مواضيع اليوم

العاشر من رمضان حرب اكتوبر والنصر العظيم

روح البدر

2010-06-10 07:37:48

0

العاشر من رمضان حرب اكتوبر والنصر العظيم

 

 



كتبت مقالاً من قبل عن أحلى يوم في حياتي ، هذا اليوم العظيم الذي غسل جراحات قلبي في 5 يونيو ( 1967 ) ، هذا اليوم العاشر من رمضان الذي صعدت بعده بيومين على سطح منزلنا بالجمالية – دقهلية لأرى بعيني مجابهة بالطائرات والناس جميعاً فوق السطوح وفي الحقول تكبر وتبكي وتدعو الله أن ينصرنا على طائرات العدو الغادر ، وفجأة ينقطع أزيز طائرات العدو فقد ضربت إحداها بصاروخ جو – جو وقفز الطيار اللعين منها وهوت على الأرض والطيار في الهواء والجماهير بالملايين أسفله وكلما حول مساره بعيداً عنهم وجد الملايين تزحف نحوه حتى قبضوا عليه حدث هذا في بلدنا الجمالية – دقهلية بشمال الدلتا يوم 9/10/1973 م في هذه الحرب كان إخوتي كاظم ، ومحمد ، وخليل ، وأبو العطا وأبناء عمومتي بالمئات في المعركة حطموا خط برليف ، واجتازوا أعقد مانع مائي في تاريخ الحروب البشرية يعلوه ساتر من التراب بمئات الأمتار وبه مواقع حصينة محصنة بالفولاذ وفي القنال أنابيب النابالم التي صممت لتحول القناة إلى جحيم لا يطاق وقبلها قال الكاتب محمد حسنين هيكل : إن ( 85% ) من العابرين من الجنود في الدفعة الأولى للعبور سوف يلقون حتفهم في نار النابالم في القناة ولكن شاء الله ولفضل التدريب الذي دام سنوات على اجتياز العوائق المائية في روافد وفروع نهر النيل ، وبفضل التدريب على السلاح ، ورفع المعنويات الإيمانية عبرنا أكبر مانع مائي ، وجابهنا العدو ، ولأول مرة يبكي قادة العدو .

هذا النصر يجب علينا ألا ننساه ولا ينسينا أحد إياه ، لقد حارب الجيش المصري ببقايا أسلحة قديمة وبحصار سلاحي من أمريكا ، ومراوغة تسليحية من الاتحاد السوفيتي .

لقد حكى لي جاري الحبيب الأستاذ محمود سعيد رحمه الله ، الضابط الكبير في المركبات كيف كانوا يصنعون قطع الغيار للمركبات من قطع الخردة القديمة وكيف ظل سنوات يعمل ليل نهار حتى أصيب رحمه الله بالضغط والسكري كل ذلك لتكون مركباتنا المحاصرة من أمريكا ، وأوروبا ، والاتحاد السوفيتي جاهزة للعبور ، واجتياز خط برليف الحصين ، وضرب المواطن عبد العاطي ( 12 ) دبابة بمفرده ، فلاح مصري بسيط قابل الدبابة بسلاح محمول على كتفه ليصطاد ( 12 ) دبابة وسُمّي يومها عبد العاطي صائد الدبابات .

وحكي لي ابن عم لي كيف تم أسر عساف ياجوري القائد الإسرائيلي أمام عينيه من جندي تحت إمرته شاهد مصفّحة القيادة في خلف القوم على غير العادة ، فخرج العسكري من مكمنه وقال : الله أكبر ، مركبة القيادة ، وضربها بصاروخ وخرج عساف ياجوري وأسر عساف ياجوري .

هذه البطولات يجب ألا ننساها وأسرعت أمريكا إلى إنزال دبابات جديدة في أرض سيناء لإنقاذ الصهاينة ودمرت بعض الدبابات وقد سارت فقط ( 12 ) كيلومتراً ، وهنا علمت القيادة أن أمريكا في المعركة وأن التدمير والتحطيم قادم فأعلنت القيادة في شجاعة إيقاف الحرب ، وقال يومها الرئيس السادات رحمه الله ، أنا غير قادر على مجابهة أمريكا ، البعض يعيب على السادات ذلك ولكن الرئيس السادات يعلم مدى السعار الأمريكي – الصهيوني والذي شاهدناه في العراق قبل سقوط بغداد ، وشاهدناه في جنوب لبنان أخيراً ، هؤلاء قوم لا أخلاق عندهم لقد كان هناك مؤشرات تشير إلى أن الصهاينة سيستخدمون أسلحة نووية ضد السد العالي فقد كان لزاماً على القيادة الحكيمة إيقاف الحرب خير من خسارة النصر العظيم .

لقد موّه الرئيس السادات على بعض القيادات العربية التي كانت تنقل الأخبار للعدو ، وموّه عليها عشرات المرات ، وفجأة وفي العاشر من رمضان تأتي الأوامر كما حكى لي أخي أبو العطا أن اضبطوا ساعاتكم وضبطوها وفي الساعة الثانية ظهراً عبرت الطائرات المصرية القنال ، وعلم الجنود أن الحرب بدأت ، وعبر أخي أبو العطا مع أول دفعة من العابرين وفي سيناء تضرب دبابته ويجد نفسه في القصر العيني بالقاهرة ويتذكر أنه طار في الهواء ثم أغمي عليه .

علينا ألا نكون كأهل النار ( كلما دخلت أمة لعنت أختها ) فنطمر هذا النصر العظيم الذي تجسدت فيه روح رمضان ، وهمة الجنود ، وحنكة القيادة الميدانية ، وإخلاص الملك فيصل رحمه الله ، ولقنّا إسرائيل درساً لن تنساه ، ويكفي أننا عبرنا الهزيمة النفسية التي حدثت لنا ( 1967 ) ، وأثبتنا أن الجندي المسلم إن دُرِّب تدريباً مميزاً ووجد قيادة مخلصة فسوف نُحرّر فلسطين بإذن الله .

ولا ننسى المقاومة الشعبية في السويس بقيادة الشيخ حافظ سلامة وإيقاف توغل العدو من الثغرة .

إذا أحدثنا مقاومة شعبية مدربة ومحصنة كما مع حزب الله جنوب لبنان على كل الجبهات العربية .

وإذا أعددنا جيوشاً عربية كما حدث مع الجيش المصري من 1967 – 1973م .

- وامتلكنا أسلحة الردع النووي ، واعتمدنا على الله ، وتعلمنا الإيمان جاء نصر الله على يد من قال الله تعالى عنهم : { فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا } [الإسراء : 7] .

- لقد دخلنا المسجد أول مرة بقيادة الفاروق رضي الله عنه ، وحررنا القدس بقيادة المظفر صلاح الدين رضي الله عنه ، وإذا فعلنا كما فعل صلاح الدين عندما ربَّى الجيل الذي ظهر فيه وبقيادة القائد الميداني المخلص قراقوش العظيم باني الحصون ومُدّرب الجنود ، وابتعدنا عن البدع ، والخلافات والفتنة ، وأقمنا التوحيد في قلوبنا ، والدين في حياتنا وبنينا قوة إسلامية قادرة على النصر بإذن الله ، فسوق تعود فلسطين بإذن الله ، وهكذا عشت أيام رمضان 6 أكتوبر 1973 م العظيم والحمد لله .

بقلم : د . نظمي خليل أبو العطا

أخبار الخليج – مع الصائمين – العدد ( 10427 ) الثلاثاء 18 رمضان 1427هـ - 10 أكتوبر 2006 م




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !