العاصوف حكاية الأجداد
في البداية لماذا يتحول شهرُ رمضان لشهرِ تزدحم فيه المسلسلات والمسابقات الجواب بسيط للغاية في ذلك الشهر تجتمع الأُسر على مائدة واحدة صغاراً وكباراً في مشهدِ لا يمكن تصويره من جماله وروعته فالمسألة هنا ليست مؤامرة من عصابة مداريه تقطن في إحدى الكواكب تسعى بشتى السُبل لصرف الناس عن دينهم وعن الذكر والعبادة في شهر رمضان ، العاصوف المسلسل الرمضاني حل في مقدمة البرامج المُثيرة للجدل ولا يعلم أحدُ السبب الحقيقي لذلك فالمسألة في مجملها غيره على الدين وعلى مجتمع الفضيلة كما يزعم الغاضبون ، للفن وظيفة راقيه وحساسة أيضاً يعرض الواقع كما هو ويُثير الأسئلة ويبحث عن أجوبه كافية شافية ، في مسلسل العاصوف الذي سيمتد لخمسُ أجزاءِ أصدر البعض حُكماً بفشل العمل وقال عنه المرجفون أنه "العاصوف" ينقل صورة غير صحيحة عن مجتمع الأباء والأجداد ، جميع الأقوال ليست مبنية على أسس وقواعد علمية وفنية بل خاضعة لمنطق الكراهية والايديولوجيا الهابطة ، مسلسل العاصوف يتحدث عن فترة زمنية قديمة فترة تاريخية لها مساراتها الثقافية والفكرية والسياسية و الاقتصادية ودخول الدراما لمنطقة التاريخ كالدخول بحقل ألغام فجميع المسارات متداخلة وتأثيراتها على الواقع ستكون واضحة ومؤثرة ، المجتمع السعودي ليس مجتمعاً ملائكياً والسعودية ليست المدينة الفاضلة التي لم توجد إلا بمخيلة أفلاطون ، المجتمع السعودي كأي مجتمعِ أخر فيه الصالح والطالح وهذا ما يجب أن يفهمه المؤدلجون الذين يظنون أن الله لم يهدِ سواهم ، حتى هذه اللحظة يبقى مسلسل العاصوف رائعة الدراما الرمضانية وحتى شارة النهاية يُصبح الحديث عن ذلك العمل بلا قيمة خصوصاً إذا لم يستند على أسس النقد الفني التي يستبدلها البعض بأسس المنطق الأيديولوجي ويستميت في تسويقها على أنها صواب وعبادة يتقرب بها إلى الله ! .
التعليقات (0)