تم تحديد هذه الفترة بأنها خالقة بشكل خاص للهوية الإسرائيلية ومع ذلك عندما يستقصي المرء تاريخ فلسطين بشكل مستقل عن الرواية الكتابية / التوراتية/ للماضي، فإن هذه الفترة تشي بدليل واهٍ عن نشوء إسرائيل الكتابية &amp;quot; (5 ).&lt;br /&gt; إذن نلاحظ مما تقدم أن الأدلة الأثرية تدحض: &lt;br /&gt;  هجرة العبرانيين من مصر إلى بلاد كنعان وبالتالي انعدام الدليل على وجود عبراني في مصر. &lt;br /&gt;  أن العبرانيين كانوا عبارة عن بداة مرتحلين بأعداد ضئيلة طرأوا على بلاد كنعان بشكل انتقالات غير منتظمة ودون عبور لسيناء وتوهان فيها لمدة أربعين عاماً. &lt;br /&gt;  أن دخولهم إلى أرض كنعان كان دخولاً سلمياً لا كما ورد في سفر يشوع بالتوراة ونحن نعتقد أن هذا الانتقال كان بحثاً عن المراعي والكلأ لمواشيهم وليس له أي خلفية وجودية أو سياسية.&lt;br /&gt; يقول الباحث &amp;quot; جوزيف كالووي &amp;quot;: &lt;br /&gt; &amp;quot; بعد استعراض جميع الوثائق الأركيولوجية من المواقع الفلسطينية التي ذكرها سفر يشوع، لا أظن بأننا نستطيع القول على أن الغزاة الإسرائيليين قد سيطروا على المناطق الهضبية والجليل بعد معارك عسكرية خاطفة.. وأن الشواهد الأثرية غير مقنعة وتتعارض في معظمها مع المرويات التوراتية إلى درجة لا يستطيع معها أنصار نظرية الفتح العسكري إقناعنا بها إلا بواسطة الإيمان الأعمى &amp;quot;(6).&lt;br /&gt; وتشير الأبحاث الأركيولوجية على أن دخول العبرانيين إلى بلاد كنعان أدى بهم إلى استطيان مناطق الهضاب المركزية في فلسطين والتي كانت شبه خالية منذ منتصف الألف الثاني قبل الميلاد. ويحدد&amp;quot; ألبرت ألت &amp;quot; أن هذه المناطق تقع في الهضاب البعيدة عن المدن الكنعانية المهمة في الجليل ووادي يزرعيل وسهل شقلح وفيليسطيا. ويؤكد هذا الباحث على أن المدن الكنعانية آنذاك كان عبارة عن دويلات مدن زراعية وثيقة العلاقة بالعالم السوري كما أنها تدين بالديانات التقليدية.(7)&lt;br /&gt; وفق ذلك، أعتقد أن الصورة البانورامية لحركة التاريخ آنذاك قد وضحت. فمقابل نفر قليل من البدو والمرتحلين الذين طرأوا إلى بلاد كنعان نجد أن ثمة مدناً كنعانية وتواجداً بشرياً مشرقياً موغل في القدم، بالإضافة إلى وجود فاعلية مصرية قائمة بذاتها وحضارية موغلة هي الأخرى في القدم، ناهيك عن أن حضارة كنعان الجنوبية كانت تستند وبعمق إلى عمقها الحضاري المتجسد في حضارة المشرق العربي والتي تعود إلى مليون سنة. &lt;br /&gt; لذا فإن مقولة &amp;quot;جان بوتيرو &amp;quot; تضعنا أمام الحقيقة المتبدية في أن: &amp;quot; الإسرائيليون، ذلك الشعب المجهري بالمقارنة مع عملاق المشرق العربي، الذين لم يكن لهم وجود يذكر على المسرح السياسي. إذ لم ينتصروا ولو مرة واحدة في معارك كبرى، وعلى المستوى الثقافي كان الإسرائيليون مدينون بالكثير الكثير لسابقيهم وجيرانهم حيث أنهم لم يخترعوا شيئاً، كما ولم يقدموا للعالم شيئاً في مجالي التقنية والعلوم &amp;quot; (8 ).&lt;br /&gt; حتى أن ما عرف عن العبرانيين في الأدبيات التاريخية للقرن التاسع عشر والعشرين الميلاديين من أنهم أصحاب التوحيد الأُول في التاريخ، فقد تم دحض هذا الاعتقاد بعد الكشوفات الهائلة لمواقع المشرق العربي ومصر، فاستناداً إلى النصوص المسمارية استطاع المستشرق الأمريكي &amp;quot; أولبرايت &amp;quot; أن يبرهن على أن النزعات التوحيدية كانت منتشرة انتشاراً واسعاً في بلدان آسيا الغربية في الفترة الواقعة بين/ 1500-1200 /ق.م. ( 9)&lt;br /&gt; إذن نحن هنا إزاء جماعات استوطنت مناطق الهضاب المركزية وكانت على حالة أولية من الثقافة، ولكون أن الحضارة الكنعانية كانت قد قطعت أشواطاً هائلة في العمران والقيم والتمدن والشرائع فخشية ذوبان هذه الجماعات فيها عمد قادة وأحبار هذه الجماعات إلى التعرف إلى بنية هذه الحضارة وماهيتها لتعمد تالياً وبعد حوالي ستة قرون وعند سبيهم إلى بابل لانتحال كل المنجز الكنعاني واستلهامه وصب جام غضبهم على الكنعانيين في التوراة وذلك في موقف تاريخي سلبي لم يشهده المشرق العربي حتى تلك الفترة من تاريخه. &lt;br /&gt; كما أن الدونية الحضارية التي كانت عليها هذه الجماعات عبر ثقافتهم الرعوية(10) جعلت كتاّب التوراة في المؤسسة الكهنوتية أثناء السبي يعمدون إلى انتحال مجمل النظم الاجتماعية والقانونية والتشريعية الكنعانية بالإضافة إلى مجمل الإبداع الذهني الإسطوري والأدبي والمعتقدي الذي اشتمل عليه المنجز المشرقي الكنعاني من جهة والرافدي من جهة أخرى. &lt;br /&gt; وهنا لابأس من العبور لما يزيد على الستة قرون كي نصبح في بابل، حيث سنحاول الإضاءة على العالم البابلي الذي أدى إلى هذه السلبية في المؤسسة الكهنوتية التوراتية والتي عمدت إلى تدوين التوراة في أسفاره الخمسة الأولى إبان السبي.&lt;/p&gt; &lt;p&gt;السبي البابلي 586ق.م:&lt;br /&gt; لا يمكن فهم معالم السبي الآشوري أو البابلي في الألف الأول قبل الميلاد، إن لم تتم الإضاءة على العالم السياسي آنذاك. &lt;br /&gt; فإلى جانب الفاعلية المصرية والتي ترتبط بفلسطين ارتباطاً مصلحياً كون أن الثانية هي بوابة مصر إلى العمق المشرقي، ما يعني أن استقرار فلسطين عامل حاسم في توازن الفاعلية المصرية لجهة مصالحها. وفي المقابل كانت الفاعلية الآشورية في المشرق يعنيها ألا تكون فلسطين ثغرة أمنية ووجودية لها ولا سيما مع تواجد العبرانيين فيها والذين استطاعوا أن يلعبوا على هذا الصراع الخفي المصلحي بين مصر والمشرق العربي. &lt;br /&gt; لهذا فإن معالم السبي المتكرر للعبرانيين والذي حصل في/ 722 721 /ق.م ثم في/ 597 ق.م 586 /ق.م وهو ما يعتبر السبي المركزي والأساسي، كان يستند ليس إلى بعد عنصري كون أن المسبيين عبرانيين، بل لقد عانت أرومات عديدة من السبي الآشوري والبابلي ومنها الآراميون والمصريون وغيرهم. &lt;br /&gt; وتخبرنا الوثائق الكتابية لشاروكين الآشوري /722 /ق.م أن الممالك السورية لم تدفع الجزية لآشور ومنها السامرة وهذا ما دفع بشاروكين إلى مهاجمتها وسبي قسم كبير من سكانها كما حصل في مملكة حماة وكذلك السامرة عام/ 721 /ق.م.&lt;br /&gt; وقد جاء في حوليات هذا الملك:&lt;br /&gt; &amp;quot; لقد حاصرت السامرة وفتحتها وسبيت/ 27290/فرداً من سكانها. وجهزت من بينهم فصيلة من خمسين عربة ألحقتها بفيلقي الملكي. أما المدينة فقد أعدت بناءها، فصارت أفضل مما كانت عليه وأسكنت فيها شعوباً من المناطق الأخرى التي قهرتها &amp;quot; (11).&lt;br /&gt; بذا نلحظ أن السبي للعبرانيين من السامرة لم يكن لدواع عنصرية بل كان يشمل كل من يقف في وجه الفاعلية الآشورية ولا يعترف بها. فالسبي البابلي للعبرانيين لم يكن يتقصدهم كما يحاول التوراة الإيحاء به لا بل والإشارة إليه عبر الفخر من قناة الاضطهاد والنبذ وبالتالي صب اللعنات على بابل / الزانية /! .&lt;br /&gt; وبالعودة أيضاً إلى آشور حين كان يحكمها أسر حدون/ 680- 669 /ق.م فقد وصل هذا الملك بفتوحاته إلى مصر حيث ألحقها بآشور بعد أن شمل بلاد الشام كافة حيث ورد في حولياته: &lt;br /&gt; &amp;quot; دعوت إليّ ملوك حاتي / مناطق غرب الفرات / وهم: بعلو ملك صور &amp;ndash; منسي ملك يهوذا &amp;ndash; قوش جبري ملك أدوم، موسوري ملك موآب، سلبيل ملك غزة، ميتيني ملك أشقلون، إيكو ملك عقرون، ملكيا شبا ملك بيت عمون، آبي ملكي ملك أشدود../ ويضيف أسماء ملوك من جزر وشواطئ قرطاج وكريت وقبرص../ ويضيف.. كل هؤلاء أرسلتهم إلى نينوى مقر ملكي وجعلتهم ينقلون تحت أقسى الظروف مواداً لبناء قصري &amp;quot; (12).&lt;br /&gt; الجدير ذكره أن هذه الفتوحات الآشورية لم توفر أحداً من السبي بما يتعدى خمسين أرومة ديمغرافية واجتماعية وهذا ينفي كون أن السبي البابلي ذي أبعاد عنصرية كما يوحي التوراة أو اليهود الحاليون. أما بالنسبة للسبي الأخير الذي قام به&amp;quot; نبوخذ نصر &amp;quot;عام/ 586/ ق.م فكان السبب المباشر له هو أن زعيم عشيرة العبرانيين صدقيا رفض دفع الجزية لبابل حسب العهد أو الوعد الذي بين بابل وبينه، ونحن بتنا نعلم أن دفع الجزية تعني اعتراف العبرانيين بالولاء لفاعلية بابل وعدم المساس بأمنها وفاعليتها مقابل الحماية التي تؤمنها بابل لهم. &lt;br /&gt; ولكن وكما يبدو فإن محاولات العبرانيين ليلعبوا في الخفاء على صراع المصالح بين المصريين والبابليين، هو الذي دفع بابل للحسم بحيث أن نبوخذ نصر استدعى شيخ العبرانيين صدقيا إلى ربلة قرب حمص حيث مقر الجيش البابلي وقال له نبوخذ نصر: أيها الوغد الشرير لماذا نكثت بالوعد ؟ / الامتناع عن دفع الجزية لبابل ولعدة سنوات / وبذا تم سبيهم إلى بابل حيث أقاموا في معسكرات خاصة بهم، وسيقوا إلى العمل فيها واستُخدموا في أعمال البناء في أملاك الملك وفي بناء شبكات الري. &lt;br /&gt; وبعد وفاة نبوخذ نصر أعيدت إليهم حريتهم الشخصية بالتدرج فسكنوا في أطراف بابل وشرعوا يمارسون البستنة وزراعة الخضار. &lt;br /&gt; وتعطي الوثائق معلومات عن ممارستهم للأعمال التجارية بحيث جنوا أرباحاً طائلة وثروات هائلة حيث كانت بابل آنئذ مركزاً للتجارة العالمية وهذا ما ساعد بعضهم في أن يصبح من كبار رجال المال ومالكي العبيد.&lt;br /&gt; كما أن بعضهم شغل مناصب مهمة في جهاز الدولة والقصر الملكي. &lt;br /&gt; الجدير ذكره هنا هو أن مدينة بابل في ذلك الحين كان تعداد سكانها ينوف على المليون نسمة. وأن المدقق في أوضاع بابل آنذاك سيصل إلى استنتاجات أن الروحية المجتمعية الإنسانية المتبدية في بابل لا يمكن لها أن تدفع العبرانيين إلى العنصرية والعدوانية ولكن الذي يبدو هو أن المؤسسة الكهنوتية التوراتية في بابل سعت إلى ذلك ولعل زينون كاسيدوفسسكي يلامس هذا الأمر بقوله: &lt;br /&gt; &amp;quot; إن السعي للعزلة التامة عن الشعوب المجاورة أثّر بشكل كبير على الديانة اليهودية حيث غدت أداة تعصب شوفيني وجداراً منع اليهود أن يتلقوا تأثيرات الشعوب المحيطة بهم &amp;quot; (13) .&lt;br /&gt; ويبدو أن هذه التأثيرات استأثرها الأحبار لهم بحيث بدأوا بكتابة التوراة في أسفاره الخمسة الأولى مستمدين كل المنجز الحضاري المشرقي في الرافدين حالياً وسابقاً في كنعان بحيث اختلقوا مرويات الأصول والآباء والخروج الهوامي من مصر وعبورهم لصحراء سيناء ثم دخولهم دخول الفاتحين المنتصرين إلى أرض الميعاد التي انطلقت فكرتها أثناء السبي بحيث تم خلق إله يناسب كل الروائز النفسية السلبية لدى الأحبار بما يُدخل المشرق في صراع بين ذاته المنفتحة والذات المريضة الطارئة. &lt;br /&gt; وعطفاً على كل هذا فلا بد لنا أن نناقش ونوّصف العالم البابلي خلال فترة السبي لنظهر أن كل ما ظهر من المؤسسة الكهنوتية التوراتية كان يقصد به تدمير معالم الانفتاح وأهم خصيصة من خصائص المشرق العربي، عنيتُ خاصية الانفتاح، والتفاعل والتمازج الاجتماعي. &lt;br /&gt; إن إحدى الوثائق البابلية /الآشورية التي تعود للملك الآشوري آشور بانيبال/ 668-626 /ق.م تذكر قول هذا الملك لمجموعة من مواطني بابل / حيث كانت بابل تتبع الفاعلية الآشورية /: &lt;br /&gt; &amp;quot; إن بابل قبل المعمورة، وكل من يدخل إليها يحصل على امتيازات معينة. حتى الكلب الداخل إلى بابل يمنع قتله &amp;quot; (14).&lt;br /&gt; وتشير المعطيات التاريخية والوثائقية إلى أن مجتمع بابل في الألف الأول قبل الميلاد كان مجتمعاً فسيفسائياً حيث نجد الآراميين والكلدانيين بشكل رئيس بالإضافة إلى أرومات المشرق العربي المختلفة كالكنعانيين والعموريين بالإضافة إلى أرومات لا تنتمي إلى النسيج الديمغرافي الاجتماعي للمشرق. &lt;br /&gt; وتشير إحدى الوثائق من موقع نيبور وتؤرخ في حوالي/450/ق.م وتخص وثائق لدار العمل العائدة لأسرة العبراني ماروشو إلى أن حوالي ثلث أسماء الأشخاص المتعاقدين والشهود غير بابلية، كما لوحظ وجود مصريين إيرانيين وهنود وعيلاميين وأرض وعرب...الخ. &lt;br /&gt; لا بل أن إحدى الوثائق تدل على طبيعة التمازج الاجتماعي الذي شمل جميع الإثنيات / ما عدا العبرانيين/! حيث تشير هذه الوثيقة إلى أن أحد العيلاميين في بابل قام بتزويج ابنته إلى مصري وفقاً لقواعد الزواج المعمول بها في بابل وذلك عام /511/ ق.م وكان ضمن الشهود فرس وبابليون وآراميون وغيرهم (5) .&lt;br /&gt; إن هذه الوثائق تضعنا أمام وضع أكثر مقاربة لما كان عليه مجتمع بابل في الألف الأول قبل الميلاد والذي يختصر ويمثل مجتمع المشرق العربي بكافة عصوره وصولاً إلى مجتمع تدمر في القرون الثلاثة الميلادية الأولى. أيضاً يمكننا الإضاءة على التنظيم الاجتماعي في بابل آنئذ حيث تمدنا الوثائق بأنه كان يسمح للغرباء في بابل بتشكيل مجالس شعبية تخص كل مجموعة إثنية. فكان للمصريين مجلساً شعبياً يُعنى بأمورهم ويرتبط بالقصر الملكي وكذلك للعبرانيين الذين كان لممثليهم في القصر حظوة عن سواهم. &lt;br /&gt; وتذكر وثائق نيبور أن مدينة نيبور مثلاً كانت تخصص رقعة أرض لكل مجموعة إثنية. &lt;br /&gt; أما بالنسبة للمجالس الشعبية الآنفة فإنها اُعتبرت منجزاً حضارياً بابلياً ومشرقياً تطلبته الظروف التاريخية الموضوعية لجهة تحقيق التفاعل والتمازج الاجتماعي. &lt;br /&gt; ويشير بونفارد &amp;ndash; ليفين إلى أن هذه المجالس تُذكر بما كان قائماً في العصر الهلسنتي/ 333-69/ق.م. واعتبره آنذاك كل من بحث في هذا المجال أنه منجز هلسنتي بينما في الحقيقة فإنه يعود للمشرق العربي في ابتكاره. &lt;br /&gt; وعلى ذلك يقول&amp;quot; بونفارد &amp;ndash; ليفين &amp;quot;: &lt;br /&gt; &amp;quot; إن المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية الأساسية والتصورات الإيديولجية التي اتصفت بها المرحلة الهلنستية كانت تستمد جذورها من بابل قبل قيام الامبراطورية الهلنستية &amp;quot; (16).&lt;br /&gt; أما في الشأن الاعتقادي فقد اتصف الوضع في بابل بالتسامح واحترام عبادات الآخر ورموزه. وكما في تدمر، كان الاعتقاد يمتلك حريته المطلقة لدى أفراد المجتمع والمجموعات الإثنية تحت سقف الولاء للدولة وهذا دفع الباحث الروسي&amp;quot; داندا ماييف &amp;quot; للقول: &lt;br /&gt; &amp;quot; إن السمة الرئيسية للوضع الديني في بابل كانت تكمن في عدم غرس روح التعصب تجاه معتقدات الشعوب الأخرى &amp;quot; (17).&lt;br /&gt; وعليه بتنا نفهم مقولة &amp;quot; بونفارد &amp;ndash; ليفين &amp;quot;: &lt;br /&gt; &amp;quot; إن المشرق القديم لم يعرف الموقف العدائي من عادات وتقاليد وثقافات الشعوب المجاورة والبعيدة. ولم يعرف الخلافات والصراعات القائمة على أساس إثني أو الحقد العنصري والشعور بتفوق شعب على شعوب أخرى &amp;quot; (18). يتضح من كل ما سبق أن روحية المشرق العربي المتجسدة في بابل الألف الأول قبل الميلاد لا يمكن أن تخلق أوهى مبرر لنشوء أي خصائص عنصرية أو عدوانية أو اغتصابية لدى أي مجموعة إثنية. &lt;br /&gt; وعلى هذا بتنا أمام حقيقة أن المؤسسة الكهنوتية العبرانية في بابل لم يوآتها المناخ الإنساني الذي عهدته فسعت إلى الانتقام منه في مساق تاريخي طويل، بالإضافة إلى انتحال المنجز المشرقي وتدوينه في التوراة على أنه منجز عبراني ولكن بإضاءة بسيطة تبدو لنا الأمور واضحة حيث أن المشرق العربي وضع الأسس الأولى للشرائع والحياة الحقوقية في التاريخ وذلك ما توثقه قوانين لبت عشتار وأور &amp;ndash; نمو وقوانين حمورابي ومراسيم إميصادوقا وقوانين إشنونا.&lt;br /&gt; والملاحظ في كل هذا هو أن هذه القوانين كانت ذات صفة مجتمعية وإنسانية ولا تختص فقط بالمجتمعات المشرقية. &lt;br /&gt; وفي المقابل وحين انتحلها الأحبار إلى توراتهم حرفوها بما يلائم نوازعهم النفسية السلبية بحيث أضحت شرائع تختص بالعبرانيين فقط عبر إله خاص لهم وعبر أنهم شعب هذا الإله.. الشعب المختار من بين جميع شعوب الأرض !.&lt;br /&gt; ولكي نوضح أكثر عن أوضاع العبرانيين في بابل والتي يمكننا أن نضيء من خلالها على ما كان يحظى به هؤلاء من رعاية في بابل، فقد ورد في وثيقة مسمارية تعود للقصر الملكي البابلي شرح للمؤن التي كانت تصرف يومياً إلى مختلف القطاعات التي كان يحولها الملك. ومن هذه القطاعات ورد اسم زعيم العبرانيين المسببين يهوياكين حيث ورد في الوثيقة أسماء أبناءه الخمسة وثمانية من الخدم وهذا يؤكد بشكل لا لبس فيه أن زعماء اليهود كانوا يعيشون في بابل باحترام وعلى حساب القصر الملكي البابلي. &lt;br /&gt; أيضاً تشير وثيقة ماروشو الآنفة الذكر والتي تشي بوجود مؤسسة مصرفية عبرانية تحمل اسم &amp;quot; ماروشو وأولاده &amp;quot; إلى أننا أمام نسق من العمل عبر علاقات دولية واسعة أنشأتها هذه العائلة ما يدل على مبلغ الحرية المعطاة لهم. &lt;br /&gt; وقد أمدتنا هذه الوثيقة بمعلومات عن الفائدة التي كانت تتقاضاها هذه المؤسسة حيث تصل إلى 20٪ لقاء أعمال السمسرة التجارية علماً أن هذه النسبة تعتبر عالية جداً نسبة لذلك العصر. &lt;br /&gt; والشيء الآخر الذي تضيء عليه هذه الوثيقة هو ورود أسماء لعدد كبير من اليهود ما يشير بأنهم كانوا يعيشون في بحبوحة كبيرة.&lt;br /&gt; الجدير ذكره هنا هو أنه بعد خمسين عاماً من السبي وبعد سماح الملك الفارسي قورش للعبرانيين بالعودة إلى فلسطين، تؤكد المعطيات التاريخية على أن أصحاب الأموال والعقارات والتجار وكبار الموظفين لم يكونوا متحمسين للعودة وفضلوا البقاء في بابل ولم يعد سوى الفقراء والذين بلغ عديدهم حوالي 5000 شخص بما فيهم النساء والأطفال. &lt;br /&gt; إذن نصل من كل ذلك إلى عدة استنتاجات تختص بعوالم السبي البابلي للعبرانيين:&lt;br /&gt; أولها: أن ظاهرة السبي الآشورية والبابلية كانت تقليداً آشورياً يجري على كل الأرومات البشرية والاجتماعية ولا يختص بإثنية أو دين عن سواه.&lt;br /&gt; ثانيها: أن العبرانيين المسبيين تمتعوا بحقوق المواطنة في بابل ومارسوا حياتهم بكل طمأنينة وبحبوحة ودليل ذلك عدم عودة إلا قسم ضئيل منهم بعد السماح لهم بالذهاب إلى فلسطين.&lt;br /&gt; ثالثها: أن كتابة التوراة في أسفاره الخمسة الأولى حصل في فترة السبي وجاء بما يعاكس ذهنية تلك الفترة، وخصائصها الحضارية الإنسانية في بابل، ما يشي بدور المؤسسات الكهنوتية العبرانية في محاولة تكريس ثقافة الغيتو والانعزال والاستعلاء على الشعوب الأخرى لدى المجموع العبراني ويبدو أن هذا لم يكن إلا انعكاساً لما يجول في خافية المؤسسة الكهنوتية من نوازع الدونية وأحاسيس النبذ والتي عبّرت عن نفسها بكل المعاني السلبية التي احتواها كتاب التوراة في أسفاره الخمسة الأولى وتالياً في أسفاره التاريخية وغيرها.&lt;br /&gt; ولتبيان مدى &amp;quot; إنسانية !&amp;quot; الموقف العبراني / ولا سيما مؤسساته الدينية وبالتحالف مع مؤسساته الزمنية/ نتيجة لاحتضان بابل لهم أثناء السبي، يمكن للقارئ المهتم بالمزيد أن ندعوه إلى قراءة سفر &amp;quot; استير&amp;quot; في التوراة والذي يعبّر بعمق عن الخصائص النفسية للأحبار وشيوخ العبرانيين.&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;ثبت المراجع والهوامش:&lt;br /&gt; 1 - جان بوتيرو- التوارة والمؤرخ &amp;ndash; مرجع سابق. &lt;br /&gt; 2 - جان بوتيرو- بابل والكتاب المقدس. ت: روز مخلوف &amp;ndash; دار كنعان &amp;ndash; دمشق2000.&lt;br /&gt; 3 - ول ديورانت &amp;ndash; قصة الحضارة. ج1+2. ت: محمد بدران.- جامعة الدول العربية &amp;ndash;1968.&lt;br /&gt; 4 - توماس طومسون- الماضي الخرافي. ت: عدنان حسن- دار قدمس &amp;ndash; دمشق2003.&lt;br /&gt; 5 - المرجع السابق.&lt;br /&gt; 6 - JOSEPH CALLAWAY,THE SETTLMENT IN CANAAN.&lt;br /&gt; ALBRECHT ALT, ESSAYSON OLD TASTAMENT --7 HISTORYAND RELIGION. NEWYORK.1968. &lt;br /&gt; 8 - جان بوتيرو: التوراة والمؤرخ &amp;ndash; مرجع سابق.&lt;br /&gt; 9 - للاستزادة يمكن الرجوع إلى كتاب &amp;quot; الواقع والأسطورة في التوراة &amp;quot; لـ زينون كاسيدوفسكي &amp;ndash; بطبعته العربية المترجمة والصادرة عن دار الأبجدية 1990 &amp;ndash; دمشق &amp;ndash; ترجمة : حسان إسحق.&lt;br /&gt; 10- تجدر الإشارة هنا إلى أن الثقافة الرعوية لا تعبّر في النظام الاجتماعي الإنساني عن نقيصة، طالما أنها وجه من أوجه التعددية الحضارية الثقافية، إلى جانب الثقافة الزراعية والثقافة العمرانية &amp;ndash;المدينية. ولكن أن لا تمتلك هذه الثقافة أدوات التفاعل مع الثقافات الأخرى فهنا تأخذ منحى السلب وعدم التكيف الإنساني. &lt;br /&gt; فنحن نعلم أن العموريون كانوا بداة وكذلك الآراميين، ولكن استطاعوا امتلاك أدوات التفاعل والتمازج حتى صاروا جزءاً من النسيج الديمغرافي والاجتماعي للمشرق العربي. في حين أن العبرانيين وبدفع من مؤسساتهم الكهنوتية والزمنية مزجوا ثقافاتهم الرعوية بالبعد الديني المنغلق والاستعلائي ما جعل منهم نقطة ظلام في إشعاع المشرق العربي الإنساني. &lt;br /&gt; 11 -LEO OPPENHIEN.OP.CIT.P.284&lt;br /&gt; 12 - المرجع السابق. &lt;br /&gt; 13 - زينون كاسيدوفسكي &amp;ndash; مرجع سابق. &lt;br /&gt; 14 - مجموعة باحثين &amp;ndash; الجديد حول الشرق القديم &amp;ndash; دار التقدم &amp;ndash; موسكو.1988.&lt;br /&gt; 15-16-17-18- المرجع السابق.&lt;br /&gt; مراجع البحث الأخرى: &lt;br /&gt; - العهد القديم- دار الكتاب المقدس. &lt;br /&gt; - أحمد سوسه &amp;ndash; العرب واليهود في التاريخ &amp;ndash; دار العربي &amp;ndash; دمشق1993.&lt;br /&gt; - آرنولد تونيبي &amp;ndash; تاريخ البشرية. ت: نقولا زيادة &amp;ndash; دار الأهلية &amp;ndash; بيروت &amp;ndash;1981.&lt;br /&gt; - بيير روسي &amp;ndash; التاريخ الحقيقي للعرب &amp;ndash; ت: فريد جحا &amp;ndash; وزارة التعليم &amp;ndash; سورية 1980 .&lt;br /&gt; - فيليب حتي &amp;ndash; تاريخ سورية ولبنان وفلسطين &amp;ndash; ت: جورج حداد وعبد الكريم رافق &amp;ndash; دار الثقافة &amp;ndash; بيروت1980.&lt;br /&gt; - كارين أمسترونغ &amp;ndash; الله والإنسان. ت: محمد الجورا &amp;ndash; دار الحصاد- دمشق1996.&lt;br /&gt; - نقولا زيادة: في سبيل البحث عن الله &amp;ndash; دار الأهلية للنشر &amp;ndash; بيروت &amp;ndash;2000.&lt;br /&gt; - توماس طومسون &amp;ndash; التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي &amp;ndash; ت: صالح سوداح &amp;ndash; دار بيسان &amp;ndash; بيروت1992.&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt; &lt;p&gt;&amp;nbsp;&lt;/p&gt;</p>




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات