مواضيع اليوم

العالم يتغير بسرعة

كل شيء في العالم يتغير. ومع هذا التغير تختفي اشياء وتظهر غيرها، ويفقد ناس وظائفهم، فيما يحصل ناس اخرون على وظائف جديدة.
من الامور التي اخذت تختفي الان الرسائل البريدية. حيث لم يعد الناس بحاجة الى كتابة رسالة، وشراء ظرف، وطابع، بعد ظهور الايميل والرسائل على الهاتف النقال، فضلا عن المسح الاليكتروني. لذا اخذت دوائر البريد في عدد من دول العالم بتقليص عدد موظفيها من سعاة البريد. فقد سرحت هولندا 150 الف عامل بريد، فيما اغلقت بريطانيا 70 فرعا له.
من قبل اختفى جهاز "الفيديو تيب"، و"الفلوبي دسك". وقد يختفي ايضا جهاز التلفون الارضي، حيث لم يعد يستخدم على النطاق الواسع الذي كان عليه قبل اختراع التلفون النقال.
العمل الصحافي يتأثر بطبيعة الحال، شأنه شأن الصناعات الاخرى، بالتطور الهائل للعلوم والتكنولوجيا ووسائل الاتصال. كان العمل الصحافي يتطلب المكاتب الثابتة، واكداس الاوراق، فضلا عن "الافلام" في احدى مراحل الطبع. اليوم اصبح بالامكان اعداد التقارير وارسالها واخراجها ومن ثم ارسالها الى المطبعة عبر البريد الالكتروني. ولم يعد المحرر او رئيس التحرير بحاجة الى مكتب وجهاز كومبيوتر ثابت، بل اصبح ذلك ممكنا عبر "اللابتوب"، وبعض اجهزة التلفون النقال المتقدمة التي توفر خدمة انترنيت لصاحبها. صار بامكان رئيس التحرير ان يقرأ تقارير محرريه اينما يوجد، حتى لو كان في سفرة سياحية، ويحولها الى مكتب الاخراج اينما يكون.
لم تعد المطابع بحاجة الى الفيلم، لأتمام عملية الطبع. فقد اضحى من الممكن ارسالة صفحة الجريدة او المجلة المطبوعة، مباشرة من كومبيوتر المخرج الى جهاز اعداد "البليت"، بدون المرور بمرحلة تصويرها على الفيلم. وهذا ما يمنح المطبعة سرعة اضافية في الطبع.
هذا دون ان اقول ان المطبوعات الورقية برمتها تواجه تحديا مصيريا بغلبة وسائل نقل الاخبار الحديثة عليها، مما دفع بعض الصحف الكبيرة الى الاستغناء على الطبعة الورقية والاكتفاء بالطبعة الاليكترونية.
نحن نعيش في عالم متغير بسرعة، يطرح امامنا خيارين: اما التأقلم مع متغيراته بسرعة، او الرضا بالاختفاء من عالم غدا مسطحا جدا، كما وصفه الكاتب الصحافي توماس فريدمان!
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !