العالم الافتراضى ....الجديد

يعشق الغرب دراسة كل صغيرة وكبيرة في بلاد العرب والمسلمين عن طريق تمويل الأبحاث والدراسات لتجرى بأيدينا نحن ثم يأخذونها ويدخلونها آلتهم المعلوماتية الرهيبة التي يكون من نتائجها أنهم يعلمون عنا أكثر مما نعلم عن أنفسنا ومجتمعاتنا ومشكلاتنا، وهم فى ذلك يركزون على موضوعات وملفات بعينها من أجل إشعالها واللعب بها في الوقت الذي يجدونه مناسبًا، ويذكر الراحل محمود شاكر في كتابه القيم (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) "أن الغرب في مرحلة تماسك أمتنا وفي مرحلة عدم قدرته على اختراقها كان يرسل إلينا الكثير من الجواسيس لدراسة نقاط القوة والضعف، وأن ما قام به هؤلاء الجواسيس كانت له أهمية كبرى في حركة الاستعمار"، والان وفى ظل ثورة الاتصالات اصبحت المعلومات وتدفقها في كل اتجاه أمرًا ميسورًا فلم يعد بوسع أحد في الألفية الثالثة إخفاء المعلومات وبات من السهل اختراق الشبكة الدولية للمعلومات او ما يعرف علميا (بالتجسس على الشبكة)، للحصول على كل المعلومات المطلوبة فى شأن من الشئون وهو الامر الذى أضعف أو قلص إلى حد كبير دور الجواسيس الأشخاص كما كان يعرفهم الاستعمار التقليدي فعمد الغرب إلى التحول من طرق التجسس التقليدية إلى عمليات إلكترونية متباينة
وليس خافيًا أن الولايات المتحدة تضع كل ما يبث عبر الشبكة الدولية تحت الرقابة غن طريق بيع أجهزة كمبيوتر مزودة بتكنولوجيا "الباب السحري" إلى دول متعددة، بحيث يستطيع الفنيون العاملون في أجهزة المخابرات الأمريكية اختراق شبكة المعلومات التي تستخدم هذه الأجهزة في تلك الدول، والاطلاع على كل ما بها من معلومات كما تقوم شركة مايكروسوفت بتسليم السلطات الأمريكية الكود الخاص بكل جهاز أو برنامج كمبيوتر تبيعه مما يسهل لهذه السلطات مراقبة كل شيء وجمع المعلومات التى على اساسها يتم اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والعسكرية . على ضوء هذه المعلومات التى لا اعتقد انها جديدة هل تستطيع ان تسيطر على المعلومات التى تقوم بنشرها عن نفسك وغيرك على الشبكة ، لا اعتقد ان الاجابة ستكون (نعم).. فهوحقا عالم مليء بالإبداع والتناقض والتنافس في آن واحد.. أنه عالم جمع المعلومات، حيث الجرائم المستحدثة التي بدأت لتوها