ضيف العدد
العبادلة
بعض الذين تجمعنا بهم رابطة المهنة "في الصحافة" اعتادوا الشمولية وألفوا القهر وشبوا على قاعدة "نفذ ثم ناقش" ودأبوا على أضفاء لون القداسة على توجهات "الحزب" ومارسوا عبادة الفرد والانحناء في صغار وبطبة نفس لتمثال بابا "لينين".
وبفعل تراكم الموروث وفظاعة التجربة وقوة العادة فإنهم يعتقدون أن من حق الحزب أن يقطع الرقاب ويحصي الأنفاس وليس من حق أحد زجره أو مواجهته أو تحديد موقف منه!
ولأن الحزب أولا فإن قيمة الإنسان ومشاعره ليست له وإنما هي في كل الأحوال رهن مشيئة الحزب وتحت تصرفه مثلها مثل أي آنية للطهي ويستطيع الحزب أن يضع فيها ما يريد؟
وبوسع المرء وبحرية مطلقة أن يكون خائناً وعميلاً ورجعياً ومتخلفاً وانتهازياً وطغموياً وزمروياً وبحسبه أن يكون كل هذه التهم مجتمعه أو فرادى وليس عليه لكي تسدي إليه هذه الفئات من العملة المتداولة في أيد الشموليين إلا أن يعلن عن رأي مغاير لرأي الحزب أو موقف متعارض مع مواقف وتوجهات الحزب.
ومن تقاليد الحزب المحترمة أن الانتماء إليه أشبه الزواج الكاثولوكي وليس من طريقة مهذبة يتبعها الحزب تجاه الأعضاء غير المرغوب فيهم سوى اعتبار هؤلاء مادة انتهت صلاحيتها ويجب إتلافها حتى لا تضر بصحة الحزب.
وفي الحزب على رأي العزيز د/ عبد الرحمن عبد الله تدخل بشورك لكن "على غير رأيه" تخرج محمولاً على ظهر بابور البلدية إلى أقرب مقبرة جماعية..
في الحزب لا يستطيع أن تنجو بجلدك وإن فعلت جلدوك..
والحزب منازل والانتساب إليه مراتب أقصاها كهيروشيما وأدناها مثل زنزانة ينعدم الأكسجين داخلها.
الحزب عقل مترف وسيف مرهف وطلقة لا تحيد طريقها إلى الهدف..
الأحباء في الحزب خريف باكرة الموت وشقاء تذبح فيه النوارس..
والشمولية "مكنة" تطحن جبالاً ضخمة وتطحن الوحدة تهد الديمقراطية وتحيل كل عظيم إلى شظايا كغيره يستخدمها الحزب لبناء أسوار وعوازل اسمنتية تحيط "فيلات" قادته الأشاوس..
الحزب ينازع الله في ملكوته وينازع الإنسان في حريته وينازع أعضائه في أعز ما لديهم..
أما الزملاء فمن أين لي أن أجد فيهم مطمعاً وهم الفتات، وكيف لي أن أعاتبهم وهم موات.
زملائي حب بين شرين!! وانشطار مقصلة على ذاتها..
والحزب أشبه ما يكون بأفعى جردتها الوحدة من مثالبها فعادت لتلسع الآخرين ولكن بناب عبد الحبيب وعبد المطيع وعبد السميع وعبد الصنيع وما أكثر العبادلة حين تعدهم..
التعليقات (0)