العالم العربي في/1430/ 2009.
طرحت السؤال التالي :تُرى ما هو أبرز ما استأثر باهتمامي سنة 2009 في عالمنا العربي وبقي عالقا بذاكرتي؟..واستنجادا بهذه الأخيرة دون سواها،واقتناعا بأنّ هذه السنة-وهي تجرّ أسمالها البالية منسحبة غير مأسوف عليها-أصبحت ملكا لذاكرتي أتصرّف فيها كما أشاء بعد أن ظلّت،على امتداد زمنها بثوانيه ودقائقه وساعاته وأيّامه وأشهره،تستبدّ بأعصابي وتزدري من تكهّناتي وتتمنّع عن كشف المستور الذي أتحرّق شوقا لمعرفته بسرّائه وضرّائه،بجماله وقبحه،بوعده ووعيده،بشرّه وخيره...قلت استنجادا بذاكرتي واقتناعا بأنّ سنة 2009 وقعت في أسْري،رحتُ أنهش جسدها-العربيّ منه تحديدا-بنهم ووحشيّة، لا أرحم توسّلاتها ولا أخشى سطوةً كانت لها عليّ إبّان عنفوانها...
بقيتُ أنا بوشم أحداثها وانهارت هي تحت وقع مقاومتي وعنادي على أمل أن تكون الموالية لها ليست في قبحها...
تُرى هل أنّ ذاكرتي لم تختزن إلاّ قبيحها؟...سجّلتُ ما نبشتُ كالآتي:
_استقبال سنة 2009 : كان استقبالا على مشهد دمويّ مروّع،عنوانه غزّة...ضحاياه فلسطينيون...بطلته السفاحة الحسناء "تسيبي ليفني"...واجهته العربية حماس وعباس...نتائجه دمار وحصار.
_العرب انتصروا على بوش : ...بفضل حذاء منتظر الزيدي.
_العرب يمارسون السياسة من خلال لعبة كرة القدم : تصفيات المونديال بين مصر والجزائر مكّنت من ممارسة حق الاحتجاج حرّيةً في التعبير وفي ممارسة العنف.
_التباس في المفاهيم يُؤرّق الباحثين العرب : الحوثيون، النظام الإيراني، القاعدة...ثم إسرائيل.
_شمس الشرق تسطع من الغرب(في انتظار "شمس العرب تسطع من الغرب" من جديد.) : رسالة الإسلام الأوباماوي(نسبة إلى أوباما) من القاهرة...جوامع بلا مآذن (سويسرا).
_مصر تؤكّد عودتها للزّعامة العربية : من خلال نظامها الحاكم وممارساته الذي أثبت ريادته كمثال يُحتذى به...
_أبرز الشخصيات التي نالت إعجاب العرب وشدّت اهتمامهم : في انتظار أن تُسعفني ذاكرتي الجحودة اللعينة بشخصيّة عربية أهملتُها-أقسم أنّي لست متعمّدا- أُرشّح من الجوار العربي أردوعان بجذوره العثمانية وغولدستون بجذوره اليهودية.
-الحداثة العربية : بذلت الأنظمة العربية جهودا استثنائية لتأكيد انخراطها في الحداثة،وسعت جادّة لتجميل واجهتها السياسية،فلم تجد من سبيل مقنع بذلك غير تعزيز حضور المرأة العربية في مواقع المسؤولية...واستطاعت بعض دول الخليج،خلال هذه السنة،أن تتدارك بعض النقص في هذا المسعى...
-نختم بالاقتصاد العربي-دون أن نصل إلى رقم 10 فيما اختزنته ذاكرتي مخافة أن تتحوّل إلى وصايا-:الواقع الاقتصادي العربي كالمسلسلات المكسيكية تبقى مشوّقة إلى نهايتها،ونحن الآن بصدد متابعة حلقات تداعيات "أزمة دبي" التي استطاعت أن تهزّ بورصات العالم رغما عن موقعها العربي...ومجاعات الصومال والسودان وسائر الأحياء الشعبية التي تعجّ بها المدن العربية،وتنامي ثروات أثريائنا،وهجرة الثروات العربية بما فيها "ثروة الأدمغة"...هل يُمكن قياس نسبة النموّ اعتمادا على هذه المؤشّرات التي ذكرتُ؟...
التعليقات (0)