العبده , ياعبده أذهبي بعيداً
لماذا تنتشر العنصرية والطائفية كالنار في الهشيم , لماذا نحن عنصريون طائفيون مع بعضنا البعض ومع غيرنا من ابناء الأمم الأخرى , ويكفي للمتابع المرور سريعاً على فضاء تويتر ليكتشف كثيرُ من الحقائق المخجلة , فلغة السب والشتم والتخوين والتهكم تطغى على لغة الهدوء والحوار والتعقل وترك المجادلة في أراء شخصية لم تمس الثوابت , فللجميع حق النقد وحق التعبير حق تحول للغة سب وشتم وتخوين والسبب الرئيسي هو نزعة السيطرة الطاغية على من يطلق تلك السقطات المتلبسة لباس حرية التعبير والنقد تارة وستار التدين والغيرة تارة أخرى . فتاة من فتيات الوطن نعتتها فتاة أخرى بالعبده نعت تصور للفتاة الناعته أنها ستنال من عزة وإنتماء الفتاة المنعوته , فلون البشرة عند العقول الصغيرة علامة يتم من خلالها القياس على حرية الشخص وأصله ونسبة و تلك الفتاة التي قامت بسب ابنة الوطن ما هي الإ بنت بيئة تربت على القيم نظرياً فقط , فالوعظ المتكرر صباح مساء , ولغة المجادلة بين المتجادلين في أمور مختلف حولها , ومواقف المتشددين من بعض القضايا التي لا يحسمها المتشدد بتشدده ولا المفرط بتفريطه بل يحسمها أفراد المجتمع كل على حده , جعل من لغة التهكم طاغية وظاهرة حتى في أوساط المتعلمين ممن يعول عليهم , فالوعظ لم يحل قضايا كثيرة والتشدد قاد المجتمع نحو عنق الزجاجة إحتقان وتطرف وزرع لبذور الكراهية , والعنصرية وجدت أوعية تغذيها منابر وقنوات ومهرجانات , والضحية في نهاية المطاف وطن وقيم وثوابت , فنحن مجتمع يتحدث كثيراً في القيم والثوابت وتعاليم الدين الحنيف وما أن تلم بنا لائمه الإ وتنكشف سوئتنا الجميع يريد رآية في الصدارة الكل يرى نفسه على حق , الكل يريد أن يٌتبع و الجميع يرون أنفسهم اشرف وأطهر الناس وكلٌ يسبح في خطاءه الكبير ؟ كشف لنا تويتر حجم نفاياتنا الفكرية , سب وشتم وتغرير وقذف وتخوين وعنصرية وتطرف وإستبداد بالفكر والرأي ولغة خطاب عقيمة جدلية لا حوار ولا تعايش ولا تعددية حقيقية الجميع يريدون الصدارة على حساب القيم والثوابت وتلك هي جريمة العصر الحديث فنحن مجتمع متناقض منقسم تخصص في ضرب بعضه البعض ولم يلتفت لزرع بذور الوحدة والتعاون والتعددية والتعايش , فبيئتنا ليست بيئة جاذبة للتعايش والتعددية والحوار والتعاون بل بيئة جاذبة لكل صوت متطرف متشدد عنصري طائفي ولن يتم القضاء على عناصر جذب هذه البئية الإ بعدما يتم القضاء على أوعية تغذي العناصر الجاذبة وهي كثيرة يعلمها الجاهل قبل العالم ومع علم المجتمع الإ أنه يدس رأسه بالتراب وأهم شيء هو غياب قوانين الردع لكل متجاوز وشاتم وسباب ونمام وبغير ردع لن يهدأ المجتمع وتموت فيروسات أمراضة الكثيرة فالعبده صورة مصغرة لما نحن فيه من تخبط وتجاوز أمتلأ به فضاء تويتر وغيره من لغات العصر الحديث ؟
التعليقات (0)