مواضيع اليوم

العاقل من اتعظ بغيره

حسن اسافن

2011-02-09 10:10:51

0


جريدة الدار الكويتية الأربعاء, فبراير 09, 2011 العدد/932


علي البحراني

المراهن على علاقاته مع الغرب للتشبث بعرشه من الزعماء في العالم، كمن يطلب في الماء جذوة نار.
من الأمثلة على أن الغرب ينظر إلى الأحداث بعين المصالحية موقف الماكنة الإعلامية الغربية من ثورة جورجيا وأوكرانيا. فقد صورها الإعلام الغربي الذي يخدم مصالحه على أنها ثورات مخملية تطالب بالحرية وحقوق الإنسان، وتلك شعارات يستخدمها الغرب باتجاه مصالحه وما يخدمها، وقبلها كان التعامل مع خادمهم شاه إيران الذي طلبوا منه الرحيل لترك ثورة اسلامية تحكم ايران. وفي العراق قبضوا على عاملهم هناك واعدموه شنقا. وفي تونس تبرأوا من عميلهم ولم يستقبلوه حتى. في لبنان انحاز إعلامهم للسلطة على حساب مطالب الشعب. وفي مصر الآن يتشدقون بعدم الانحياز لطرف. أي معايير يستخدمونها مع العالم؟ فمرة مع الشعب ومرة مع السلطة وأخرى دون انحياز. مرة للاستقرار وأخرى للديمقراطية وثالثة لحقوق الانسان والحرية.
(الشعب يريد اسقاط النظام) يبدو في الجملة أنها الطلسم الذي لا يستطيع الحكام المستبدون فك شفرته والتغلب على مأثوراته. بهذه الجملة سقط دكتاتور تونس، وبها يزلزل الآن عرش مصر، وهو من خدم وقدم وطاع ونفذ للأميركان والغرب كل ما يريدون على حساب كرامة وعزة وإباء شعبه والأمة العربية والاسلامية. جعل من ارض الكنانة مرتعا للصهاينة يمرحون بها ويسرحون. هل بعد كل التجارب التي لم يستفد منها يراهن على بقائه حاكما لمصر بمساندة الغرب له، وشعبه كالبركان الثائر لن يبقي ولن يذر. هل سينتظر أن يكون مصيره مصير صدام؟ هل يراهن على مساعدات من خدمهم من الصهاينة في امداده بما يقمع شعبه ويقتلهم؟ ثم ماذا؟ وأين سيذهب؟ وهل الغرب سيمنحونه الحماية الكاملة أم كما فعلوا بمن سبقوه كالشاه وصدام وزين العابدين والبقية تأتي ؟
ليس من رهان لأي حاكم إلا على شعبه وامته. فهم الدرع الحصين الذين يتكئ عليه في الملمات. فإذا عاداهم ذهب مع الريح، وإن حبوه كانوا له درعا حصينا ضد المعتدين. وهذه لا تأتي بالسوط والجلاد وقمع الحريات والتنكيل والسجون، حتى التعذيب. هذه تأتي بالمساواة بين أفراد الشعب وتطبيق العدالة وضمان الكرامة لكل مواطن، مهما كان وأيا كان. فهل يتعظ الآخرون من هذه الأحداث ويعالجون ما هدم من جسور بينهم وبين شعوبهم؟
AL2000LA@HOTMAIL.COM

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !