مواضيع اليوم

العالم مختلف مع ابابيل ايران!

همام علی

2011-10-31 16:36:04

0

ليست هي الهزيمة للدولة الامريكية بالضربة القاضية، ولا نحن تمكنا بعد من كسر عمود الخيمة الصهيونية في الوطن العربي والعالم الاسلامي بمعركة واضحة المعالم كما يتمنى كل عربي ومسلم اي تفكيك حاملة الطائرات والجيوش المحاربة المتمركزة على ارض فلسطين باسم دويلة اسرائيل!
لكن ما يحصل من تزاحم في العناوين والاسماء والمؤشرات والاحداث رغم تشابكها وبعض الغموض الذي يلف قسما منها تؤكد جميعا باننا هزمنا امريكا بالنقاط، وهي في طريقها الى تدوين سفر الخروج او الفرار الكبيرمن العراق ابتداء من نهاية العام 2011!
على المقلب الآخر فواشنطن لم تستطع مغالبة الصبر الافغاني الاستراتيجي ولذلك فهي تعد العدة للجلاء من بلاد نورستان مع بدايات الربيع القادم وجنودها يتساقطون بالعشرات وان تحت خديعة المصالحة الداخلية الافغانية ولا احد يجرؤ على تعويضهم من بلاد الافرنجة المنهكة بالديون والافلاسات الجماعية!
هكذا ابلغ السفير الامريكي في دمشق صاحب مضيفه المعارض السوري حسن عبد العظيم، قوله: اؤكد لك اننا يا دوب نخرج من العراق ببعض ماء الوجه ولا نملك رجالا مستعدين للمناوبة في افغانستان فكيف تتوقعون منا ان نفكر في تدخل عسكري في سورية، نحن غير مستعدين حتى اسناد قوات اخرى سواء كانت من الناتو او من تركيا...... !
في هذه الاثناء فانهم يتوسلون القادة الايرانيين اشهرا طويلة لتعيين جنرال وسيط لطالما لاحقهم ظله في كل معارك العراق المنهزمة فقط ليرفع الهاتف على الطرف الآخر من المياه الدافئة حتى يمنع اي احتكاك غير مقصود من الانزلاق الى مواجهة هم اكثر من يتجنبها في الوقت الراهن مسمين اياه الخط العسكري الساخن!
حتى الزعيم الكردي العراقي مسعود البارزاني الاكثر شهرة في رهانه على بقاء الامريكيين ورغبة في التمديد لهم قرر اخيرا ان ينسق مستقبل بلاده مع المرشد الاعلى للثورة الاسلامية ليسمع منه بان توافق كل اقوام العراق على رفض كل اشكال البقاء الامريكي او حصانة جنوده في العراق ينبغي ان يكتب بماء الذهب على حد قول الامام السيد علي الخامنئي!
في البحرين كما في قطر كما في السعودية كما في الكويت كما في تركيا كما في اي ارض عربية او اسلامية او اي بحر من البحار المحيطة بالفضاء الاستراتيجي لهذا المحور، لم تعد القوات الامريكية في مأمن من الصواريخ الايرانية ولا من مفاجآتها العسكرية والتسليحية، وقد تم ابلاغ المعنيين في تلك البلدان كما القيادات العسكرية الامريكية بذلك من دون اي لكنة او تلكؤ: الصواريخ ستنزل كالمطر على كل القواعد الامريكية في حال تعرض ايران او اي من حلفائها الاساسيين في محور المقاومة والممانعة لاي عدوان!
من هنا جاء رد البارونة الانكليزية اشتون وهي بمقام مسؤولة العلاقات الخارجية الاوروبية على رسالة امين عام المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سريعا وهي تعلمه باستعداد مجموعة الخمسة زائد واحد للتفاوض مع طهران دون شروط!
في هذه الاثناء وبسبب هذه التحولات في المعادلة الكبرى ثمة من يتحدث عن احتمال اتفاق دوحة سوري في ظل انباء عن وصول وزير الخارجية الايراني الى العاصمة القطرية على هامش محادثات وفد الجامعة العربية مع ممثلي النظام السوري هناك!
انه عالم جديد يتشكل اليوم من الصين الى روسيا الى ايران الى الهند الى جنوب افريقيا الى البرازيل وهؤلاء هم المجتمع الدولي الحقيقي بالمناسبة جغرافية وسكانا، هذا العالم الحقيقي هو الذي يجعل من ايران وسورية ولبنان يصمدون بوجه العنجهية الامريكية والاستعلاء الصهيوني وبعض من يتنطح الصغار ممن يلعبون بكرة النار في الموقع الخطأ وفي التقدير الخطأ!
بالامس فقط كشفت طائرة من دون طيار من نوع ايراني باسم ابابيل مدى ضغف اساطيل امريكا عندما صورت حركة سفن امريكية في المياه الدافئة وعادت مليئة بصور غنية دون ان تتمكن الاساطيل والتكنولوجيا الامريكية ليس فقط من اسقاطها بل حتى من التقاطها براداراتها وانظمتها الالكترونية التي يفترض انها متطورة، وهذا اول الغيث في عالم المفاجآت!
العارف بالسياسة والاستخبارات الامنية وبالديبلوماسية الشعبية ايضا يضع الامريكيين في اسفل السلم من حيث القدرة على اكتشاف نبض حركة الشعوب في المنطقة رغم لهاثهم الذي لا ينقطع وراء موجة الثورات العربية، والذي سيسجل التاريخ مرة اخرى بان كل ما صرفوه او سيصرفونه سيصب في البنك المركزي الايراني تماما كما حصل في افغانستان والعراق من قبل!
في تونس كما في مصر كما في ليبيا نعم حتى في ليبيا رغم رهانات الناتو ومقامراته التراجيدية كما في اليمن وفي البحرين وسورية بالتأكيد لن تخرج النتائج عن قطعية انتصار الشعوب على ممثلي الشيطان الاكبر مهما صرف من رجالاته او وسطائه او وكلائه او جسوره فانهم لن يجروا معهم له غير الخيبة والانكسار والاذعان بان هذه المنطقة العربية والاسلامية لن تحكم الا بمعادلات جيوش وطنية وشعوب صاحية ومتنبهة ومقاومات تتكتل يوما بعد يوم خلف قيادة مشتركة.
العالم اصبح غير العالم والدنيا اصبحت غير الدنيا ومن لا يتمكن من قراءة ما يحصل من حولنا كعرب ومسلمين يمضي الى التيه حتما، اما الذين يمسكون بالزناد من جهة ويقرأون جيدا تحولات الجيوسياسة والجيواستراتيجيا ويعرفون ان الهروب الامريكي سيترك وراءه فراغا كبيرا لن تستطيع ان تملأه لا حكومة صغيرة تابعة ولا حكومة لا تملك من التاريخ الا بعض العضلات العسكرية ولا حكومة تعيش في مغارات التاريخ




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !