العباءة العراقية.. هيبة.. و مشيخة

ليث الزيدي

أشتهرت العباءة الرجالية في العراق عند اهل الجنوب منذ القدم وتحديدا مناطق الفرات الاوسط "النجف، العمارة، الحلة، الناصرية" والعباءة تمثل للرجال رمزا من رموز الرجولة والمشيخة، لانها آخر حلقة من حلاقات الزينة والهيبة. وتطلق على العباءة الرجالية الصيفية العراقية تسميات عدة منها "الهدم" و"البشت" أو "الخاجية" كما تختلف التسميات والانواع، وحسب المناشئ المحلية. الوان العباءة الغالبة والمطلوبة هي "الشكري البيجي، الاسود، واحينا الوان حسب الطلب" اليوم ومع تطور صناعة الغزل والنسيج ودخول البضائع المستوردة أخذ دور العباءة بالانحسار بخاصة في مراكز المدن، وبغداد بما انها العاصمة للعراق فنلاحظ هذه الظاهرة بارزة للعيان، وليس هذا فقط بل اصبح من يرتدي العباءة محط انظار الناس. قمنا بجولة للتعرف على اسباب الظاهرة و وجهتنا الاولى كانت نحو سوق الساعاتي قرب شارع النهر حيث يمثل هذا السوق تجمع خياطي وروافي العبي الرجالية، بداية كان لقاؤنا مع الحاج عقيل الذي سرد لنا الفرق بين العباءة النجفية ونظيرتها العمارتلية وقال:

- العباءة النجفية تختلف عن الاخرى الميسانية فقط بالعنصر النسوي حيث ان العباءة النجفية تقوم النساء بعملية الغزل أما في عمل عباءة العمارة فيكون العمل عن طريق الرجال فقط.

وما مواصفات اغلى عباءة ؟

- العباءة كلما خف وزنها غلا ثمنها ولهذا نجد ان العباءة الرجالية الصيفية من اصعب الصناعات اليدوية وذلك لحاجتها الى مواصفات دقيقة ومهارة عالية ويجب أن تتوافر عناصر الصناعة بين أيدي صناعها الثلاثة: الغازل والحائك والخياط، فضلا عن نقاوة الصوف المستخدم فيها. وتعد العباءة المسماة "المجراوية" والتي تصنع في قضاء المجر الكبير التابع لمحافظة العمارة من ارقى العبي، لخفة وزنها ورقة خيطها ثم عدم تجعدها حتى وان طويت وصارت في حجم الكف فضلا عن براعة ومهارة نسجها.

برايك لماذا انحسر لبس العباءة العراقية اليوم ؟

- الظروف لها تأثير كبير واليوم انت اعلم بظرف الناس وظروف التصنيع المحلي الذي لا يجد اي دعم من الدولة وبات المستورد لرخص ثمنه يسيطر على السوق برغم رداءة النوعيات القادمة، بحيث نجد العباءة السورية لا تتعدى الـ25 الف دينار. بينما العباءة العراقية يتراوح سعرها بين 300- 600 ألف دينار وانت قيس الفرق.

على ذكر السياحة، من هو اشهر من اشترى منكم عباءة ؟

- المرحوم الشيخ زايد فهو كان مولعاً بالعباءة العراقية وذلك في اثناء القمة العربية في التسعين.

هذا ويؤكد باحثون في عالم الفولكلور والازياء أن تاريخ العباءة يعود الى عصور ما قبل الاسلام، وآخرون يذهبون إلى أبعد من هذا ويؤكدون ان وجودها كان قبل ذلك التاريخ، مستندين إلى ما يقال من ان كلمة "العباءة" مشتـــــــقة من كلمة عباثو الاشورية وتعني الغطاء. وهناك فعــــــــــــــلاً اكثر من منحوت يرينا ارتداء العباءة على الطراز الآشوري الذي ألزم قانونه ارتداءها في المرافق العامـــــــة. وفي عصر الاسلام ورد الينا من المصادر التاريخية أن الرسول محمد (ص) كان يرتديها وكانت تســــمى "البردة" وقصيدة البوصيري جاءت تســميتها من عباءة الرسول (ص).

http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=2863