مواضيع اليوم

العاريات الأجساد , العفيفات النفوس

أحمد قيقي

2013-03-27 21:59:57

0

تأتى الشابة أمينة التونسية ثانية اثنتين تعريةً  لجسديهما ,  وقد سبقتها فى ذلك  علياء المهدى المصرية , وقد جاء هذا التعرى حتجاجا على  ما  تمخض عنه الربيع العربى من شتاء شديد القسوة أخذ يعصف بالحريات الأساسية للبشر ,  ويضطهد شرائح معينة من المجتمع ,  وفى مقدمة من تعرضن للإضطهاد  هى المرأة ,  التى انصب  الاضطهاد على أنوثتها ,ورأى فيها البعض أنها مجرد  مصدر للفتنة والغواية , واعتبر شعرها عورة وصوتها عورة , و بالغ البعض فجعل وجهها عورة , وقد اتضح ذلك فى انتشار ظاهرة النقاب بصورة ملفتة .    ,   وبالطبع فقد وُوجه تصرف الفتاتين  باستكار بالغ من قوى الإسلام السياسى فى كل من مصر وتونس  , ومطالبات بأقصى أنواع العقاب  بدءا من إسقاط الجنسية وانتهاء بإقامة  الحد على كل منهما     .   ومع أننى أرى أن تعرية الجسد ليست هى السلاح الأنجع والأنسب  لمقاومة تيار الإسلام السياسى , ومنهجه الاستبدادى الإقصائى , إلا أننى ضد التهجم على هاتين الفتاتين واتهامهما  بالترويج للرذيلة والانحلال  . لان فى ذلك ممارسة ً أخرى للقمع والتضليل , ذلك أن آخر ما تهدف إليه أى من الفتاتين هو الإثارة الجنسية , وإنما الهدف هو إثارة الرأى العام وخاصة بنات جنسهن ضد من يحاولون اعتبار المرأة العربية مجرد جسد يثير الغرائز , وحصرها فى وظيفة الجنس والتناسل , إن مجتمعا ينظر إلى المرأة هذه النظرة المتدنية هو مجتع منافق  متخلف يجب فضحه وتعريته , وهو ما قامت به كل من  أمينة وعلياء .  إن من ينظر إلى صورة أى من الفتاتين وهى عارية لا بد أن يدرك للوهلة الأولى أنها صرخة  احتجاج وليست تعرية إثارة , إن الملامح المرسومة على وجه أى منهما ليست ملامح الأنثى التى تريد استخدام جسدها للإثارة ولكنها ملامح الفتاة الغاضبة التى لم تجد ما تعبر به عن غضبها إلا استخدام جسدها , وجعله صوتا تصرخ به فى وجه تجار الدين  , وسوطا تجلد به ثقافة التخلف  , إن أيًا من هاتين الفتاتين اللتين قامتا بتعرية جسديهما  هى  أعف نفسا , وأشرف غاية من كثير من أدعياء الفضيلة إنهما  فى مقدمة زحف حرائر العرب لإخراج المرأة العربية من حجرات الحريم ,  وتربية جيل عربى جديد يحترم العقل والفكر ,ويتخلص من حصر اهتمامه وهواجسه فى نصفه السفلى , كى  يبنى أمته على أسس حضارية جديدة, لا تعتبر فيها النساء  مجرد أدوات للمتعة الجنسية ,  ذلك  أن المرأة المستعبدة لا يمكن ان تربى أحرارا أو تسهم فى بناء وطن حر قادر على أن ينافس الأوطان الأخرى فى حلبة الصراع من أجل التقدم والريادة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !