في قراءة بسيطة للأدب العبثي أثار انتباهي كيف أن كتاب كبار من حجم صامويل بيكيت الرائد الأول لمذهب العبث حين يكتب يكتب وكأنه يعبث بقريحتنا الفكرية وفي الآن ذاته يجعلنا نعبث بأفكارنا ومبادئنا للوصول إلى نتائج تحتمل الألف سؤال..أوهذا ليس عبثا؟؟ ولكن والحق يقال إنه العبث الجميل.. حين يصور كيف أن الإنسان بعوالمه التي اخترعها تجعل منه خادمها وعبدها المطيع.. الأدب العبثي يعبث في سخرية غير مسبوقة مشبوبة بالألم من الواقع من أشياء كثيرة قد يجد الإنسان نفسه يتخبط فيها وهو من أوجدها.. لم يكن الأدب العبثي يوما سوى نقطة انطلاق للوصول إلى آلاف النتائج الإحتمالية فمثلا مسرحية بطلها "فرد واحد وكرسي" وعلى طول المسرحية الفرد يتحدث إلى الكرسي مرة وهو جالس عليه ومرة وهو بجانبه وتارة يضربه وأخرى يلمسه لمسات حانية وهكذا..في مشاهد مختلفة مضحكة ومؤلمة. في البداية سيعتريك بلا شك الملل ولكن حين تبدأ في قراءة تحليلية ولو مبسطة لهذا الأدب ستدرك أن إنسان الحياة المعاصرة يعاني من تعارض سلوكه مع مكتسبات الحياة من أشياء قد أوجدها ليستعبدها فاستعبدته..
...
"هنا" تسائلت كيف لي أن أضع خلطة من العبث الجميل لأصبح رائدته فلا شئ أحسن من الريادة أو هكذا تعلمنا هناك في الصحراء(مازحة طبعا)..وهنا "حيث أنا" تصبح المبادئ أحيانا وحل يجعلك لا تسعى للريادة بقدر ما تتهرب من براثن الوحل.. "متعبة" كلمة لمستني في داخلي وكنت أعنيها ولا زلت حقا..تخونني لغتي خاصة في التعبير عن ذاتي.. "متعبة" كتبتها ثم تذكرت المسرحية العبثية ذات "الرجل والكرسي"، وهنا في المدونة فقط "كلمة وعلامة تعجب".. الرجل عبر بجمل وبكلمات عن مبدأ الأدب العبثي .. وكتبت "متعبة" وذهلت بإعجاب لتعبير "عائلتي" عن مبدأ الحب..
التعليقات (0)