مواضيع اليوم

العاهل السعودي يحول المغرب إلى قبلة دبلوماسية لقادة الخليج العربية

شريف هزاع

2010-08-10 03:08:19

0

 

عبـد الفتـاح الفاتحـي

شدت الأنظار إلى المغرب غداة انعقاد قمة سعودية-قطرية، جمعت عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، وبعدها مباشرة انعقدت قمة ثانية سعودية-بحرينية جمعت العاهل السعودي وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بمقر إقامة العاهل السعودي بمدينة الدار البيضاء.

بعض المحللين السياسيين رأوا أن انعقاد قمم عربية من هذا الحجم بالمغرب، يحول الأنظار إليه، ويجعل منه دولة محورية في الحوار العربي-العربي.

وكان العاهل السعودي قد عقد قمتين ثنائيتين مع الأمير القطري والملك البحريني. ومعلوم أن اختيار المغرب لم يأت اعتباطا، وإنما هو تتويج لمسار جد متميز للعلاقات المغربية السعودية، ومن جهة أخرى فلأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز باهتمام بالغ بالمساهمة في تنمية المغرب اقتصاديا واجتماعيا، ولا يجهل المغاربة قاطبة يده البيضاء في الشق الإحساني، ودوره البارز في تقوية حجم الاستثمارات السعودية بالمغرب خاصة والاستثمارات الخليجية بصفة عامة.

ويرى المهتمون المغاربة بالعلاقات الدبلوماسية الرفيعة بين المغرب والسعودية، أن تدشين العاهل السعودي لنشاطه الدبلوماسي بعقد قمتين في المغرب، ليجسد متانة العلاقات الأخوية بين البلدين وتطابق وجهات النظر بين العاهل المغرب محمد السادس والعاهل السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز وهو ما يعد لفتة كريمة من العاهل السعودي نحو المغرب، ومن المرتقب أن يعزز هذا الاهتمام السعودي أن يرفع من قيمة الاستثمارات السعودية والخليجية بالمغرب.

ويؤكد المحللون المغاربة أن العاهل السعودي حينما قرر تدشين أنشطته الدبلوماسية، التي تعد الأقوى بحسب المراقبين الدوليين يعد دعما قويا للمغرب على مستوى السياسة الدولية، وشهادة مؤكدة من العاهل السعودي على محوريته إقليميا ودوليا.

ويشير المراقبون الدوليون أن تدشين العاهل السعودي لنشاطه الدبلوماسي بعقد قمتين مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وحمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين بمقر إقامته بمدينة الدار البيضاء المغربية، يعد بداية لسلسلة من الأنشطة الدبلوماسية تعد الأقوى في تاريخ المنطقة بالنظر إلى المجهودات التي سيقوم بها الأمير عبد الله بن عبد العزيز لتذويب جليد الخلافات فيمما بين البلدان العربية.

وكشفت مصادر متطابقة أن رهانات العاهل السعودي تكمن اليوم في تعزيز الاستقرار في المنطقة ومواصلة المساعي لتصفية الأجواء في العلاقات العربية وخاصة في ظل الأجواء العدوانية التي تفرضها إسرائيل على كل المنطقة، ويرى عدد من المحللين السياسيين أن العاهل السعودي وحده الوحيد القادر على تنقية الأجواء العربية البينية، بعدما تأثرت كثيرا في ظل انقسام الدول العربية إلى فريقين أسماه عدد من المراقبين الصف الاعتدالي والصف المعارض.

وفي هذا الصدد يقوم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز هذا الصيف بجولة عربية تقوده إلى عدد من الدول العربية لتعزيز العلاقات العربية ـ العربية تكون قادرة على مكافحة التهديدات الإسرائيلية.

وذكرت مصادر إعلامية عربية وغربية أن العاهل السعودي سيبدأ جولته العربية، التي تقوده إلى كل من مصر والأردن وسوريا ولبنان بهدف تنسيق وتوحيد الموقف العربي لتحقيق وترسيخ أمن واستقرار المنطقة.

وكان العاهل السعودي قد أجرى محادثات ثنائية خلال قمة جمعته بنظيره القطري، تم خلالها بحث مجمل التطورات على الساحات الخليجية والعربية والإسلامية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات.

وحضر هذه القمة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم، والأمير تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، والأمير عبد العزيز بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبد العزيز، والأمير منصور بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير مشهور بن عبد الله بن عبد العزيز. وحضرها عن الجانب القطري رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ومن الجانب السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض ورئيس جهاز الاستخبارات الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود.

ومباشرة بعدها أجرى في قمة سعودية بحرينية مع الملك البحريني لبحث مجمل المستجدات على الساحات الخليجية والعربية والإسلامية والدولية وموقف البلدين الشقيقين منها إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

حضر الاجتماع من الجانب السعودي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، وحضرها عن الجانب البحريني وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ورئيس جهاز المساحة الشيخ سلمان بن عبد الله آل خليفة.

إن قراءة في وسائل الإعلام المغربية تكشف حجم الاهتمام التي يوليه الشارع المغربي، وحجم الافتخار الشعبي التي يحس به المغاربة تجاه هذا الحدث. ومنهم من قرأ في عقد العاهل السعودي لقمتين على أعلى مستوى تشكلان محددات حاسمة في تقوية الجبهة العربية حيال التحدي الإسرائيلي، قمة السعودية القطرية وقمة السعودية البحرينية.

في وقت دلت فيه عدة إحصائيات أن المغرب أصبح قبلة بل جنة الاستثمارات الخليجية، وهو ما فرض على قطر العمل على تطوير علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع المغرب من أجل رفع حظوظها الاستثمارية بالمغرب.

بعض المتهمتين للشأن السياسي بين دول الخليج رأوا في عقد قمة بين البلدين بالمغرب بالأمر الطبيعي حيث أن المغرب يحظى بتقدير غالبية الدول الخليجية، كما أنه بات يشكل قبلة لرجال الساسة والأعمال من دول الخليجية.

ويسجل المغاربة الحظوة التي تحظي بها المملكة المغربية، ويتذكر المغاربة يده البيضاء على المغرب، فقد قدم مؤخرا هبة بقيمة 200 مليون دولار من اجل التمويل الجزئي لخط القطار السريع (التي جي في) سيربط بين مدينة طنجة المغربية والدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب، مشروع تصل تكلفته الإجمالية بنحو ملياري يورو. ويعتبر المغرب هذا المشروع الأول من نوعه في إفريقيا احد اكبر مشاريع النقل الذي يريد المغرب انجازه بحلول 2015 لتسريع وتيرة النمو الاجتماعي الاقتصادي.

تأتي هبته الكريمة هذه بعد هبة مماثلة حيث منح المغرب 500 مليون دولار لتخفيف أثر ارتفاع سعر النفط، حيث يستورد المغرب تقريبا كل احتياجاته من النفط بتكلفة تقدر بـ2.5 مليار دولار في العام، وبلغت تكلفة النفط المستورد نحو 1146 مليون دولار وهو ما يمثل زيادة قدرها 68.9%.

ويروم المغرب تطوير علاقاته الاقتصادية مع العربية السعودية وخاصة استلهام تجربتها الرائدة في جلب الاستثمارات العالمية، حيث ذكرت تقارير دولية حديثة أن العربية السعودية ورغم الأزمة المالية العالمية وآثارها الضخمة في عام 2009 وما تبعها من انخفاض حجم الاستثمارات التي شهدتها المملكة بنحو 7% مقارنة بالعام 2008، إلا أن السعودية واصلت تحقيق النجاح في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة مقارنة بدول متقدمة في هذا المجال، واستطاعت أن تتبوأ المركز الثامن من بين دول العالم، بعدما كانت في المركز 14 في العام الماضي، حيث بلغ مجموع التدفقات الاستثمارية الأجنبية الداخلة إلى المملكة في العام 2009، حسب تقديرات المنظمة، 133 مليار ريال.

وأن صافي التدفقات الداخلة قد أدى إلى ارتفاع إجمالي رصيد الاستثمارات الأجنبية في المملكة إلى 552 مليار ريال بنهاية عام 2009، مضيفة أن المملكة العربية السعودية تملك إمكانات في جذب الاستثمارات تفوق ما تحقق فعلياً، وقد كان الفرق في السابق كبيراً، ولكن تحولاً كبيراً قد حدث نحو تقليص الفجوة بين الإمكانات والمتحقق الفعلي خلال عامي 2008 و2009.

محلل سياسـي
elfathifattah@yahoo.fr




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات