أعتقد أن الكثيرين من كتابنا اليوم يكتبون ليرتزقوا فإذا لم يطبلوا في كتاباتهم فأنهم يكتبون عن مواضيع تافهه لا تمس الحياة اليومية للمواطنين . فعبارات التطبيل والأشادة أصبحت غير مستساغة ولجأ الكتاب إلى أسلوب مهاجمة خصوم الحاكم وانتقاد سياسات معينة لهم للوصول إلى رضا ه . والرضا معنا ه أرصدة في البنوك وبناء القصور وسيارات الفراري والمرسيدس وحمامات السباحة والعمارات الشاهقة والرحلات الترويحية في ارجاء العالم .لكن معظم الكتاب يعرفون اليوم انهم أصبحوا عراة أمام شعوبهم ويحاولون التستر وتقمص بعض الأفكار التي تزعل ولا تغضب الحاكم . الراي العام العربي تغير يشكل كبير ولم يعد ذلك الراي العام الفج التي يسير بالاعلام المأجور أو بالخطب الرنانة وتسييرمظاهرات التاييد .فقد اصبح معظم الموا طنين العرب يتابعون قنوات التلفزيون والاخبار والتعليقا ت في القنولت اللكترونية , وهجروا كل ما ينشر في الصحف ومحطات الأذاعات والتلفزيون الحكومية والمحلية واصبح حتى الأطفال يضحكون على كل من يشاهد محطة تلفزيون عربية او يقرأ صحيفة صادرة في العالم العربي لانها في نظرهم تافهة . وقد ساهم التقدم اللكتروني في وضع كل المعلومات والحقائق امام القارئ العربي والمواطن العربي العادي . فقد ساهمت بعض القنوات اللكترونية العربية والأجنبية على فضح اسرار الحكومات والحكام والرشاوى وتدخلات الأدارات الامريكية في قرارات الحكومات العربية بل وصياغة قرارات القمم العربية وتقديمها كمشاريع قرارات في جلسات القمة المغلقة والقاصرة على الرؤساء فقط . بالأضافة ألى نشر الوثائق الغربية التي سجلت كل فضائح الساسة العرب وعرضتها للقراء وطلاب التاريخ . وما نشر وقيل حتى الان عن اسرار الحكومات العربية والحكام العرب هو قليل من كثير, ولكن نشر الغسيل بدأ وسينشر كله على الشعوب. هذا التطور الاعلامي اللكتروني يدفع الشعوب العربية وشعوب العالم الثالت الى المطالبة بالتغيير في أنظمة الحكم , خاصة أن رياح التغيير هبت على أوربا وأخيرا على أمريكا بأنتخاب الرئيس أوباما الذي كان أمل الشعوب العربية والأسلامية ولكنه تحت الضغط الصهيوني غير سياسته وأصبحت لا تختلف عن بقية الرؤساء الأمركيين بل أسوأ , مما يساعد على فقدان الحكومات العربية للدعم الغربي الذي كانت تعتمد عليه وفقدان سيطرتها على شعوبها . بل اصبح الحكام في خوف من المتابعة القانونية الدولية قبل وبعد انتهاء حكمهم وتجميد اموالهم التي جمعوها بدون وجه حق واعادتها إلى الشعوب اصحاب الحق فيها . بشرى للشعوب العربية وشعوب العالم الثالت والشعوب الغربية أيضا برياح التغيير فقد ولت عهود الظلام التي كان فيها الحكام واعضاء مجا لس الشركات الكبرى والبنوك يتقاسمون ثروات الشعوب دون رقيب أو حسيب . ولا أعتقد أن الشعوب الغربية بعد الان ستسمح لساستها التعامل مع حكومات فاسدة تحكم شعوبها بالحديد والنار , أو ترسل أبناءها للموت و قواتها واساطيلها من أجل حماية أنظمة الحكم الأجنبية كما هو عليه الان .
التعليقات (0)